توقيت القاهرة المحلي 11:11:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«أيقونات» تتحدى الحرف والهمزة

  مصر اليوم -

«أيقونات» تتحدى الحرف والهمزة

بقلم : سيلڤيا النقادى

 اكتب لى بحبك بالحروف يا ولد.. لا ترسل لى هذا الرسم، فرد قائلاً: «هذه لغتنا الجديدة نعبر بها عن مشاعرنا عندما نتصل من خلال رسائلنا الإلكترونية عبر الإنترنت.. هل تعلمين أن هناك ما يزيد على 6 بلايين (إيموجى) يتم تداولها يومياً من خلال 90٪ من مستخدمى الإنترنت على مستوى العالم.. هل تعلمين أن هذه الرسومات الصغيرة.. هذه اللغة الجديدة التى يطلق عليها (إيموجى) أصبحت تصنف كالفن؟!!.. وهل تعلمين أن فى عام 2016 فتح متحف الفن الحديث بمدينة نيويورك الأمريكية جناحاً لهذه الرسومات لتجلس بجانب أعمال بابلو بيكاسو وجاكسون بولوك؟!!».

كنت أعلم ما يتحدث عنه، ربما كنت فقط أفتقد الحروف التى تكوّن الكلمة المعبرة عن الحالة- أيا كان- هذه هى اللغة الجديدة التى تزحف عبر هواتفنا الذكية.. عبر شبكاتنا التواصلية الاجتماعية وغيرها من وسائل الاتصال التكنولوجى الحديث.. هى لغة ليست جديدة، بل هى لغة عرفتها الإنسانية قبل أن تعرف أى لغة كلامية أو كتابية أخرى.. ويبدو أنها تروق لنا فنعود مرة أخرى لاستخدامها.. نلغى لغة أجسادنا أو نضعها جانباً ونعبر بلغة جديدة يطلقون عليها «Emoticons».. بمعنى «أيقونات عاطفية»، نزجها بين كل كلمة وكلمة عبر رسائلنا معبرة وحاملة لفكرنا.. آرائنا.. «هزارنا» عواطفنا وحتى شجارنا.. لغة جديدة، جميلة الشكل واللون، تحمل أكثر من 2000 تعبير عاطفى، لكنه مترجم لما نريد أن نحمله للمتلقى من معنى.. فهذه أيقونة ترسل لك ابتسامة.. أو ضحكة، وأخرى تقول لك «أنا مكسوف» أو «متعجب»، وأخرى تقول لك أنت «شيطان» أو حتى «سافل».

هناك أيقونات تعبر لك عن الحب والغزل والقبلات، وهناك أخرى تقوم بدور اللغة، فبدلاً من أن نكتب «أنا مسافر» تجد أيقونة للسفر، وأخرى تقول «أنا بشتغل» أو «أنا تحت الشمسية بصطاد» على الكمبيوتر.. وغيرها من مئات التعبيرات.. كلها لطيفة لكنها خالية من لغة جسدك، المصدر الحقيقى الذى يعبر عن مشاعرك، والمصدر الحقيقى الذى يمكن من خلاله اكتشاف صدقك أو كذبك وشخصيتك الحقيقية.. هذا هو العلم الحديث الذكى الذى أدرك إيقاع الحياة السريع، وقلة وقتك فى هذا الإيقاع، وهوسك فى استخدام أدواته التكنولوجية الحديثة!!.. ولكنه أدرك أيضاً أنك مازلت إنساناً، وأن مشاعرك هى جزء منك، فقدم لك هذه الأيقونات العاطفية التى تقوم بدورك المهم الاجتماعى للاتصال والتواصل مع الآخرين، ففتح لك الباب الخالى من المشاعر الجافة، ليمنع عنك الحرج أحياناً فى المواجهة وجهاً لوجه دون أن تدرى أنه يحولك إلى آلة ميكانيكية إلكترونية خالية من النبض.

نجح العلم فى هدفه، وجرّ معه لغات عمرها آلاف السنوات، بعدد كلمات يتعدى آلاف الآلاف.. نجح العلم فى هدفه، وأبعد الكبار والشباب ومعهم الأطفال عن طبيعة وهوية لغتهم، وقتل الحرف والهمزة والفصلة والنقطة، وحل مكانها وجه الشمس الضاحك، والوردة.. نجح العلم وحوّل مشاعرنا إلى مشاعر آلية، مفتقدين الحبيب وهو يمسك الوردة ويقول: «أنا أحبك».

نقلا عن المصري اليوم القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«أيقونات» تتحدى الحرف والهمزة «أيقونات» تتحدى الحرف والهمزة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 00:01 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

"لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا"
  مصر اليوم - لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»

GMT 20:44 2021 الأربعاء ,15 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تتعرض للخيانة الزوجية من صديقتها المقربة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon