توقيت القاهرة المحلي 18:31:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دُوَار خبري

  مصر اليوم -

دُوَار خبري

بقلم : أمينة خيرى

أظن أننى لست وحدى التى أشعر بثقل كبير لدى مطالعة الأخبار اليومية. نصف ساعة صباح كل يوم أخصصها للاطلاع على ما جرى فى العالم، ومثلها مساءً، وربما دقائق متناثرة على مدار اليوم فى أوقات الشدة والأزمات، إنها الأوقات التى لا تطيق فيها الأحداث الانتظار لحين الاطلاع عليها فى مواعيد محددة.

أعطل عن عمد التطبيقات والخدمات التى تغذى المستخدم بالمستجدات على مدار الساعة، أو تدق بابه بصافرات إنذار المحمول المقيتة لتخبره أن حدثًا جللًا وقع، وأن عليه الاطلاع عليه. لم أعد أتحمل تسارع الأحداث وتشابكها وتعقدها. كما لم أعد قادرة على تلقى أنباء الفواجع، وتطورات المصائب. ويتضاعف حملى النفسى والعصبى مع المكون الثانى فى وجباتى الإخبارية والتحليلية، وهى تلك الأخبار والموضوعات والنقاشات المحلية التى يصيبنى الكثير منها بدُوَار خبرى يُفقدنى التوازن. وكيف يمكن لعاقل أن يحتفظ بتوازنه وهو يطالع كيف أن الذكاء الاصطناعى أصبح ضالعًا ومطبقًا فى بعض المناطق فى بريطانيا بحيث تُعطَى الأولوية لراكبى الدراجات والمشاة قبل السيارات، ولضمان قدر أوفر من السلامة والسلاسة لهم، مع المراقبة الصارمة لقائدى السيارات من قِبَل رادارات وكاميرات تعمل بالذكاء الاصطناعى، ويتم تطبيق مخالفات فورية عليهم، ثم أطالع خبر مصرع سائق توك توك وراكبين كانا معه بعد ما قرر أن يعبر مزلقان القطار بسرعة فدهسهم جميعًا، أو مصرع سيدة كانت تعبر الطريق لأن سائق ميكروباص قرر أن يسير عكسيًّا فى شارع رئيسى؟.

وكيف يمكن لإنسان من دم ولحم أن يحافظ على توازنه النفسى وهو يتابع أعداد القتلى والمصابين فى غزة، ومعدلات الخراب والدمار التى لحقت ببنيتها التحتية والفوقية، وكذلك أعداد القتلى والمصابين والنازحين فى لبنان بعد تمدد الصراع إليه، وفى الوقت نفسه يقرأ تحليلًا لكاتب عربى كبير مقيم فى جزر المالديف أو يتجول بين نيس وباريس وكان، وهو يشرح كيف أن العملية التى تم تنفيذها قبل عام أنقذت القضية الفلسطينية من الضياع وأعادت تسليط الأضواء عليها، وهذا يكفى؟!. وكيف يمكن الحفاظ على قدر من الصفاء الذهنى وأنت تطالع موقع مؤسسة إعلامية غربية عريقة رصينة، فتجدها تتحدث بلسان العرب والمقاومة والحق الفلسطينى الأصيل فى موقعها العربى، ثم تفاجأ بأنها فى موقعها بالإنجليزية لسان حال حكومة بلادها المتنصلة عن دعم القضية أو حتى المطالبة بالالتزام بالقوانين الدولية والمواثيق الحقوقية الإنسانية التى تطبقها هنا ولا تطبقها هناك.
وتكون النتيجة أن رسالتها الموجهة إلى العرب تجعل الملايين يعتقدون أنها أفضل من كل حكومات المنطقة العربية وأنظمتها، فهى تناصر الحق والمظلوم، ولا تلتفت هذه الجماهير إلى زوايا مثل التسويق السياسى وترويج البضائع الراكدة فى سوق مهملة؟. يخبرنى الذكاء الاصطناعى أن متابعة الأخبار مفيدة للاطلاع، لكنها تؤثر سلبًا على الصحة العقلية. تسبب التوتر والمرض الجسدى والذكريات المؤلمة والعزلة. وينصحنى بوضع حدود بينى وبين الأخبار، وأخذ فترات راحة منها، والتركيز على ما يمكننى التحكم فيه. شكرًا أيها الذكاء

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دُوَار خبري دُوَار خبري



GMT 09:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 09:30 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب «الجيل الرابع» تخوضها إسرائيل في لبنان!

GMT 09:28 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الرياض... بيانٌ للناس

GMT 09:27 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الجملة التي أبطلت مقترح قوات دولية للسودان!

GMT 09:24 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

مستر أبو سمبل!؟

GMT 09:22 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة الرئيس المنتخب أم الفوهرر ترمب؟

GMT 09:21 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة بدأت في الرياض

GMT 09:20 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

مسعَد بولس بعد وعود ترمب

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
  مصر اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:09 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
  مصر اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 17:42 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن الفترات الصعبة في مشواره الفني
  مصر اليوم - أحمد عز يتحدث عن الفترات الصعبة في مشواره الفني

GMT 00:26 2020 الخميس ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

موعد نهائي دوري أبطال أفريقيا بين الأهلي والزمالك

GMT 07:19 2020 الخميس ,08 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الخميس 8 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 05:34 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير مكرونة باردة بالجمبري

GMT 05:32 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير عصير الليمون باللبن

GMT 23:50 2020 الأربعاء ,23 أيلول / سبتمبر

انخفاض سعر نفط خام القياس العالمي

GMT 23:25 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على ارتفاع

GMT 19:23 2020 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

منال سلامة تكشف كواليس تعرضها لحادث مميت

GMT 23:49 2020 الأحد ,13 أيلول / سبتمبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الأحد 13 سبتمبر 2020

GMT 16:49 2020 السبت ,12 أيلول / سبتمبر

مقتل شخصين في تحطم طائرة قرب مطار لوس أنجلوس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon