توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مصر الملتزمة بمعايير ما قبل السبعينيات

  مصر اليوم -

مصر الملتزمة بمعايير ما قبل السبعينيات

بقلم : أمينة خيري

أفهم تمامًا أن نستفسر من مشايخنا الأجلاء عن حكم فريضة الحج لمَن كان مقتدرًا ولكنه مريض، أو مَن كانت لديه موانع تعوقه عن الصيام، أو قنوات الزكاة والصدقات... إلخ، لكن أن أهرع، سواء فردًا أو إعلامًا أو مؤسسات، لسؤال علمائنا الأجلاء عن رأيهم فى نتيجة الامتحان، أو دخول الحمام، أو وضع نقطة بدلًا من نقطتين من قطرة العين، فهذا يكون دفعًا وتأييدًا وتعضيدًا للدولة الدينية على حساب المدنية.

الدولة المدنية لا تهرع إلى علماء الدين لسؤالهم عما إذا كان تطبيق «فيسبوك»، الذى يغير ملامح الوجه فيجعلها أصغر أو أكبر سنًا أو يضيف لها مساحيق تجميل أو ما شابه، حرامًا شرعًا!، ومواطنو الدولة المدنية لا يهرعون إلى سؤال علمائهم عن حكم الدين فى تشجيع فريق رياضى لا يعتنق أفراده الإسلام. ومَن يربط بينهم عقد اجتماعى قائم على دولة مدنية فعلية لا ينعتون المعترض على كتابة عبارات دينية على جدران المبانى وأعمدة الكبارى ومداخل الوزارات بـ«عدو الله» أو «كاره الدين».

واليوم الذى تعود فيه مصر إلى ما كانت عليه قبل غزوة التدين الصوتى والمظهرى- وقت كانت متدينة بأخلاق وسلوكيات راقية، وممارِسة للشعائر دون تعليق لافتة: «بصوا أنا مؤمن إزاى»، ومتمسكة بتلابيب دينها دون حاجة إلى دعاة جدد أو مشايخ متلونين أو قنوات مخصصة للفتاوى العجيبة والمثيرة، ومحترِمة للمرأة باعتبارها كائنًا آدميًا وليس شهوات جنسية تتحرك على قدمين- سنعلنها بعلو الصوت أن مصر مازالت على قيد الحياة.

الحياة بتفاصيلها الصغيرة قبل الكبيرة، التى اعتمدت موجة التدين الصوتى والمظهرى على تحريم أغلبها، وترهيب الملايين فى مباهجها، وزرع أفكار غريبة قوامها أن الدين عسر، وكلما عانى الشخص فى حياته وصعّب وضيّق على نفسه ومَن معه معاشهم كان إلى الله أقرب ومن الجنة أوثق.

الثقة المتناهية- التى يتحدث بها العامة عن «الجنة» باعتبارها ليست فقط حكرًا على أتباع دين بعينه، لكنها درجات بحسب درجة اتباع الشخص للموجة الجديدة من هذا التدين الصوتى المظهرى- صنعت هذا المسخ الأخلاقى والسلوكى الذى نعيشه على مدار اليوم. تدين فطرى يدعم التحرش ضمنيًا، انهيار عصبى لرؤية شعر المرأة، بينما لا تهتز شعرة لمعايشة تلال القمامة المنتشرة فى كل ركن، صورة بروفايل أثناء الصلاة، وتدوينات لا تخلو من شتائم وسباب يعاقب عليه القانون، وكذلك الشرع، تضخم فى أعداد المدارس الدينية، وتدنى مستوى سلوكيات الصغار بشكل مرعب، دق على أوتار ما يجب على المسلم أن يرتديه ويقوله ويُظهِره، بل وجوب تدخله فى شؤون الآخرين بدافع الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر.

نحلم بيوم من أيام مصر الملتزمة بمعايير ما قبل سبعينيات القرن الماضى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر الملتزمة بمعايير ما قبل السبعينيات مصر الملتزمة بمعايير ما قبل السبعينيات



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon