توقيت القاهرة المحلي 05:32:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عندما ينفخ الحب من روحه فينا

  مصر اليوم -

عندما ينفخ الحب من روحه فينا

بقلم : سيلڤيا النقادى

 السفر مع الأبناء أو أحدهم يجعلك تشعر بأنك إنسان عجوز.. آراؤك.. اختياراتك.. تصرفاتك كلها تبدو لهم وكأنك قادم من كوكب آخر عفا عليه الزمن.. مش مشكلة!! المهم.. تركنى ابنى أتجول وحدى فى شوارع باريس الجميلة على أن نلتقى بعد بضع ساعات فى مقهى بالقرب من دار الأوبرا الفرنسية الشهيرة.. كان الجو جميلاً ملائماً للتسكع الذى يسمح للعقل بأن يستريح- ولو قليلاً- بعيداً عن هموم الحياة وإيقاعها المجهد ومنطقها اللامعقول.

بعد ساعتين من التسكع الممتع وجدت نفسى داخل مكتبة أنيقة لبيع الكتب!! مش الملابس!! الزحام على الكتب والقراءة أجبر نظرى على الوقوع على كتاب للروائى الجزائرى سمير قسيمى تحت عنوان «الحب فى خريف مائل»، وهو من أعمال الكاتب الشهير التى تُرجمت إلى الفرنسية والذى كنت أتوق إلى قراءته، ولما سمعت عنه من جدل كثير اشتريت الكتاب وهرعت به لانتظار ابنى على المقهى.

اتصلت به وقلت: «خذ وقتك.. معى كتاب.. وأنا سعيدة بجلستى».

امتلأ المقهى بمختلف أعمار البشر وأشكالهم وتصادف جلوسى بجانب رجل عجوز وامرأته- ربما صديقته- أعتقد أنها صديقته لأن الحوار بينهما لم ينقطع.. كذلك الضحكات والابتسامات الخجولة! وكما تعرفون أن المقاهى الأوروبية وبالتحديد الفرنسية تتلاصق فيها الطاولات بحيث يمكنك سماع حديث الآخر أو حتى التدخل فى شؤونه إذا لم يمانع هذا الطرف.. وقد حدث هذا بالفعل معى.. فبعد قليل من الوقت التفت لى الرجل العجوز قائلاً بالعربية: «مرحباً.. هل أنت تقرئين كتاب (سمير قسيمى) ما رأيك فى هذا الجدل الذى أثاره الكتاب؟». وقبل أن أنطق بالرد استطرد قائلاً وهو ممسك بيد صديقته: «لا يوجد شىء أجمل من الحب فى الحياة»، فقاطعته ضاحكة: «سيدى لم أقرأ الكتاب بعد ولكنى أرى أنك فى ركاب المضمون»!!!.

تركنى جار المقهى إلى خلوتى «فغطست» بين أوراقه.. أدركت منذ البداية أننى على مشارف جلسات من الكشف والتعرى بين رجلين وحديث بينهما، فى حوار طويل على امتداد الرواية.. عن الماضى والحب.. عن الجنس والعشق من خلال أسلوب جميل ولغة رشيقة تفتح الباب داخل أعماق النفس الإنسانية مع إثارة للتساؤلات الفلسفية ومناقشتها بجرأة منقطعة النظير، الأمر الذى يجعلك تسأل: أين هو سر السعادة لتكتشف أن إرضاء الذات هو العقبة أمام السلام الروحى الذى نتطلع كلنا إليه.. ربما الرواية كلها تأخذ بيدك لاكتشاف ذاتك وإذا اكتشفتها سوف تحبها.. أما إذا نفخ الحب من روحه فيك فسوف تعود إلى إنسانيتك وسعادة وجودك حتى إن كان ذلك فى خريف عمرك.

القصة تجعلك تعيد التفكير فى حياتك حتى وإن كنت لا تتفق فى الكثير مع الكاتب ربما لأننا شعوب عربية بها من المخاوف لمواجهة الحقائق وفضحها مع الذات كما فعل بطل القصة.. أترككم عند هذا الحد وربما أواصل فى لقاء آخر عندما أنتهى من القراءة.. ربما.. وليس أكيداً.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عندما ينفخ الحب من روحه فينا عندما ينفخ الحب من روحه فينا



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon