توقيت القاهرة المحلي 02:08:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الشارع سُبّة فى الجبين

  مصر اليوم -

الشارع سُبّة فى الجبين

بقلم - أمينة خيرى

الحديث عن الانتخابات الرئاسية «أشيك» كثيراً، والتطرق إلى غاز حقل «ظهر» وألغاز استيراد الغاز من إسرائيل يضمن كماً أكبر من المتابعة والمشاركة وإعادة التنزيل، والدقّ على أوتار الأسعار ومتاعب الفقراء وأوجاع الطبقة المتوسطة (أو بالأحرى ما تبقّى منها) يجذب الكثيرين لأنه يمس عشاء اليوم وإفطار صباح الغد، لكن الشارع لا يسترعى انتباه أحد، رغم ما يملكه من قدرات وما يختزنه من ملكات وما يبثه من أهوال.

أهوال الشارع المصرى لا تُعد أو تحصى، وهى فى حالة تغير مستمر وتطور لا يتوقف. المشهد العام فى الغالبية المطلقة من الشوارع أقرب ما يكون إلى الغابات، وفى الغابة البقاء يكون للأقوى لا للأصلح. والكل فى جلسات التنظير المسائى والتحليل الصباحى يتشدق بصلاح الحال الذى لن يتم إلا بتطبيق القانون، لكن العين المجردة تؤكد أن النسبة الأكبر ضاربة بالقانون عرض الحائط دون هوادة أو تردد.

ولم التردد أو التخوف أو حتى التفكير مرتين قبل أن أسير عكس الاتجاه بأقصى سرعة؟ أو أحتل الرصيف بكراسى المقهى أو بضائع الكشك؟ أو أعلن المناطق المتاخمة للمحلات التجارية والعمارات السكنية مناطق محررة تخضع لسطوة مملكة السيّاس؟ أو أحوّل مطلع الكوبرى أو منزله واليو تيرن والميدان موقفاً ثابتاً لا يتزعزع ولا يتحرك لعفاريت الأسفلت بميكروباصاتهم القديمة و«التُمناية» الحديثة؟ أو أقرر أن أمتطى عربتى الكارو ذات الحمار وأمخر عباب طريق السويس أو الدائرى أو المحور ملك زمانى أنا وحمارى؟

لم التردد والجميع على ثقة كاملة بأن أحداً لن يسأله «تلث التلاتة كام»! والجميع على بيّنة بأن الهبّة الفجائية التى تدفع بحملة مصادرة إشغالات الطريق هنا أو مراقبة الطريق هناك ليست إلا ظاهرة كونية لا تتكرر إلا كل 33 سنة؟ والغالبية تعرف أن مراقبة السرعة الجنونية على الطرق أمر غير وارد، وأن محاسبة معاتيه القيادة الجنونية ضرب من الخيال، فلا مقترف الجريمة يرى فيما يفعله مشكلة، ولا من هو منوط به تطبيق القانون يرى أن فى الأمر أزمة.

وبمناسبة جنون القيادة ودهس قوانين المرور كتبت قبل أيام بضعة سطور على صفحة فيسبوكية خاصة بملاك أحد التجمعات السكنية الراقية على أطراف القاهرة عبّرت فيها عن تعجبى من السير عكس الاتجاه، وبسرعة رهيبة، رغم أن الحد الأقصى للسرعة محدد فى داخل المدينة كلها بـ60 كم فى الساعة، وأظهرت أسفى على أن هذه التصرفات ينبغى أن لا تصدر عن شعب يقول عن نفسه إنه متدين ويبذل جهداً خارقاً لإظهار هذا التدين، فما كان من كثيرين إلا أن تساءلوا بغضب: «وما علاقة القيادة والالتزام بقواعد المرور أو عدم الالتزام بها بالدين؟»، وهو سؤال لو تعلمون مريع، لأن أبجديات التدين تحتم على المرء ألا يُلحق الضرر بنفسه أو بغيره.

غير أن غاية القول هنا هى أن الشارع المصرى غابة بكل معانى الكلمة. والشارع المصرى بات منزوع القوانين بعد ما أصبح خالياً تماماً من أبجديات السلوك القويم والأخلاق. والشارع المصرى -مهما اكتشفنا من حقول غاز وأنجزنا من مشروعات استثمار وأبرمنا من تعاقدات- يظل سُبّة فى جبين كل مصرى ومصرية، لكن السبّة الأكبر محفورة على أجبنة من يُفترض أنهم يطبقون القانون لكنهم عنه ساهون متجاهلون «مكبرون الأدمغة».

نقلا عن الوطن القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشارع سُبّة فى الجبين الشارع سُبّة فى الجبين



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:14 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل
  مصر اليوم - جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك
  مصر اليوم - الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 14:07 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"يوتيوب" يختبر خاصية جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي
  مصر اليوم - يوتيوب يختبر خاصية جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي

GMT 08:11 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2018 الإثنين ,16 إبريل / نيسان

المدرب الإسباني أوناي إيمري يغازل بيته القديم

GMT 01:04 2021 السبت ,25 كانون الأول / ديسمبر

جالاتا سراي التركي يفعل عقد مصطفى محمد من الزمالك

GMT 05:34 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

تعرف على السيرة الذاتية للمصرية دينا داش

GMT 20:42 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

طريقة عمل جاتوه خطوة بخطوة

GMT 23:05 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

يونيون برلين الألماني يسجل خسائر بأكثر من 10 ملايين يورو

GMT 02:11 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

طبيب روسي يكشف أخطر عواقب الإصابة بكورونا

GMT 09:43 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كباب بالزعفران
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon