توقيت القاهرة المحلي 22:09:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نصر أكتوبر

  مصر اليوم -

نصر أكتوبر

بقلم : أمينة خيري

لم يكن التجريف الثقافى والتاريخى والتعليمى الذى جرى فى مصر أوضح مما هو عليه الآن. ولولا أحداث السنوات الثمانى الماضية، حلوها ومرها، انتصاراتها وانكساراتها، لمضينا قدمًا فى طريق الغافلين المغيبين عما آلت إليه أوضاعنا وأوضاع أبنائنا الثقافية والوطنية.

وبينما نحيى ذكرى النصر التى لم تُعد لنا الأرض فقط، لكن أعادت كرامة ومكنت شعبًا من أن يستعيد ثقته فى نفسه وقدراته بعد سنوات من الانكسار، ننظر بواقعية إلى أبنائنا وأحفادنا ممن لم يعايشوا حرب أكتوبر، لكنهم حفظوها فى الكتب مادة جامدة لا حياة فيها، وكتبوا عنها فى موضوعات الإنشاء سطورًا منزوعة الروح، وشاهدوا أفلامًا درامية أكل عليها الزمان وشرب رغم جودة بعضها، وسمعوا مقتطفات من أحاديث إعلامية عن ذكريات الحرب، لكن ما جرى هو تفريغ المناسبة من قيمتها ومكانتها الوطنية. رأينا كيف أن الوطن الذى تم تسليم قطاعات منه لجماعات دينية فى عقود مضت، لتقوم بمهام الدولة من تعليم وكفالة وغيرهما من خلال دولة فى داخل الدولة يدين شعبها لهذه الجماعات بالولاء، ويفضلونها على الدولة الأصل، ويرجحون كفة قوانينها على كفة قوانين الوطن. ورأينا كيف أن مدارس ومعاهد «دينية» فى أرجاء البلاد حرمت السلام الوطنى والوقوف أثناء عزفه وأداء التحية العسكرية، وربت تلاميذها وتلميذاتها على تحريم كل ما له صلة بـ«الوطنية».

وعلى سبيل المثال لا الحصر، ظلت «الفتاوى» التالية تجوب أنحاء البلاد على مدار سنوات. «السلام الوطنى تشبه بأعداء الله»، و«الاحتفاء بالأعياد الوطنية، حتى وإن كان عن حسن نية واجتهاد، هو تشبه بأعداء الله»، و«لو كان الغرض إظهار ما أنشأته الدولة فيجب أن يكون فى الأيام الأخرى غير الوطنية حتى لا نتشبه بالكفار»، و«لا تجوز تحية العلم بل هى بدعة محدثة»، و«لا يجوز القيام إعظامًا لأى علم أو سلام وطنى، بل هو من البدع المنكرة، وذريعة إلى الشرك، ومشابهة للكفار وتقليد لهم فى عاداتهم القبيحة».

ومن هذا القبح الذى تغلغل فى البعض من مدارسنا ومعاهدنا فى عقود مضت، قبح آخر ألمّ بالشباب والصغار، وهو قبح التجهيل والتسفيه والتسطيح. تُرِكت الأجيال الصغيرة نهبًا إما لتعليم مهترئ نسى أو تناسى أدواره التربوية والوطنية، وآباء وأمهات تجاهلوا قيم التنشئة تحت وطأة متطلبات الحياة الاقتصادية والانشغال بتأمين الدخل لتوفير ميزانيات الدروس الخصوصية والهواتف الخلوية وغيرهما. كما أغمضت الدولة عينيها على مدار سنوات مضت عما يجرى مجتمعيًا من تجريف وتجهيل، مكتفية بواجهة ثقافية ظنت أنها أنيقة: أوبريتات «وطنية» تتغنى بأشخاص، ورقصات فلكلورية لا تعنى شيئًا للصغار، وأحاديث مكررة لا تواكب متغيرات العصر. ونحمد الله على نعمة اكتشاف الأمراض، وإمكانية العلاجات حتى وإن تأخرت. نصر أكتوبر يعود بعد 46 عامًا ليحظى ببعض ما يستحق من احتفاء، ونطلب المزيد من مواكبة العصر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نصر أكتوبر نصر أكتوبر



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon