توقيت القاهرة المحلي 00:24:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التطهير لم يبدأ بعد

  مصر اليوم -

التطهير لم يبدأ بعد

بقلم : أمينة خيرى

ادث الإسكندرية ليس الأول، ومادامت الحلول الثقافية والتربوية الجذرية عصِيّة على التفعيل، فلن يكون الأخير. نحمد الله كثيرًا على نعمة التعقُّل والتفكُّر والتدبُّر. ونحمده على فهم الغالبية أن جنون الشطط الفكرى الذي ضرب عقول وقلوب البعض لا يمكن أن يكون حكمًا عامًّا أو تعميمًا. وسواء أثبتت التحقيقات أن مُنفِّذ الطعن «مريض» أو «مُسِنّ» أو لم تثبت، فإن الجريمة تُذكِّرنا بأننا أبعد ما نكون عن إتمام واجب التطهير ورفع آثار الخلل الثقافى والعدوان الاجتماعى والقرف الفكرى الذي اجتاح مصر منذ السبعينيات، وإن ظل كامنًا ساكنًا منذ عام 1928، تاريخ تأسيس الجماعة المشؤومة أس البلاء الفكرى. وكون الشكل العام الخارجى مبهرًا وجميلًا لا يعنى أبدًا أن الداخل بخير.
وكون الرئيس السيسى والكثيرين ممن هُمْ وهُنَّ في مناصب حيوية على قناعة تامة بحتمية تطهير الخطاب الدينى الذي خرّب العقول وكاد يهدم البلاد على رؤوس الجميع لا يعنى أن جميعنا يحمل القناعة نفسها. وما علينا سوى متابعة أحاديث مَن حولنا، وبعضهم من الأهل والأقارب والأصدقاء، لنعى حجم الخرابة التي أحدثها خطاب التطرف والتشدد والانغلاق ورفض كل ما هو ليس صورة طبق الأصل منهم. وعلى فكرة، حكاية «شركاء الوطن» وغيرها من مفردات وعبارات «الشراكة» ليست إلا ترجمة حرفية لعوار في فهم المواطنة. المواطن مواطن كامل شامل قائم بذاته بغض النظر عن خانة الديانة. وما زرعه أدعياء الدين- وما زال بعضهم يعمل بكل همة ونشاط ودون كلل أو ملل أو مساءلة- على مدار عقود طويلة لن يُمحى بالطبطبة أو بطريقة «داوِها بالتى كانت هي الداء». للمرة المليون، إما هي دولة مدنية خالصة يتمتع الجميع فيها بالمواطنة الكاملة مع احتفاظ الكل بحرية العقيدة والفكر، وإما هي دولة دينية أو شبه دينية. ثم يأتى دور التطهير الذي يواجَه بمقاومة شرسة غير مسبوقة. علاج الخطاب الدينى المتشدد المتطرف المريض لا يكون عبر خطاب دينى يقدم نفسه باعتباره وسطيًّا معتدلًا فقط، فربما يتكفل به غدًا متشدد غير معتدل، ويقوم عليه بعد غد متطرف متعنت.

الأفكار المريضة تم زرعها ونشرها والتأكيد على تمكُّنها من مفاصل العقل على مدار عقود مرئية من حولنا في كل كبيرة وصغيرة. اقرأوا تعليقات «المتدينين بالفطرة» على أي حديث لأى فنانة، وتمعّنوا في الأوصاف التي يطلقونها عليها بكل أريحية. وطالِعوا تعليقاتهم على ما يشير إليه بعض مشايخنا من أن تنظيم الأسرة ليس حرامًا وأن العيل لا يأتى برزقه ونعتهم لهؤلاء العلماء بنعوت مريعة على أساس أن الدين قائم على التكاثر العددى. والحقيقة أن هذا يؤكد أن علاج النسخة المشوهة من الدين والتدين لا يكون بعرض نسخ بديلة من الدين والتدين فقط، بل يكون بتطهير العقل وإزالة الصدأ. رحم الله كاهن كنيسة السيدة العذراء وماربولس، القمص أرسانيوس وديد، ورحمنا جميعًا برحمته الواسعة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التطهير لم يبدأ بعد التطهير لم يبدأ بعد



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:14 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل
  مصر اليوم - جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك
  مصر اليوم - الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 14:07 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"يوتيوب" يختبر خاصية جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي
  مصر اليوم - يوتيوب يختبر خاصية جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي

GMT 09:04 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

فولكس واغن تعيد إحياء علامة الأوف رود الأميركية "سكاوت"

GMT 17:01 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

GMT 02:21 2016 الثلاثاء ,27 أيلول / سبتمبر

تعرّف على أشهر 9 رؤساء للبرلمان المصري

GMT 11:00 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

الراحة النفسية في ارتداء الملابس أهم من المنظر الجذاب

GMT 12:06 2024 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

أحدث صيحات حقائب الشاطئ لهذا الصيف

GMT 10:16 2017 الجمعة ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

عندما يزهر الخريف

GMT 09:39 2024 الجمعة ,05 تموز / يوليو

الفرق بين العطور الصيفية والشتوية

GMT 21:14 2021 الأربعاء ,02 حزيران / يونيو

هواوي تطلق رسميا نظام HarmonyOS لـ 100 مليون جهاز الليلة

GMT 09:33 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج القوس

GMT 22:33 2021 الجمعة ,19 شباط / فبراير

أول إعلان رسمي من إدارة بايدن بشأن سد النهضة

GMT 02:37 2018 السبت ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

إيمان سلامة توضح أن شخصية ليلي في"الأب الروحي" كانت تحدي

GMT 08:22 2018 الأربعاء ,02 أيار / مايو

Casio" " تُعلن عن ساعتها الجديدة الذكية "WSD-F20A"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon