توقيت القاهرة المحلي 19:22:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التطهير لم يبدأ بعد

  مصر اليوم -

التطهير لم يبدأ بعد

بقلم : أمينة خيرى

ادث الإسكندرية ليس الأول، ومادامت الحلول الثقافية والتربوية الجذرية عصِيّة على التفعيل، فلن يكون الأخير. نحمد الله كثيرًا على نعمة التعقُّل والتفكُّر والتدبُّر. ونحمده على فهم الغالبية أن جنون الشطط الفكرى الذي ضرب عقول وقلوب البعض لا يمكن أن يكون حكمًا عامًّا أو تعميمًا. وسواء أثبتت التحقيقات أن مُنفِّذ الطعن «مريض» أو «مُسِنّ» أو لم تثبت، فإن الجريمة تُذكِّرنا بأننا أبعد ما نكون عن إتمام واجب التطهير ورفع آثار الخلل الثقافى والعدوان الاجتماعى والقرف الفكرى الذي اجتاح مصر منذ السبعينيات، وإن ظل كامنًا ساكنًا منذ عام 1928، تاريخ تأسيس الجماعة المشؤومة أس البلاء الفكرى. وكون الشكل العام الخارجى مبهرًا وجميلًا لا يعنى أبدًا أن الداخل بخير.
وكون الرئيس السيسى والكثيرين ممن هُمْ وهُنَّ في مناصب حيوية على قناعة تامة بحتمية تطهير الخطاب الدينى الذي خرّب العقول وكاد يهدم البلاد على رؤوس الجميع لا يعنى أن جميعنا يحمل القناعة نفسها. وما علينا سوى متابعة أحاديث مَن حولنا، وبعضهم من الأهل والأقارب والأصدقاء، لنعى حجم الخرابة التي أحدثها خطاب التطرف والتشدد والانغلاق ورفض كل ما هو ليس صورة طبق الأصل منهم. وعلى فكرة، حكاية «شركاء الوطن» وغيرها من مفردات وعبارات «الشراكة» ليست إلا ترجمة حرفية لعوار في فهم المواطنة. المواطن مواطن كامل شامل قائم بذاته بغض النظر عن خانة الديانة. وما زرعه أدعياء الدين- وما زال بعضهم يعمل بكل همة ونشاط ودون كلل أو ملل أو مساءلة- على مدار عقود طويلة لن يُمحى بالطبطبة أو بطريقة «داوِها بالتى كانت هي الداء». للمرة المليون، إما هي دولة مدنية خالصة يتمتع الجميع فيها بالمواطنة الكاملة مع احتفاظ الكل بحرية العقيدة والفكر، وإما هي دولة دينية أو شبه دينية. ثم يأتى دور التطهير الذي يواجَه بمقاومة شرسة غير مسبوقة. علاج الخطاب الدينى المتشدد المتطرف المريض لا يكون عبر خطاب دينى يقدم نفسه باعتباره وسطيًّا معتدلًا فقط، فربما يتكفل به غدًا متشدد غير معتدل، ويقوم عليه بعد غد متطرف متعنت.

الأفكار المريضة تم زرعها ونشرها والتأكيد على تمكُّنها من مفاصل العقل على مدار عقود مرئية من حولنا في كل كبيرة وصغيرة. اقرأوا تعليقات «المتدينين بالفطرة» على أي حديث لأى فنانة، وتمعّنوا في الأوصاف التي يطلقونها عليها بكل أريحية. وطالِعوا تعليقاتهم على ما يشير إليه بعض مشايخنا من أن تنظيم الأسرة ليس حرامًا وأن العيل لا يأتى برزقه ونعتهم لهؤلاء العلماء بنعوت مريعة على أساس أن الدين قائم على التكاثر العددى. والحقيقة أن هذا يؤكد أن علاج النسخة المشوهة من الدين والتدين لا يكون بعرض نسخ بديلة من الدين والتدين فقط، بل يكون بتطهير العقل وإزالة الصدأ. رحم الله كاهن كنيسة السيدة العذراء وماربولس، القمص أرسانيوس وديد، ورحمنا جميعًا برحمته الواسعة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التطهير لم يبدأ بعد التطهير لم يبدأ بعد



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon