توقيت القاهرة المحلي 20:16:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ضرورة الأحزاب السياسية

  مصر اليوم -

ضرورة الأحزاب السياسية

بقلم : أمينة خيري

قليل من الأحزاب لا يضر بل ينفع، وبعض من السياسة والسياسة الأخرى لا تخرب بل تبنى، ومتنفس من الرؤى المختلفة والبرامج المتنوعة لا تنال من أمن الوطن بل تقويه وتحميه. وعلى الرغم من عراقة تاريخ الحياة الحزبية فى مصر، إذ تمتد جذورها إلى نحو مائة عام، وتتمحور حول عام 1919 بين تكوين وتعددية حزبية تلت ثورة عام 1919، إلا أن القاعدة العريضة من المصريين ظلت بعيدة عن السياسة بمعناها الأيديولوجى. لكن القاعدة نفسها ظلت لصيقة، بل مكونة لتوجهات سياسية أغلبها بدوافع اقتصادية. وصحيح أن المصريين ظلوا أيضًا لعقود طويلة عبد المأمور فى توجه الدولة السياسى، مع بعض الحماسة والتأييد هنا تأثرًا بمحبة زعيم هنا، أو قليل من التململ هناك جراء إجراءات اقتصادية صعبة.

لكن السنوات الثمانى الماضية أيقظت حب السياسة لدى البعض، وحركت نشوة المشاركة السياسية لدى البعض الآخر. وتزامنًا وهذه اليقظة وتلك التحركات، ظهرت الشبكة العنكبوتية بكل ما تملك من خواص وإمكانات وعناصر إبهار لتُمَكِن من لم يكن متمكنًا، وتدعم من ظن أنه سيبقى طيلة عمره دون دعم (باستثناء دعم بطاقة التموين والمعاشات ومساعدات الجمعيات الخيرية)، فعايشنا وشاركنا وتذوقنا حلاوة ومرارة التعبير دون تجهيز أو تثقيف.

والحقيقة أن إحدى المميزات غير المعلنة والمنافع غير المدرجة فى مفهوم الأحزاب السياسية هى تثقيف الشعوب سياسيًا، ولا أقول توجيه أو استغلال أو شراء أصوات فى مواسم انتخابات. فمجرد وجود أحزاب فاعلة على الساحة من شأنه أن يعرض غالبية المواطنين فى أى دولة لقدر من الثقافة السياسية. وكلما كانت هذه الثقافة سهلة واقعية قريبة من فكر المواطن العادى، كانت الفائدة أشمل وأعم. صحيح أن غاية المنى والأمل لأى حزب سياسى تكون الوصول إلى الأغلبية التى تدفع به إلى الحكم، إلا أن الأحزاب التى تمتلك الأدوات التى تمكنها من ذلك تظل قليلة العدد.

ومصر ليست حديثة العهد بالأحزاب. صحيح أن «التعددية الحزبية» التى عشناها فى عهد الرئيس الأسبق مبارك لطالما وُصِفَت بالكرتونية أو المدجنة أو الأليفة، لكن نظرة سريعة إلى الماضى القريب تنبئنا أن هذه الأحزاب نجحت على الأقل فى ضخ بعض من الحركة على الساحة وقدر من النقاش والسجال الصحيين فى المشهد.

المشهد الحالى على ظهر الكوكب يشير إلى أن العالم الافتراضى ولد ليبقى لحين إشعار آخر. والإشعارات التى تأتينا كثيرة، منها على سبيل المثال لا الحصر أن بيننا من لا يدرك طبيعة المرحلة التى تمر بها مصر، ومعنا بقايا من متربصين متحفزين يجهزون لمعاودة الكرة والقفز على غرفة التحكم من الأبواب الخلفية، ومعنا كذلك ما لا يقل عن 50 مليون مصرى من صغار السن المتحمسين.

لذلك فإن تشجيع الدولة ودعمها ومساعدتها للأحزاب السياسية المدنية غير الدينية الملتزمة بالقوانين باتت من الضرورات.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ضرورة الأحزاب السياسية ضرورة الأحزاب السياسية



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:55 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025
  مصر اليوم - أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 00:03 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بايدن يُكرم ميسي بأعلى وسام في أمريكا

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 13:37 2020 الأحد ,24 أيار / مايو

الفيفا يهدد الرجاء المغربي بعقوبة قاسية

GMT 12:48 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

أسعار الذهب في مصر اليوم الثلاثاء 19 مايو

GMT 16:51 2020 الثلاثاء ,31 آذار/ مارس

إصابة طبيب رافق بوتين في جولة "فيروس كورونا"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon