توقيت القاهرة المحلي 00:05:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قدَر ومكتوب

  مصر اليوم -

قدَر ومكتوب

بقلم : أمينة خيرى

قدَر ومكتوب. لن ينجو أحد مما يجرى فى أوكرانيا. نالنا وسينالنا الكثير. بعضه معلوم والبعض الآخر فى علم الغيب. ما يعنينا الآن هو كيف نتعامل مع الوضع الاقتصادى والاجتماعى الراهن؟!. أى استخفاف أو تسويف أو تقليل بالوضع أو الآثار سيُصيب الجميع بالضرر دون استثناء. ومزيد من الاعتماد أو الاكتفاء بحلول البيض غير الأورجانيك بالبسطرمة أو حشو البط والإوز بالأرز بديلًا عن الفريك سيتعدى مرحلة الـ«ميمز» الضاحكة والتدوينات الساخرة إلى ما هو أخطر بكثير.
الوضع الاقتصادى السيئ أممى؟، نعم!، أى أنه ليس حكرًا علينا؟، نعم!. ما المشكلة إذن؟. المشاكل متعددة، فنحن لم نتعافَ بعد أو نشم أنفاسنا من خطوات إصلاح اقتصادى كان يُفترض أن تحدث قبل عقود، لكن تأجلت إلى أن فرضت نفسها فرضًا. ونحن لم نتعافَ أو نشم أنفاسنا بعد من أحداث جسام على مدار عقد كامل منذ أحداث يناير 2011 مرورًا بعملية الإنقاذ فى عام 2013 وما تخلل ونجم عن ذلك من ضغوط سياسية واقتصادية من الداخل والخارج. ونحن لم نتعافَ بعد أو نشم أنفاسنا من عامين ثقيلين من وباء ضرب بمتحوراته وتطوراته المُزرية بعنف وضراوة. وما إن بدأنا نأمل فى أن نتعافى ونشم أنفاسنا قليلًا حتى قررت روسيا أن تخوض حربًا فى أوكرانيا هى أقرب ما تكون إلى حرب عالمية حيث الآثار عابرة للحدود والظلال من أثقل ما يكون. قمح ونفط وغاز على رأس القائمة، وعلاقات دولية تتزلزل وتتخلخل فى وسطها، أما النهاية فمازال المؤلف يبحث عنها.

ماذا نحن فاعلون إذن، وقد بدأت الآثار الاقتصادية التى تقترب من جيب المواطن وحسابه المصرفى المتواضع وكيلو «الجبنة» الذى يشتريه بدون بسطرمة، وبالطبع بدون بيض أورجانيك، فى الهجوم؟. علينا أن نعِى أن القادم ليس سهلًا، لكننا فى الوقت نفسه قادرون على الخروج منه بسلام وبأقل أضرار ممكنة فى حدود المتاح.

وما هو المتاح؟. المتاح هو شفافية مطلقة ومصارحة دون تجميل أو تطبيل أو استهانة بعقل المواطن فى تقديم المعلومات والحقائق. وفى حال كان هناك إصرار من قِبَل البعض، ولاسيما من قِبَل زملاء فى الإعلام- ولو بحسن نية- على تجميل الأوضاع بشكل مُبالَغ فيه، فإن الملجأ متاح والمهرب فاتح ذراعيه. السوشيال ميديا عامرة بكل ما من شأنه أن يدغدغ مشاعر المواطن التعبان (بفتح التاء). الجرعة الموجودة حاليًا مكثفة، وهذا متوقع، فالقَفّازون والمتربصون يعرفون جيدًا متى ينكأون الجرح. ومطلوب كذلك أن يعِى كل من المواطن والمسؤول أن كليهما يعانى أزمة متوارثة فى الآخر، فالمواطن شكّاء بكّاء منذ عقود طويلة، والمسؤول يجمل ويؤجل ويتجاهل منذ عقود طويلة. أزمة الثقة لن تُحل بين ليلة وضحاها، لكننا جميعًا فى مركب اقتصادى بالغ الصعوبة الآن يحتاج خبرات فى عرض المعلومات، لا خوابير استراتيجية، ومكاشفة من الحكومة، وسعة صدر وقلب وعقل من المواطن.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قدَر ومكتوب قدَر ومكتوب



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:14 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل
  مصر اليوم - جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل

GMT 10:09 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
  مصر اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 09:04 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

فولكس واغن تعيد إحياء علامة الأوف رود الأميركية "سكاوت"

GMT 17:01 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

GMT 02:21 2016 الثلاثاء ,27 أيلول / سبتمبر

تعرّف على أشهر 9 رؤساء للبرلمان المصري

GMT 11:00 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

الراحة النفسية في ارتداء الملابس أهم من المنظر الجذاب

GMT 12:06 2024 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

أحدث صيحات حقائب الشاطئ لهذا الصيف

GMT 10:16 2017 الجمعة ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

عندما يزهر الخريف

GMT 09:39 2024 الجمعة ,05 تموز / يوليو

الفرق بين العطور الصيفية والشتوية

GMT 21:14 2021 الأربعاء ,02 حزيران / يونيو

هواوي تطلق رسميا نظام HarmonyOS لـ 100 مليون جهاز الليلة

GMT 09:33 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج القوس

GMT 22:33 2021 الجمعة ,19 شباط / فبراير

أول إعلان رسمي من إدارة بايدن بشأن سد النهضة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon