توقيت القاهرة المحلي 13:28:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

معركة تحويل مجرى النهر فى السعودية

  مصر اليوم -

معركة تحويل مجرى النهر فى السعودية

بقلم : ماجدة الجندى

  أخطر التحولات وأعمقها، وأصعبها، هى ما له تماس مع الثقافة والفكر. تستطيع أن تنتقل من نظام سياسى لآخر، أو تدير دفة الاقتصاد من وجهة الى وجهة اخرى مناقضة.. فى السياسة والاقتصاد، قد يحتاج الأمر الى أبعاد أو مقومات ليست سهلة لكنها مهما وصفت درجة صعوبتها، فهى لاتقاس بمعركة التحول الثقافي..العالم ولا شك ونحن معه نتابع ما يجرى فى السعودية بخطو ثابت واثق، لا يخضع للابتزاز فيما يتعلق بالجذور الثقافية، التى كنا نتصور أنها عصية على التغيير.. أعتقد أن القرار بخوض معركة التحول الثقافى فى السعودية قد جاء تتويجا لسنوات استثمرت السعودية خلالها فى بنية فكرية لعدة أجيال، ذهبت وتلقت العلم والمعرفة فى جامعات أوروبا وأمريكا. على مستوى خبرتى المتواضعة لما يقرب من عشر سنوات كانت لى فيها إقامات طويلة فى امريكا، كانت صورتى تتغير عن السعودية بلقاء شباب منهم فى دائرتى الأكاديمية الأمريكية والخارجية العربية.. كنت التقى بعقول شابة تدحض الصورة النمطية الشائعة، لحد احيانا كنت لا أستطيع أن اركب أو أمزج بين الصورة النمطية وهذه العقول الحية، التى تقدم بناء مختلفا ومغايرا بل ومدهشا.. استثمرت السعودية كدولة ولسنوات لما فتحت الباب للشباب الراغب فى الدراسة بأعلى الجامعات، وأغدقت المنح فى مراحل الماجستير والدكتوراه وحولت مجرى نهرها الثقافي، لما استثمرت فى بناء نخبة « شابة متواكبة مع متغيرات الفكر والمعرفة، فلما جاء من هو قادر على اتخاذ القرار الاصعب كان ولا شك ليس فقط يمتلك قوة المواجهة بالقرار، ولكن الأهم أن لديه أدواته، القادرة على فهم واستيعاب مدلول ومغزى القرار، ومن سوف يكون جيشه فى معركة التحول الثقافى فى مجتمع كانت الصورة الشائعة عنه، أنه عصى ثقافيا.. كل التفاصيل التى تأتينا مشيرة إلى تحويل مجرى النهر الثقافى فى السعودية بثبات وثقة سوف يحميها تلك الأجيال التى كنت التقى نماذج لها فى جامعة هنا او هناك، وكل الفعاليات التى تفتح بها السعودية كدولة، النوافذ عليها، لها بالفعل من هو قادر على التلقي، وتلك هى المعادلة.. توقفت عند فتوى خرجت بعد الإعلان عن اقامة السعودية مهرجانا لموسيقى الجاز .. فتوى من شيخ الفتاوى السعودية، يحل فيها موسيقى الجاز.. يقول انها لن تحدث فتنة لأنها تعتمد على مكون أعجمي! عبرت الفتوى ، وتأملت القدرة على إيجاد المبررات .. هذا الشيخ وقد أدرك  ان القرار واثق، لا يخضع الى الابتزاز. تتناقل الأخبار أنباء عن مهرجانات للموضة والغناء وعن دور للسينما وعروض مسرحية.. والاهم إعادة الاعتبار المستحق للمرأة السعودية.. هذه معركة لا تخص السعودية وحدها، بل تخص العالمين العربى والإسلامي، بل هى واحدة من اخطر المعارك التى يمكن للعالم العربى خوضها: الآن وهنا اصداؤها ولابد انها تسهم فى حصار موجات تجذرت، وكانت تستند الى مرجعيات بعضها او اغلبها كان يستند فى جذوره الى السعودية.. اعتبر أن صورة الامير محمد بن سلمان والبابا تواضروس فى الكاتدرائية القبطية المصرية، هي  صورة العام، تتجاوز فى دلالتها اى إطار سياسي  او اقتصادي  وتدخل  فى الحيز الفكرى الأصعب  والمغير لتوجهات تأسيسية، والتى لابد وان يستتبعها أصداء، تثير أو ينبغى ان تثير تحولات فى الجذور . ولى العهد السعودي  الامير محمد بن سلمان يذهب الى الكاتدرائية القبطية المصرية ويلتقي  البابا تواضروس، ويتكلل الوجهان ببشاشة وابتسام.. لا اعرف بالضبط كيف يستقرأ هؤلاء  الذين استقطبوا  وجندوا شبابا ونساء، ووصلوا بهم الى حد تكفير السلام والتهنئة بالعيد . كيف يستشرف هؤلاء» ما هو آت.. من أين وإلى أين وكيف سوف يوفقون فتاواهم الكارهة لكل شىء حتى الحياة؟

أعتبر حضور ولى العهد السعودى الامير محمد بن سلمان عرضا مسرحيا فى دار الاوبرا المصرية، (سلم نفسك) لخالد جلال، ومصافحته للفنانين بحميمية وبهجة، إيذانا وتدشينا  علانيا رسميا، لتحويل مجرى النهر الثقافى .. وضربا لجذور فكر تمسح واستند بما كان قائما، فكر الموت وتحريم الحياة. وعليه أن يفكر طويلا كيف ومن أين سوف يستمد اسانيده والأشرعة تنفض الغبار معلنة خوض الحياة.

نقلًا عن الاهرام القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معركة تحويل مجرى النهر فى السعودية معركة تحويل مجرى النهر فى السعودية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon