توقيت القاهرة المحلي 23:03:27 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لله وللوطن وللجمهور

  مصر اليوم -

لله وللوطن وللجمهور

بقلم : أمينة خيري

منظومة «الجمهور عايز كده» من أكثر المنظومات من حيث الراحة والاستراحة والإراحة. قدم فنا هابطا، وأفسِد الذوق العام لدرجة إفساد مخارج الألفاظ عبر شخصيات درامية أيقونية تستحل جيب المشاهد والمتابع وأخرى تتخذ من السنج والمطاوى والقتل والذبح والتحرش والعنف والفتونة أسلوب حياة، وحين يتهمونك بأنك تساهم فى إفساد الذوق العام، قل: الجمهور عايز كده.

أَطلِق يد الخارجين على قواعد وقوانين القيادة والسلامة على الطريق، سيارات بدون لوحات، سرعات جنونية، سير عكسى، مركبات غير مرخصة وأخرى يقودها أطفال. وإن استوقفت أحدهم، تكالب عليك المارة والجيران وتوسلوا إليك أن تطلقه لحال سبيله لأنه غلبان. إذن، الجمهور عايز كده.

حلقة الموظف صاحب الدرج المفتوح والمواطن من ذوى القناعة أن أوراقه الحكومية ومعاملاته الرسمية لن تٌنجز أو ترى النور إلا بتغذية الدرجة مستحكمة. فالمواطن لا يقاوم الفكرة، وإن قاوم فمآله التعطيل والتضييق وربما إلغاء المعاملة من الأصل، والموظف لم يجد من يحاسبه أو يراقبه أو يضيق عليه الخناق، فبات الاثنان يستحقان بعضهما البعض. وكلاهما جمهور، والجمهور عايز كده.

الـ«ماميز» لا يقنعن إلا بمنظومة الكتاتيب. المدرس «يقور» أدمغة العيال، ويقوم بحشوها بالمعلومات لحين موعد سكبها على ورقة الامتحان دون عودة. فكرة أن يبحث الصغير أو تفكر الصغيرة أو يتم دفعهما إلى إعمال العقل وإنفاد المنطق عبر أسئلة امتحان تقيس مهارات وتقيم ملكات تفكير، فهذا أقرب ما يكون إلى الكفر والإلحاد. وقطاع ليس قليلا من المدرسين يعتبرون مثل هذه الأفكار مستهدفة لأكل عيشهم وطريقتهم التى ألفوها. إذن فليبق الحال على ما هو عليه، فالجمهور عايز كده.

القمامة فى كل مكان، حتى المطاعم والمقاهى التى يرتادها الناس للترفيه محاطة بالقمامة التى يلقيها الناس أنفسهم. جامعو القمامة ينبشون فى الصناديق الكبيرة ويبعثرون محتوياتها حول الصناديق بحثا عن مخلفات بلاستيك ومعادن وكرتون، ثم ينطلقون إلى حال سبيلهم، والمعترض مواطن أو مواطنان على الأكثر، فيكون نصيبهما الزجر والشجب و«انت مالك». أما منظومة الرقابة والمحاسبة رغم ترسانة القوانين المحددة للعقوبات، فغير مقنعة للغالبية. لماذا؟ لأن الجمهور عايز كده. الجمهور عايز كده من أكثر النظريات البشرية عبقرية ومنطقية وكفاءة. فهل يعقل أن يظل البعض يصارع ويناطح طواحين الهواء إلى ما لا نهاية؟! لا أظن. بالطبع هناك سؤال أزلى سبقنا إليها أهل الفن والمهتمون به. هل تدهور الذوق العام وانحرفت الأخلاق وتحللت السلوكيات بسبب الفن الهابط والمحتوى الردىء؟ أم أن حدوث ما سبق من انهيار انعكس على الفن الذى هو مرآة لواقعنا؟ جدلية أيهما جاء أولا البيضة أم الفرخة لن تجدى نفعا. والأنفع هو أن نبدأ من حيث اتفق الآخرون وبنوا نهضتهم عليه، ألا وهو بناء الوعى وتطهير الثقافة. لكننا نعود إلى المربع صفر. هل لدينا من هم قادرون وراغبون على فعل ذلك لله وللوطن وللجمهور؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لله وللوطن وللجمهور لله وللوطن وللجمهور



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 21:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
  مصر اليوم - كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon