توقيت القاهرة المحلي 22:22:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مثيرات الأدرينالين

  مصر اليوم -

مثيرات الأدرينالين

بقلم : أمينة خيري

ما الذى يجعل البعض ينجذب بشكل مفاجئ ومفرط لعمل فنى أو حدث أو شخصية ما؟ وما الذى يدفع البعض لاعتبار فيديو لشخص مغمور حدثًا متناهى الأهمية يستحق اللايك والشير، والأدهى من ذلك إهدار وقت العمل أو حتى الترفيه لمشاهدته عشرات المرات، ومن ثم إخضاعه لتحليلات المقاهى وتنظيرات فيسبوك وتفنيدات تويتر؟! المؤكد أن كل ما يحتوى على مثيرات الأدرينالين فى الجسم يحظى بقبول متراوح الدرجات.

لكن هذه الدرجات تتراوح بين اهتمام عابر معروف ومقبول على سبيل العلم بالشىء، واهتمام بالغ يعكس رغبة حقيقية فى معرفة المحتوى ومتابعة ردود الفعل والبحث عن المزيد من المعلومات، وإفراط كامل وإغراق شامل فى الحدث أو الشخص ليتحول إلى هوس. وهذه التراوحات لها أسباب مختلفة، بعضها يتصل بالشخص نفسه المتابع، والبعض الآخر له علاقة بالبيئة المحيطة والظروف. الظروف التى تجعل بعض الدول تمر بتحولات سياسية واقتصادية واجتماعية كبرى هى ظروف غير طبيعية وتنجم عنها تصرفات وردود فعل كذلك غير طبيعية. والدول التى دفعتها مجريات السياسة وأخطاؤها وإخفاقاتها إلى الخروج من قوائم التعليم والتثقيف والصحة والسكن والخدمات الجيدة على مدار عقود، يعانى مواطنوها لعقود من آثار هذا التجريف.

وأحد مظاهر هذا التجريف يعبر عن نفسه فى إفراط فى الاهتمام بالأحداث والحوادث والحواديت. وهناك من الشعوب من يعتبر نفسه مثقفًا مطلعًا لأنه يصنف نفسه باعتباره «متدينًا جدًا» أو «بالفطرة» أو «بطبعه»، فلا يشعر بالحاجة إلى القراء والاطلاع، ودفع نفسه نحو التفكير النقدى والاختيار وليس القبول بالمفروض من قبل الوسطاء بينه وبين الله سبحانه وتعالى. هذه الشعوب تجد نفسها غارقة حتى الثمالة فى كل ما يمر عليها من حوادث صاخبة، تكتفى فى متابعتها بالمشاهدة والمتابعة والتسليم بمحتواها، لأنها لم تعتد التفكير أو النقد أو البحث، حيث إنها من الموبقات.

كما أن مثل هذه الصراعات الزاعقة تزدهر فى عصور اندثار الإعلام بمعناه الحقيقى وأهدافه الأصلية. فحين تظهر «أسطورة» فنية مدعية أنها «نمبر وان»، ولا يجد المتلقى ما يجابه هذا الظهور يهيئ له أن المذكور «نمبر وان» فعليًا. وحين يتفتق ذهن أحدهم عن إصدار سلاسل من الأفلام الرديئة لكن تحوى قدرًا من الإثارة، ولا يجد المتلقى فى إعلامه ما يثق فى مصداقيته أو مهنيته أو استقلاليته، يغرق فى الإثارة. وحين تقرر «أيقونة» هنا أو «ناشط» هناك أن يفرقع بالونة هواء فى خواء ثقافى وإعلامى صاخب رغم خوائه، ينكب المتلقى للمشاهدة والشير والتنظير فى الأجواء المذكورة أعلاه. غاية القول إن الأمر لم يعد يتعلق بمعاضدة أو معارضة سياسية، أو بانتماءات وخيانات وطنية، أرى أن الوضع يستحق اعترافًا بحاجة قصوى لإصلاح إعلامى مواكب للعام الـ19 من الألفية الثالثة وصلاح ثقافى ينفض الغبار والصدأ عن عقول تغييب أغرقتنا جميعًا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مثيرات الأدرينالين مثيرات الأدرينالين



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon