توقيت القاهرة المحلي 11:34:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عندما ينفخ الحب من روحه فينا

  مصر اليوم -

عندما ينفخ الحب من روحه فينا

بقلم : سيلڤيا النقادى

 السفر مع الأبناء أو أحدهم يجعلك تشعر بأنك إنسان عجوز.. آراؤك.. اختياراتك.. تصرفاتك كلها تبدو لهم وكأنك قادم من كوكب آخر عفا عليه الزمن.. مش مشكلة!! المهم.. تركنى ابنى أتجول وحدى فى شوارع باريس الجميلة على أن نلتقى بعد بضع ساعات فى مقهى بالقرب من دار الأوبرا الفرنسية الشهيرة.. كان الجو جميلاً ملائماً للتسكع الذى يسمح للعقل بأن يستريح- ولو قليلاً- بعيداً عن هموم الحياة وإيقاعها المجهد ومنطقها اللامعقول.

بعد ساعتين من التسكع الممتع وجدت نفسى داخل مكتبة أنيقة لبيع الكتب!! مش الملابس!! الزحام على الكتب والقراءة أجبر نظرى على الوقوع على كتاب للروائى الجزائرى سمير قسيمى تحت عنوان «الحب فى خريف مائل»، وهو من أعمال الكاتب الشهير التى تُرجمت إلى الفرنسية والذى كنت أتوق إلى قراءته، ولما سمعت عنه من جدل كثير اشتريت الكتاب وهرعت به لانتظار ابنى على المقهى.

اتصلت به وقلت: «خذ وقتك.. معى كتاب.. وأنا سعيدة بجلستى».

امتلأ المقهى بمختلف أعمار البشر وأشكالهم وتصادف جلوسى بجانب رجل عجوز وامرأته- ربما صديقته- أعتقد أنها صديقته لأن الحوار بينهما لم ينقطع.. كذلك الضحكات والابتسامات الخجولة! وكما تعرفون أن المقاهى الأوروبية وبالتحديد الفرنسية تتلاصق فيها الطاولات بحيث يمكنك سماع حديث الآخر أو حتى التدخل فى شؤونه إذا لم يمانع هذا الطرف.. وقد حدث هذا بالفعل معى.. فبعد قليل من الوقت التفت لى الرجل العجوز قائلاً بالعربية: «مرحباً.. هل أنت تقرئين كتاب (سمير قسيمى) ما رأيك فى هذا الجدل الذى أثاره الكتاب؟». وقبل أن أنطق بالرد استطرد قائلاً وهو ممسك بيد صديقته: «لا يوجد شىء أجمل من الحب فى الحياة»، فقاطعته ضاحكة: «سيدى لم أقرأ الكتاب بعد ولكنى أرى أنك فى ركاب المضمون»!!!.

تركنى جار المقهى إلى خلوتى «فغطست» بين أوراقه.. أدركت منذ البداية أننى على مشارف جلسات من الكشف والتعرى بين رجلين وحديث بينهما، فى حوار طويل على امتداد الرواية.. عن الماضى والحب.. عن الجنس والعشق من خلال أسلوب جميل ولغة رشيقة تفتح الباب داخل أعماق النفس الإنسانية مع إثارة للتساؤلات الفلسفية ومناقشتها بجرأة منقطعة النظير، الأمر الذى يجعلك تسأل: أين هو سر السعادة لتكتشف أن إرضاء الذات هو العقبة أمام السلام الروحى الذى نتطلع كلنا إليه.. ربما الرواية كلها تأخذ بيدك لاكتشاف ذاتك وإذا اكتشفتها سوف تحبها.. أما إذا نفخ الحب من روحه فيك فسوف تعود إلى إنسانيتك وسعادة وجودك حتى إن كان ذلك فى خريف عمرك.

القصة تجعلك تعيد التفكير فى حياتك حتى وإن كنت لا تتفق فى الكثير مع الكاتب ربما لأننا شعوب عربية بها من المخاوف لمواجهة الحقائق وفضحها مع الذات كما فعل بطل القصة.. أترككم عند هذا الحد وربما أواصل فى لقاء آخر عندما أنتهى من القراءة.. ربما.. وليس أكيداً.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عندما ينفخ الحب من روحه فينا عندما ينفخ الحب من روحه فينا



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon