توقيت القاهرة المحلي 22:38:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الكمامة والقمامة

  مصر اليوم -

الكمامة والقمامة

بقلم : أمينة خيري

الكمامات أصبحت واقعاً جديداً مضافاً إلى حياتنا. هذا الواقع لا يقف عند حدود فرض ارتداء الكمامات بقرارات وعقوبات لعدم الالتزام، وإلا تحولت كحزام الأمان والالتزام بالسرعات والحارة المرورية التى تحول جميعها إلى حبر على ورق قوانين المرور. نظرة سريعة إلى شوارعنا ومياديننا تشير إلى أن كثيرين يلتزمون بارتداء الكمامات. لكن التزام هؤلاء الكثيرين يتراوح بين التزام مظهرى حيث الكمامة معلقة أسفل الأنف، وأحياناً أسفل الذقن، وآخر عن اقتناع حيث تغطى الأنف والفم بالطريقة الصحيحة.

النوع الأول من الملتزمين تجده فى السوبر ماركت والميكروباص والمحال التجارية والمراكز التجارية وغيرها من الأماكن التى يكون ارتداء الكمامة فيها مسؤولية الفرد، ليس فقط تجاه نفسه لحماية نفسه من العدوى، ولكن تجاه الآخرين حتى فى الحالات التى يعتنق فيها الشخص مبدأ «لو ربنا عايزنا نموت هنموت» دون النظر إلى الشق الدينى أيضاً والذى ينص على «ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة».

تهلكة من نوع آخر هى تلك الظاهرة المتنامية حيث أضفنا مكوناً جديداً إلى القمامة التى نلقى بها من نافذة السيارة وعلى باب السوبر ماركت وفى داخل «التروللى» وعلى الأرصفة وفى الميادين، ألا وهى الكمامة المستخدمة. ومن يلقى بكمامته بعد استخدامها بهذا الشكل فإن هذا يعكس أمرين لا ثالث لهما: الأول أنه من معتنقى مبدأ أن الأماكن العامة مزبلة عامة، والثانى أنه لا يعى أبجديات النظافة وماهية الفيروس.

فيروس التشدق بما ليس فينا أخطر مليون مرة من الفيروسات التى تحيط بنا. هل التدين الفطرى الذى يخدر أعصابنا، و«النظافة من الإيمان» المنحوتة على جدران مدارسنا وبديهيات التردد على دور العبادة التى ذرفنا على إغلاقها دموعاً لا أول لها أو آخر والتى تنص على النظافة تعنى أننا نعى مفهوم النظافة فعلياً؟!

وإذا كان البعض ممن لهم حق الإفتاء يتحفوننا بكم هائل من الفتاوى العظيمة المتصلة بكورونا، بدءاً بشروط حصول من مات بكورونا على لقب شهيد، مروراً بمدى جواز تغسيل والصلاة على من مات بالفيروس، وانتهاء بالرأى الشرعى فى تأجيل الحمل بسبب الفيروس، فلماذا لا يحرمون ويجرمون وينددون من يرتدون الكمامة لإشهار التزامهم بينما هى أسفل أنوفهم وذقونهم، ومن يلقون بها وما تحمله من جراثيم وفيروسات على قارعة الطريق؟! لسنا فى حاجة إلى المزيد من تغليظ العقوبات على غير الملتزمين بالكمامة. لكننا فى أمس الحاجة لإنقاذ أنفسنا مما نحن فيه.

هل يحق لأمين الشرطة الذى يرتدى كمامة أسفل ذقنه أن يطبق مخالفة عدم ارتداء الكمامة على ركاب الميكروباص؟ وإذا كنا نشكو من أن عدم تطبيق قوانين المرور يعود فى جانب معتبر منه إلى أن البعض ممن يطبقون القانون ليسوا مقتنعين به من الأصل، بل ويرتكبون المخالفات ذاتها المنصوص عليها فى القوانين، فإن معركتنا الحقيقية هى معركة وعى، سواء كانت بجدوى الكمامة أو خطورة القمامة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكمامة والقمامة الكمامة والقمامة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon