توقيت القاهرة المحلي 18:53:38 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أبيض وأسود

  مصر اليوم -

أبيض وأسود

بقلم : أمينة خيري

القدرة على رؤية النقاط المضيئة وسط العتمات نعمة. وتذوق نكهة المهنية فى زمن صعب وأوضاع قاسية نقطة ضوء وأمل. وتوصيل الرسائل بسبل غير مباشرة صعب.

الهزل الإعلامى الخبرى والتثقيفى المتمثل فى كثير من الصراخ وإفراط فى اللت والعجن وترجيح كفة التمثيل على حساب المعلومة والتحليل الراقى قادر على تحقيق نجاحات وإحراز أهداف لبعض الوقت. لكنه، وكما صعد بسرعة الصاروخ، يسقط بالسرعة ذاتها، وربما بسرعة أعلى منها، حيث يكون الارتطام عنيفًا وفقدان ثقة المتلقى أكيدة. وارد جدًا، بل المرجح أن يشهد الإعلام الكثير من الأزمات فى أوقات التغيير الكبرى، فما بالك بثورتين كاملتين لا يفصل بينهما سوى عامين؟! والحق يقال إن الإعلام المصرى (على الأقل جزء منه) قام بمهام وطنية رائعة على مدار السنوات السابقة. لكن بعضه أيضًا اقترف أخطاء فادحة أدت إلى فقدان ثقة قطاع عريض من المواطنين فيه، وألقت بظلال وخيمة تتراوح بين توقف البعض تمامًا عن متابعة الإعلام التقليدى من صحف ومحطات تليفزيونية وإذاعية وحتى المواقع الخبرية، والاتجاه نحو مواقع التواصل الاجتماعى بديلاً. كما اندلف البعض الآخر لينهل ما تبثه قنوات معادية هنا وهناك تبث سمومًا سياسية وتضخ فتنًا عقائدية وتخرب ما تبقى من قدرات ذهنية قادرة على التفرقة بين الحق والباطل.

وما كان يصلح فى الإعلام ويٌعمَل به قبل عقود لا يصلح فى العام الـ19 من الألفية الثالثة. وما كان يمكن تصنيفه تحت بند «الإعلام الوطنى» بمقاييس الخمسينيات أو الستينيات أو حتى السبعينيات، لا يمكن إخضاعه للتصنيف ذاته اليوم.

اليوم يدق باب المتلقى بدلاً من الرؤية المئات، وبدلاً من المصدر الآلاف، وبدلا من المعلومة قوائم من المعلومات والمعلومات المغلوطة والموجهة والمسممة. ولم تعد الوسائط حكرًا على جهة ما، بل هى متوفرة للجميع. هذه الوفرة- أو بالأحرى التخمة الإعلامية- يجب أن تحرك الفكر السائد فى الإعلام صوب آفاق جديدة وطرق مغايرة لتلك المهيمنة حاليًا. وعلى الرغم من العقيدة الوطنية التى تتمتع بها الغالبية، لكن العقيدة الوطنية وحدها لا تضمن محتوى إعلاميا قادرًا على تحقيق المراد. لكن المراد يلوح فى الأفق هذه الأيام، وذلك عبر عدد من الأفلام الوثائقية واللقطات التأريخية لشخصيات مضيئة فى الثقافة والفن والتنوير فى مصر. تذكرة المصريين بأن فى يوم من الأيام كانت لهم بصمة فى الثقافة غير الدينية، والفن غير الدينى، والتنوير المدنى، والفكر التقدمى مهمة وطنية خالصة من شأنها المساهمة فى عملية الإنقاذ. كذلك الأفلام الوثائقية ذات المحتوى الثرى تاريخيًا والإعداد المهنى والرؤية الفنية والتى تنأى بنفسها عن التوجيه والوعظ والإرشاد واللهجة الفوقية والنبرة الأمنية والبروباجاندا المباشرة تؤتى ثمارها أسرع مما نتصور. فتحية خالصة إلى كل من ساهم فى صناعة وثائقى «أبيض وأسود» عن جماعة الإخوان، وذلك دون صراخ أو عويل توجيهى، فقط معلومات ووثائق بطريقة شيقة رشيقة وعلى المتلقى الاختيار.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أبيض وأسود أبيض وأسود



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 18:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يرد على قرار المحكمة الجنائية الدولية
  مصر اليوم - نتنياهو يرد على قرار المحكمة الجنائية الدولية

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon