بقلم - سيلڤيا النقادى
تستضيف قاعة الزمالك للفن فى منطقة الزمالك بالقاهرة، معرضاً للوحات عدد من الفنانين التشكيليين البارزين، من عدة اتجاهات فنية، أبرزهم ياسمين الحاذق وآية الفلاح ونهى دياب وعادل مصطفى وياسمين حيدر وكاريل حمصى وفرغلى عبد الحافظ، وذلك فى السابعة مساء غد، حتى 26 مارس الجارى، تحت عنوان الإسكندرية 3000.. مدينة الفرح والحكمة والخلود.
كانت إشارة المرور طويلة وبطيئة الحراك كالعادة.. استسلمت لقدرى كالمعتاد وأخذت أنظر للبنايات والمتاجر والنَّاس من حولى، أثناء ذلك وقعت عيناى على هذا التمثال الشامخ الذى كان يتوسط الميدان.. كان متسخاً.. يملأ جسده التراب بل لم أصدق عندما رأيت هذه الأكوام من الزبالة التى تلاصق المحيط الذى خصص لوجوده - تذكرة لوطن وأجيال - ويا ليتهم يقدرون مرة أخرى نظرت إليه وكان لخيالى هذا الكلام منه: «حتى الآن.. حتى وقتنا هذا» والتاريخ يخلد ذكراى! أقف شامخاً.. جالساً أو ممتطياً جواداً.. أمسك بعصا أو ألوح بيدى.. أحمل سلاحاً أو كتاباً..
مبتسماً.. مبتهجاً.. صارماً أو مقداماً.. شجاعاً.. قوياً وعظيماً.. كلها رموز رآها شعبى فى شخصى وجسدتها أنامل نحات فنان عكف يحفر وينحت فى صخور صلبة عنيدة مثلى.. فكل آلة نفذت فى هذا الصلب لتشكل أذناً.. فماً.. أو شارباً.. وكل مشرط ساعد على إظهار تجاعيد الزمن وخبرة السنوات.. وكل مبرد شذب شعرى أو هندم ملابسى أو قلم حتى أظافرى.. وكل آلة أفصحت عن نظرة عينى أو لغة جسدى.. كل ذلك ما كان إلا تعبيراً وتقديراً وتخليداً لذكراى من شعب أصيل أوفى بعرفانه وأوصى أن أبقى لأجيال يترحم فيها على الكبير ويسأل عنى الصغير!
هكذا بقيت وسطكم عقوداً وسنوات أجلس مثل الصبر أبتسم للألم وأضحك للقدر، وهكذا استمر الحال وكنت به راضيا إلى أن جاءت الأيام وراحت فيها هيبتى، فأصبحت مثل البهلوان يعبث بى من يشاء.. فهذا من يتسلقنى.. وهذا من يجلس تحت قدمى وهذا من «يشخبطنى بمسمار وهذا ما يكتب شعارات أو معانى ساقطة على جسدى.. وهذا من يجلس فوق رأسى بل أحياناً يحاول فصله هنا «الحبيبة» يقفون للصورة دون أن يعرف أحدهم من أكون! وهنا من تعوزه الحاجة فيتوارى خلفى ليفرغ حاجته.. أصبحت متسخاً وأصبح جسدى عفناً ورائحتى كريهة.. فلا أحد ينظفنى ولا أحد يعالجنى من كسورى وجروحى سوى هؤلاء البسطاء من عمال المحافظة الجهلاء فتزداد إصابتى ويتدهور حالى.
إننى أرفع صوتاً وهناً هذه المرة وأطلب يد العون من شعب نسى أننى وقفت وعلا صوتى يوماً من أجله فأصبحت بعده شعاراً وبطلاً للحق والعلم والعدالة!!
«اتفتحت» الإشارة وانطلقت بسيارتى فى وداع بطل عظيم.. توقفت فى إشارة أخرى.. ومن بعيد رأيته يقف هو الآخر شامخا لكن حزينا! ترى ماذا سوف يقول هو الآخر؟ هل.. نفس الكلام؟!
● بمشاركة 25 عارضاً من القاهرة والإسكندرية، تستضيف القاعة الرئيسية بفندق «سونستا» بمدينة نصر، لمدة 3 أيام، بدءا من 9 حتى 11 مارس الجارى، معرض «أنتيك لافرز»، ويعد الوحيد فى مصر فى مجال عرض الأنتيكات والقطع القديمة النادرة. ويحتوى المعرض- الذى تُفتح أبوابه فى الحادية عشرة صباحاً حتى التاسعة مساء- على تحف فنية مختلفة، من بينها الأثاث واللوحات والسجاد والفضيات والاكسسوارات.
نقلا عن المصري اليوم القاهري