توقيت القاهرة المحلي 02:08:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المباراة والوعى وهدم المعبد

  مصر اليوم -

المباراة والوعى وهدم المعبد

بقلم : أمينة خيرى

كانت النية أن أكتب مجددًا عن معركة الوعى، وهى المعركة الباقية معنا لسنوات كثيرة قادمة. الميزة فى هذه المعركة أنها بلا عنف أو دماء. على الأقل مجرياتها لا تتسبب فى خسائر فى الأرواح، وإن كان تجاهلها واعتبارها رفاهية أو غير ذات أولوية ينجم عنها الكثير من العنف والدماء بطرق عديدة غير مباشرة.

وفى ضوء مجريات مباراة مصر والسنغال أمس الأول، وجدت أن ما نتج عن المباراة من ردود فعل بيننا وثيق الصلة بمعركة الوعى ويحتم التطرق إليها الآن وليس غدًا.

أن نشعر بالحزن والألم، بل كذلك الغضب، لأننا لم نفز فى مباراة مهمة كهذه أمر طبيعى ومتوقع، بل مطلوب.. لكن أن نقرر أن نخبط الكرسى فى الكلوب ونصيب الجميع ما بين لاعبين ومشجعين وقابعين فى بيوتهم أمام شاشاتهم بشظايا واتهامات، فهذا ليس طبيعيًا أو مطلوبًا، وإن كان متوقعًا فى ضوء ما أصابنا فى العقود الأخيرة من عوار أخلاقى وسلوكى وتعليمى وتربوى.

وهذا العوار لم يفلح التشدد الدينى المظهرى أو «الطقسى» (المعتمد والمكتفى بالطقوس) فى التخفيف منه أو حتى تمويهه، بل زاده، لأن هذا التشدد يعطى صاحبه إحساسًا كاذبًا بأنه ليس فى الإمكان أبدع مما هو عليه. خذ عندك مثلًا لاعبنا الأيقونى محمد صلاح، هو بشهادة العالم ضمن الأفضل، إن لم يكن الأفضل، وهو بشهادة القاصى والدانى مثالٌ يحتذى فى السلوك والبشاشة والأخلاق والقدرة على تنمية الذات والإمكانيات والمَلَكات والموهبة.

يوم نرفعه سابع سماء، واليوم التالى نخفس به سابع أرض. العجيب والغريب والمريب أن بين الرافعين والخافسين من يعلم تمام العلم أن الألعاب الرياضية الجماعية لا تعتمد على لاعب واحد، مهما كان هذا الشخص عبقريًا وفذًا و«ماجابتوش ولادة».

والغريب كذلك أن الجميع على دراية بأن لدينا مشكلات عديدة فيما يتعلق بكرة القدم المصرية وأجهزتها ورؤاها، وهى المشكلات التى ستنعكس بشكل أو بآخر على أى لاعب وأى فريق.. لذلك فإن تحميل اللاعبين وحدهم مغبة الهزيمة هو قِصَر نظر.

ومنطقى ومفهوم ومطلوب أن نغضب من سوء إدارة الطرف السنغالى لمجريات المباراة، حيث الليزر المسلط بجنون على اللاعبين المصريين، والزجاجات الملقاة عليهم، وغيرهما، واستمرار المباراة فى هذه الأجواء.

مفهوم أن ينجم عن الغضب ردود فعل مختلفة، بعضها يكون حاميًا أو مشتعلًا، لكن أن يقوم الغاضب بهد المعبد على رأسه ورؤوس من حوله حتى ينفس عن غضبه، فإن هذا يعنى أن الـ«هوليجانز» Hooligans، أى مشجعى الكرة الذين يلجأون للعنف بأشكاله فى إطار تشجيعهم لفرقهم ليسوا حكرًا على الظاهرة الإنجليزية.

صحيح أننا، ولله الحمد، لم ننتهج العنف الجسدى فى المباراة المذكورة، لكن التطرف الشديد والإصرار على عدم إعمال العقل والإغراق فى البحث عن كباش فداء وترك أصل المشكلة بلا حلول جذرية يعنى أن معركة الوعى حتمية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المباراة والوعى وهدم المعبد المباراة والوعى وهدم المعبد



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:14 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل
  مصر اليوم - جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك
  مصر اليوم - الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 14:07 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"يوتيوب" يختبر خاصية جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي
  مصر اليوم - يوتيوب يختبر خاصية جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي

GMT 08:11 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2018 الإثنين ,16 إبريل / نيسان

المدرب الإسباني أوناي إيمري يغازل بيته القديم

GMT 01:04 2021 السبت ,25 كانون الأول / ديسمبر

جالاتا سراي التركي يفعل عقد مصطفى محمد من الزمالك

GMT 05:34 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

تعرف على السيرة الذاتية للمصرية دينا داش

GMT 20:42 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

طريقة عمل جاتوه خطوة بخطوة

GMT 23:05 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

يونيون برلين الألماني يسجل خسائر بأكثر من 10 ملايين يورو

GMT 02:11 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

طبيب روسي يكشف أخطر عواقب الإصابة بكورونا

GMT 09:43 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كباب بالزعفران
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon