بقلم : ماجدة الجندى
كان الحاضرون فى قاعة المسرح الصغير، بالأوبرا، يوم ١١ أكتوبر، لا يزيد عددهم على سبعة أو ثمانية أفراد، بمن فيهم الحقيقة أستاذ فاضل من العلاقات الخارجية، وثلاثة متحدثين على منصة المسرح، احتفاءً بمرور ثلاثين عاماً على حصول نجيب محفوظ على «نوبل»! صالة وتكييف وعلى الأقل ١٥ صندوقاً نحاسياً فيها زرع على المسرح، وإضاءة، ولكن وللأمانة لم تكن هناك لافتة واحدة من المدخل الرئيسى للأوبرا وحتى القاعة، تشير إلى أن هناك احتفاءً بلحظة خاصة فى مسار الأدب أو الثقافة العربية بالداخل! اتخذت مقعداً إلى جوار أستاذنا حسين حمودة، قبل الصعود إلى المنصة التى بلا جمهور! سألتنا الدكتورة فوزية العشماوى، أستاذ الأدب العربى بجامعة جنيف: نعمل إيه؟ نبدأ أو نلغى؟ كان السؤال يعبر عن إحباطنا، وإحباطها.. فعالية بهذه الأهمية ولا أحد! اتخذ الدكتور حسين حمودة قراراً شجاعاً بأن تتم الفعالية حتى لو كانت صالة المسرح الصغير بالأوبرا خاوية تقريباً. قبل أكثر من تسعة أشهر، تواصلت الأستاذة الدكتورة فوزية العشماوى، الأستاذة المعنية بالأدب العربى بجامعة جنيف، مع المستشارة الثقافية فى سفارتنا بباريس وكان الغرض اقتراحاً من الدكتورة فوزية بأن تنظم وزارة الثقافة نوعاً من الاحتفاء يوم ١١ أكتوبر، الذى سوف يصادف مرور ثلاثين عاماً بالتمام والكمال على حصول أستاذنا وقطبنا، نجيب محفوظ، على جائزة نوبل. الأستاذة الدكتورة فوزية العشماوى بالمناسبة صاحبة أول رسالة دكتوراه عن الأستاذ نجيب محفوظ فى أوروبا، حصلت عليها قبل «نوبل محفوظ» بعامين أو ثلاثة، أيامها، كما قالت، لم يكن أرشيف أوروبا الثقافى يحوى غير ثلاثة أسطر عن نجيب محفوظ كتبها العالم الفرنسى والمستشرق «أندريه ميكائيل» ذكر فيها أن نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم وطه حسين أسدوا خدمات جليلة للثقافة المصرية، مضيفة أنه بعد حصولها على الدكتوراه عن نجيب محفوظ تعبت فى البحث عن ناشر يطرحها ككتاب، وأن نشرها تم حين بدأ تنامى أخبار عن حصول محفوظ لواحدة من دور النشر الفرنسية، التى أيقظت الدكتورة بتليفون فى عز الليل. حرص دكتورة فوزية على ألا تمر مناسبة مرور ثلاثين عاماً على «نوبل محفوظ» جعلها تبدأ سعيها مبكراً مع الأجهزة المصرية. الفاضلة المسئولة عن الثقافة فى سفارتنا بباريس طمأنت الدكتورة أن كل شىء تمام وأن الاتصالات جرت مع العلاقات الخارجية بوزارة الثقافة المصرية، واعتذرت المسئولة عن عدم حضورها لانشغالها. يبدو أنها ليست الوحيدة المشغولة فى وزارة الثقافة، فرغم كل جهود دكتورة فوزية، فمحصلة جهد أجهزة وزارة الثقافة كانت المشهد.. المشهد الذى بدأت به.. لا يوجد مدعوون ولا إعلام وبالتالى لا جمهور!!
لو تسمع تفاصيل إحالة الموضوع من المجلس الأعلى للثقافة إلى العلاقات الخارجية وبالعكس، رايح جاى، ثم ورقة الأسماء التى تقترحها هذه الأجهزة ولم تنفذها، وترى «بؤس» فكرة قاعة خاوية مفترض أنها تحتفى بأكبر اسم فى عالم الأدب العربى، لا تحتاج إلا لتعبير واحد: مفيش حاجة جد عندما يأتى الأمر إلى الشأن الثقافى، حتى لو كان الأمر متعلقاً بنجيب محفوظ.. فما البال لو كنا «كفر» نحاول الدفع بكاتب يسعى!.
يالّلا.. هى ثقافة ولّا أكتر!
نقلا عن الوطن
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع