توقيت القاهرة المحلي 12:33:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«الملك والكتابة».. فصول من قصة الصحافة المصرية

  مصر اليوم -

«الملك والكتابة» فصول من قصة الصحافة المصرية

بقلم - إيهاب الملاح

لعل أهم ما فى هذا الكتاب بجزئيه الكبيرين، فضلا على قيمته ومعلوماته التى لا غنى عنها لأى قارئ عام ولكل محب للكتابة والصحافة بشكل عام، هو إحياء تقاليد الكتابة الصحفية الجميلة برائحة زمن ولى.. الكتابة التى تعافُ التعقيد وتنفر من الغموض وتتغيا البساطة والسلاسة فى كل ما تتوجه به لقارئها الذى يمثل القصد والغاية قبل أى شىء آخر.

أتحدث عن كتاب «حبٌ وحربٌ وحبر ـ الملك والكتابة 2» (1900 ــ 1949) للكاتب الصحفى النابه محمد توفيق، وهو الجزء الثانى من الكتاب الذى يروى فيه حكايات وفصول من قصة السلطة والصحافة فى مصر فى القرن العشرين.

حقق محمد توفيق هذه المعادلة فى كتابه «صناع البهجة»، ومن قبله أيضا فى كتابه الممتع «أولياء الكتابة الصالحون»، هذا الهدف بامتياز، يحقق ما يصبو إليه دون لف ودوران، المعلومة المباشرة، الصياغة الأظهرُ سلاسة ومخاطبة للقارئ المهيمن، الحاضر طول الوقت، الذى لا يغيب لحظة عن بال ولا خاطر توفيق. من هنا جاءت هذه الاستجابة التى يتمناها أى كاتب فى أى مكان، الاستجابة التى تؤكد له أن هناك قارئا يبحث عن كتابه؛ يقرأه باستمتاع كبير، يُعجب بالقدرة على العرض وبالمعلومة التى تصله بغير عناء وبأسلوب بسيط محبب.

محمد توفيق تلميذ مخلص ومجتهد لأساتذة كبار فى تاريخ الصحافة المصرية، لا يُخفى غرامه بالراحل الكبير أحمد رجب (أفرد له كتابا خاصا)، ولا يكتم إعجابه وامتنانه البالغ لأسماء من ذهب مثل مصطفى أمين وجمال بدوى ومحمود عوض والسعدنى الكبير ورجاء النقاش وصلاح جاهين، وآخرين ممن أطلق عليهم (أولياء الكتابة الصالحون) وهم أولياؤها وسادتها حقا وصدقا. طبعا كل ذلك كوم، واتصاله بأساتذة الكتابة وأعلام الصحافة الكبار وتتلمذه عليهم كوم آخر. يعجبنى فى محمد دأبه وحماسه وحرصه على مراكمة إنتاج يحسب له وقائمة كتبه أحسبها تستحق التقدير والاحترام.

فى كتابه الأخير الأنيق؛ وهو الجزء الثانى من كتابه الملك والكتابة عن قصة السلطة والصحافة فى مصر كما أشرت (صادر عن دار أجيال للنشر)، يتحدث توفيق عن قدر الصحفيين، وعذاب الصحافة؛ الذى كان غراما! كتاب فى غاية التميز والاعتناء؛ غلافا وإخراجا فنيا ومادة وصورا.

يقول توفيق إن قصة الصحافة ليست قصة مهنة، وإنما قصة بلد بكل ما فيه، ومن فيه من مبدعين ومُدَعين، ولصوص وشرفاء، وأثرياء ومُهمشين، وأبطال وخونة، ومشهورين ومغمورين، وزعماء وظرفاء، ومهرة وعجزة، وعلماء وجهلاء، وعبيد وأحرار، وكذابين وأتقياء، وانكسارات وانتصارات.

عن منهجه فى الكتاب يقول إنه اختار أن يكتب قصة كل عام بصورة منفردة، ففى كل سنة هناك مائة ألف قصة، ولكل قصة ألف شاهد، ولكل شاهد مائة رواية، ولكل رواية عشرات المؤيدين، ولكل مؤيد حجته وأسانيده ودوافعه وأسبابه، ولكل سبب وجاهته؛ لكن حتى إذا عُرف السبب فلن يبطل العجب!

يشدد على أنه لا توجد حقيقة مُطلقة، ولا مُسلمات، ولا جواب نهائى، ولا حُكم بات، ولا انحياز مُطلق، ولا كلمة أخيرة، ولا فصل خطاب. من هنا تكتسب الحكايات والروايات التى يسردها جاذبيتها ورونقها ويحرص مؤلفها على ملء تلك المساحة التى فرغت أو كادت تفرغ من الكتابة التى تتوجه كما قلت إلى قارئها المباشر؛ قارئ الصحف الورقية المواطن البسيط، الموظف والإدارى وطالب الجامعة والمهنى صاحب الورشة وكلهم يتوجه صباحا إلى عمله ويكون حريصا على اقتناء نسخة ورقية واحدة على الأقل من جريدته المفضلة، أو يكون لديه كتاب يصاحبه فى رحلاته اليومية يقرأ منه فصلا أو فصلين دون أن يُرهق بتعقد الأسلوب أو تدافع المعلومات أو غموض المنهج والمصطلح. لكنه هنا يقرأ حكاية جميلة ويستمتع بقصة مثيرة ويكتسب معلومة تاريخية، سياسية، ثقافية.. إلخ وإذا توقف لدى نقطة بعينها لا يتطلب منه العودة إلى مواصلة القراءة أدنى مجهود أو مشقة.

إذا كان لكاتب أن يحلم بتحقيق كل هذه الأهداف مجتمعة مما يكتب أو ينشر فإن محمد توفيق له كل الحق فى أن يسعد بذلك، ويعلن عن سعادته وعن اختيار كتابه ضمن قوائم الكتب الأكثر انتشارا وقابلية لدى الجمهور فى 2017.. ولا أظن أن هذه القوائم ستخلو من اسمه عامنا هذا أيضا.

نقلا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الملك والكتابة» فصول من قصة الصحافة المصرية «الملك والكتابة» فصول من قصة الصحافة المصرية



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon