توقيت القاهرة المحلي 19:48:41 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«ماكينات» الفكر

  مصر اليوم -

«ماكينات» الفكر

بقلم : أمينة خيرى

حدث العام بلا منازع، والعام المقبل ٢٠٢٥، هو سوريا. ظن كثيرون أن حدث العام الحالى والماضى والمقبل هو فلسطين، فإذا به يصبح سوريا.تخلد إلى النوم وأنت تظن أن الغرب والشرق وشعوبهما يعتبرون جماعة ما إرهابية أو خارجة على القانون، تستيقظ لتجد الجماعة وقد أصبحت شريكًا يحج إليه قادة، ويخطب وده ساسة.

من كان يتصور أن تختفى غزة وأخبارها من الأثير والتفكير والتنديد؟ أين ذهبت مظاهرات المطالبة بمحاسبة «مجرمى الحرب»؟ وكيف تبخرت عدادات القتلى والمصابين والمستشفيات التى خرجت من الخدمة ومدارس الإيواء التى يتم قصفها؟.

إنه حال الدنيا، وما دائم إلا وجه الله، فسبحان من له الدوام. لكن ما يلفت النظر فى كل تلك الأحداث الرهيبة، والتحولات الجسام، والتقلبات الأقرب ما تكون إلى الخيال أن «ماكينات» صناعة الكراهية وبث الفتنة ونثر الاضطراب وحدها الباقية على موقفها، المحافظة على وجهتها.

الأحداث الجسام التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط منذ أكتوبر ٢٠٢٣ تقلب موازين، وتعصف بكيانات وتؤسس أخرى، وتعرى أيديولوجيات، وتكشف وجوهًا قبيحة، وفى وسط كل ذلك، تنشط «الماكينات» صارخة: وأين مصر؟، وأين المصريون؟.

لا يشغلنى فى كل ذلك إلا وعى المصريين أنفسهم بما يجرى وبـ«الماكينات». أخشى أن تدفع الأوضاع الاقتصادية الصعبة بالبعض إلى الارتماء تحت أقدام إبليس، أو البحث عن أحضان الوهم الدافئة. أشعر بالقلق حين يُترَك الوعى إما للصدفة يشكل نفسه بنفسه، أو لقمة سائغة لبياعى كلام أو مثيرى فتنة أو موزعى مسكنات.

الوعى، أى الفهم والإدراك، يحتاج حرية تعبير وعدالة وتعليم وخدمات ومشاركة سياسية ومواطنة قائمة على الانتماء للوطن.

الوعى يحتاج ثقافة وفنًا ورياضة وأخلاقًا ودولة مدنية تعتنق سيادة القانون لا العرف أو العادات أو الموروثات أو المشاعر.

وعلى سيرة المشاعر، لو كنت من المسؤولين عن الثقافة والتعليم والفن لشعرت بالغيرة من المؤسسات الدينية. بناء وافتتاح المئات من دور العبادة، ملايين الفتاوى ومئات المواقع الإلكترونية، وعشرات البرامج الدينية ترد وتناقش وتملى قواعد كل الموضوعات من الإبرة للصاروخ: دين وطب وهندسة وذكاء اصطناعى وتكنولوجيا وأكل وعلاقات أسرية، والقائمة لا نهاية لها.

لو كنت من القائمين على أمر الثقافة والتعليم والفن لانضممت إلى هذا الركب فى محاولة للوصول لأوصال وشرايين الشارع المصرى. حدثان استوقفانى الأسبوع الماضى، يبدو أنهما منفصلان، لكنهما فى حقيقة الأمر مرتبطان.

الأول: عودة الحديث عن «نية» إزالة المسرح العائم، هذا البنيان الذى يمثل جزءًا من تاريخ ووعى مصر ومكانتها الثقافية والفنية والفكرية. وزير الثقافة الدكتور أحمد هنو قال: «لا يوجد إزالة للمسرح حتى الآن»! وللعلم، كان هذا المسرح فى عهد وزير الثقافة والإرشاد القومى فى الخمسينيات والستينيات الدكتور ثروت عكاشة عوامة متحركة تنقل الفن والتمثيل والإبداع إلى محافظات مصر المطلة على النيل، وذلك فى زمن ما قبل تحريم الفن وتجريم الفنانين وشيطنة الثقافة بوجع عام.

والثانى: عودة الكتاتيب فى أرجاء مصر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«ماكينات» الفكر «ماكينات» الفكر



GMT 12:04 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الصراع على سوريا.. أين نقف بالضبط؟

GMT 12:01 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الذكاء الاصطناعي مطوعا في هيئة الأمر بالمعروف

GMT 11:55 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

جيمي كارتر... قصة نجاح وقصة فشل

GMT 11:52 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الرنتيسي منجما ولا ليلى عبداللطيف!

GMT 11:50 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

سنة بطعم الموت.. نتمنى القابل أفضل!

GMT 09:43 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

لماذا ينضم الناس إلى الأحزاب؟

GMT 09:42 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

2025.. الإجابات

GMT 07:48 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

المُنقضي والمُرتجَى

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:53 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

اختيار بشار الأسد كأكثر الشخصيات فسادًا في العالم لعام 2024
  مصر اليوم - اختيار بشار الأسد كأكثر الشخصيات فسادًا في العالم لعام 2024

GMT 19:35 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الشرطة الإيطالية تقتل مصرياً هاجم المارة بسكين وطعن 4 منهم
  مصر اليوم - الشرطة الإيطالية تقتل مصرياً هاجم المارة بسكين وطعن 4 منهم
  مصر اليوم - حكيم يثُير حالة من الجدل بعد حديثه عن نيته اعتزال الغناء فى 2025

GMT 22:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 13:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

GMT 18:06 2024 الثلاثاء ,10 أيلول / سبتمبر

أحمد مالك يشوّق جمهوره لـ مطعم الحبايب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon