بقلم - سيلڤيا النقادى
كنت أرصد كل الجهود التى كانت تبذل من أجل الارتقاء بها.. تفعيل دورها فى المجتمع.. مشاركتها السياسية.. حصولها على حقوقها.. مساواتها مع الرجل.. حقها فى عدم التمييز.. نبذ العنف عنها بكل أشكاله وأنواعه الجسدية والمعنوية.. تشجيعها من أجل الحصول على استقلالها الاقتصادى.. إلى حقها فى التعليم والزواج والطلاق وغير ذلك من القضايا الملحة التى تعلم أى أمة أنها من المستحيل أن تنهض إلا إذا كان للمرأة دور يتساوى مع الدور الذى يقوم به الرجل- بل كما أثبتت التجربة - استغلال إمكانات وطاقات لديها تفوق ما يستطيع الرجل القيام به.
ومع ذلك وبالرغم من كل هذه الجهود التى باتت لعقود من الزمان وبالرغم من النجاح فى الحصول على مكتسبات كثيرة تمثلت فى سن قوانين جديدة لها إلى اتفاقيات دولية لرعايتها وحمايتها إلى.. إلى.. إلى..... كنت لا أشعر أنها لديها هذه الإيجابية المفعمة بالطموح والأمل.. كان هناك دائماً هذا «الشىء» بمعنى آخر هذا «الرجل» الذى يعنى ويشكل لها كل وجدانها وكيانها.. كان رضاؤه وخدمته وأولوياته تأتى فى المقام الأول بحكم التقاليد.. الدين والطبيعة الإنسانية.. لم تحركها كثيراً هذه المكتسبات.. كان «هو».. ثم «هو» بلطفه.. برجولته.. بمروءته وحتى «بقرفه» كان «هو»!!
وضع الرجل البطيخة الصيفى كما يقول المثل الشعبى واستسلم لهذا الوضع وبدلاً من أن يكمل المشوار كما بدأّ وكما رسمته له الحياة بدأ يتخاذل ويتراجع ويرمى بحمله أكثر وأكثر على المرأة.. وبدأ خوفه وغيرته من مكتسباتها تهدد صورته.. بل أحياناً تفضح لدى البعض منهم جوهره الواهى..
كل ذلك فقده بنفسه.. برضائه وسيكولوجيته. فما كان على المرأة إلا أن تخرج وتمارس دورها ودوره فى كل أوجه الحياة.. أما هو فجلس مستسلماً.. لا يبالى «مش فارق معاه» وهكذا كان كفاحها من أجل البقاء.. ونضالها من أجل حياتها وحياة أبنائها.. ومع ذلك.. مع كل ذلك لم يدرك الرجل أن المرأة فى النهاية هى المرأة وأن هذا الكفاح وهذه الحقوق التى اكتسبتها لا تمنع من اشتياقها لصورة الرجل الذى فقدته منذ زمن.. إلى هذا الفارس.. فارس الأحلام الذى يحقق لها الأمان والاستقرار- صفتان تحيا من أجلهما أى امرأة- وهكذا استمر الحال وبقى هذا الاشتياق مخزوناً فى وجدانها حتى يومنا هذا، بالرغم من كل التهاليل وكل الزغاريد وكل الاحتفالات بيومها وعيدها.. كل هذا قد يعنى لها الكثير لكنه لا يتساوى مع واقع احتياجها للرجل!! هذا الرجل الذى يتلاشى وجوده كثيرا الآن
فيا أيها الرجل.. هى مازالت تبحث عنك.. قم من مكانك.. مد لها يدك كما كنت تفعل من قبل.. أعد لها صورتك التى أحبتك من أجلها وتقبل هذا التوازن.. أفضل من هذا الإخفاق!!
نقلا عن المصري اليوم القاهرية