توقيت القاهرة المحلي 13:33:32 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الديناصور «المنصوراسوراس».. وواحات النجاة!

  مصر اليوم -

الديناصور «المنصوراسوراس» وواحات النجاة

بقلم : ماجدة الجندى

 أربعة أعوام كاملة مرت ما بين اكتشاف فريق قسم الحفائر التابع لجامعة المنصورة لأول ديناصور فى أفريقيا، عمره سبعون عاماً، وبين إعلان المجلة العلمية الأولى فى العالم Nature عن هذا السبق العلمى. تلقيت الخبر قبل تداوله فى فضائياتنا المحلية من إذاعة الـ«بى بى سى». توقفت أمام الخبر المنشور على صفحة الـ«بى بى سى»، الذى تقول تفاصيله إن فريقاً علمياً بقيادة الدكتور هشام سلام، رئيس قسم الحفريات بجامعة المنصورة، وعضوية أربع باحثات أمضوا سنوات طويلة من بين الاكتشاف لهيكل وأجزاء الديناصور فى واحة الداخلة، وآليات البحث العلمى للتحقق والتأكد من صدقية الإنجاز. الجزء الخاص بآليات البحث العلمى وحده استغرق من عام ٢٠١٣ نحو أربع سنوات، إلى ٢٩ يناير، الساعة الرابعة من عصر ذلك اليوم، دع إلى حين القيمة العلمية التى يضيفها اكتشاف هذا الديناصور لتاريخ العلم والإنسانية.. لو جاءت مثل هذه الإضافة فى إطار ظروف مجتمع مستقر، أو مجتمع لم تنهكه ظروف السياسة والاقتصاد لكان الأمر يمكن استقباله فى حيّز الفخر والفرح المشروع إنسانياً، لكن اكتشاف الديناصور، القادم من جامعة المنصورة، ليس فقط رسالة علمية مهداة إلى الدنيا، لكنه وفى مقام موازٍ لا يقل فى دلالته رسالة «منا.. إلينا».. رسالة أتمنى ألا تغيب دلالتها، ولا تنحصر فى مجرد إمدادنا بنوع من الطاقة الإيجابية، كما تفضل الأستاذ الإعلامى الجاد والمهنى عمرو عبدالحميد، وكتب على صفحته، بعد زيارته ولقائه بفريق الاكتشاف..

كان المدهش، بالنسبة لى، أنه فى وسط كل هذه الظروف، وبينما الرائج من على السطح، ولو إعلامياً، أغلبه ينتمى إلى خيارات مختلفة، ما بين مكابدة العيش، والرواج لنجومية معظمها مفرغ من فكرة الإنجاز، يعكف فريق ينتمى لمركز بحثى إقليمى، لمدة تكاد تصل إلى عقد، يعمل فى صمت، ربما بالحد الأدنى، فى كل شىء، لا أضواء، ولا رفاهية، والأرجح بدخول لا تتجاوز كثيراً عتبات الاحتياجات الأساسية. كيف تمكن هؤلاء العلماء أن يحصنوا أنفسهم منا.. من إعلام الاستسهال، وأفكار الكسب السريع التى لم تنج منها مؤسسة مصرية بما فيها الجامعة؟

أقول هذا وأنا على يقين أنه رغم كل هذا الضجيج والزحام، كل ما نئن منه وتحته، فإن هناك «واحات» من العمل المخلص بحق، فى كل المجالات.. هناك «قابضون» على جمر قيمة العمل دون انتظار إلا ذلك الشعور بالرضا عن النفس، أنك تعطى بحق، ليس مرضاة لأحد، لكن لأنك، ولله الحمد، لم يخترقك «فيروس» اليأس من قيمة العطاء، فى حد ذاته. كيف نوسع من حزام واحات العمل التى هى فى نفس الوقت تبقى «واحات النجاة» الوحيدة لهذا الوطن.

تراجعت كل القيم المرتبطة «بالعمل» الجاد، واستقر فى دواخل الناس، وأولهم الشباب، ما يشبه العبثية، إزاء العمل الجاد.. انصرف المصريون أو نسبة لا يستهان منهم عن فكرة «العمل» وهم يَرَوْن أن قمة الهرم الاجتماعى لا يحتلها فى أغلب هذه العقود السالفة إلا أنواع من «السمسرة».. سمسرة طالت حتى زوايا لم نكن نتصور وصول العدوى الفتاكة لها.. قبل انقضاء ٢٠١٧ تشرفت بلقاء إذاعى مع زميلنا أحمد الطاهرى فى برنامجه «مانيفستو» على موجة ٩٠٩٠، وكان آخر أسئلته حول ما أتمناه لمصر مع 2٠١٨، وكان على الرأس مما أتمناه أن نسترد قيمتين، وأن تكون القيمتان هما محور الرؤية: العمل والعدالة.

القبض على قيمة العمل الجاد صار أشبه بالقبض على الجمر، وفريق الكشف العلمى عن «الديناصور» بلدياتى: «المنصوراصوراص» جزء من واحات النجاة فى مصر: قابضون على جمر «الشغل المخلص».

نقلا عن الوطن القاهريه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الديناصور «المنصوراسوراس» وواحات النجاة الديناصور «المنصوراسوراس» وواحات النجاة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 13:18 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

تامر حسني يكشف حقيقة عودته لبسمة بوسيل ويصدم الجمهور
  مصر اليوم - تامر حسني يكشف حقيقة عودته لبسمة بوسيل ويصدم الجمهور

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»

GMT 20:44 2021 الأربعاء ,15 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تتعرض للخيانة الزوجية من صديقتها المقربة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon