توقيت القاهرة المحلي 02:08:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نصر أكتوبر

  مصر اليوم -

نصر أكتوبر

بقلم : أمينة خيري

لم يكن التجريف الثقافى والتاريخى والتعليمى الذى جرى فى مصر أوضح مما هو عليه الآن. ولولا أحداث السنوات الثمانى الماضية، حلوها ومرها، انتصاراتها وانكساراتها، لمضينا قدمًا فى طريق الغافلين المغيبين عما آلت إليه أوضاعنا وأوضاع أبنائنا الثقافية والوطنية.

وبينما نحيى ذكرى النصر التى لم تُعد لنا الأرض فقط، لكن أعادت كرامة ومكنت شعبًا من أن يستعيد ثقته فى نفسه وقدراته بعد سنوات من الانكسار، ننظر بواقعية إلى أبنائنا وأحفادنا ممن لم يعايشوا حرب أكتوبر، لكنهم حفظوها فى الكتب مادة جامدة لا حياة فيها، وكتبوا عنها فى موضوعات الإنشاء سطورًا منزوعة الروح، وشاهدوا أفلامًا درامية أكل عليها الزمان وشرب رغم جودة بعضها، وسمعوا مقتطفات من أحاديث إعلامية عن ذكريات الحرب، لكن ما جرى هو تفريغ المناسبة من قيمتها ومكانتها الوطنية. رأينا كيف أن الوطن الذى تم تسليم قطاعات منه لجماعات دينية فى عقود مضت، لتقوم بمهام الدولة من تعليم وكفالة وغيرهما من خلال دولة فى داخل الدولة يدين شعبها لهذه الجماعات بالولاء، ويفضلونها على الدولة الأصل، ويرجحون كفة قوانينها على كفة قوانين الوطن. ورأينا كيف أن مدارس ومعاهد «دينية» فى أرجاء البلاد حرمت السلام الوطنى والوقوف أثناء عزفه وأداء التحية العسكرية، وربت تلاميذها وتلميذاتها على تحريم كل ما له صلة بـ«الوطنية».

وعلى سبيل المثال لا الحصر، ظلت «الفتاوى» التالية تجوب أنحاء البلاد على مدار سنوات. «السلام الوطنى تشبه بأعداء الله»، و«الاحتفاء بالأعياد الوطنية، حتى وإن كان عن حسن نية واجتهاد، هو تشبه بأعداء الله»، و«لو كان الغرض إظهار ما أنشأته الدولة فيجب أن يكون فى الأيام الأخرى غير الوطنية حتى لا نتشبه بالكفار»، و«لا تجوز تحية العلم بل هى بدعة محدثة»، و«لا يجوز القيام إعظامًا لأى علم أو سلام وطنى، بل هو من البدع المنكرة، وذريعة إلى الشرك، ومشابهة للكفار وتقليد لهم فى عاداتهم القبيحة».

ومن هذا القبح الذى تغلغل فى البعض من مدارسنا ومعاهدنا فى عقود مضت، قبح آخر ألمّ بالشباب والصغار، وهو قبح التجهيل والتسفيه والتسطيح. تُرِكت الأجيال الصغيرة نهبًا إما لتعليم مهترئ نسى أو تناسى أدواره التربوية والوطنية، وآباء وأمهات تجاهلوا قيم التنشئة تحت وطأة متطلبات الحياة الاقتصادية والانشغال بتأمين الدخل لتوفير ميزانيات الدروس الخصوصية والهواتف الخلوية وغيرهما. كما أغمضت الدولة عينيها على مدار سنوات مضت عما يجرى مجتمعيًا من تجريف وتجهيل، مكتفية بواجهة ثقافية ظنت أنها أنيقة: أوبريتات «وطنية» تتغنى بأشخاص، ورقصات فلكلورية لا تعنى شيئًا للصغار، وأحاديث مكررة لا تواكب متغيرات العصر. ونحمد الله على نعمة اكتشاف الأمراض، وإمكانية العلاجات حتى وإن تأخرت. نصر أكتوبر يعود بعد 46 عامًا ليحظى ببعض ما يستحق من احتفاء، ونطلب المزيد من مواكبة العصر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نصر أكتوبر نصر أكتوبر



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:14 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل
  مصر اليوم - جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك
  مصر اليوم - الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 14:07 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"يوتيوب" يختبر خاصية جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي
  مصر اليوم - يوتيوب يختبر خاصية جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي

GMT 08:11 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2018 الإثنين ,16 إبريل / نيسان

المدرب الإسباني أوناي إيمري يغازل بيته القديم

GMT 01:04 2021 السبت ,25 كانون الأول / ديسمبر

جالاتا سراي التركي يفعل عقد مصطفى محمد من الزمالك

GMT 05:34 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

تعرف على السيرة الذاتية للمصرية دينا داش

GMT 20:42 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

طريقة عمل جاتوه خطوة بخطوة

GMT 23:05 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

يونيون برلين الألماني يسجل خسائر بأكثر من 10 ملايين يورو

GMT 02:11 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

طبيب روسي يكشف أخطر عواقب الإصابة بكورونا

GMT 09:43 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كباب بالزعفران
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon