توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صناعة النفط في نمو مطرد

  مصر اليوم -

صناعة النفط في نمو مطرد

بقلم - وليد خدوري

أشارت الأخبار، الأسبوع الماضي، إلى صفقة مالية ضخمة، إن دلت على شيء فهي الثقة المستمرة بالصناعة النفطية العالمية؛ فقد اشترت شركة «كونوكو فيليبس» شركة «ماراثون أويل» العملاقة بقيمة 22.50 مليار دولار، الأمر الذي سيوسع عمليات «كونوكو فيليبس» في قطاع النفط الصخري الأميركي، وفي الاكتشافات البحرية الضخمة الحديثة في غينيا الاستوائية.

ويبلغ معدل إنتاج الولايات المتحدة في المرحلة الراهنة نحو 13 مليون برميل يومياً من النفط الخام؛ ما يضعها في قمة الدول المنتجة عالمياً. والأغلبية الساحقة من الإنتاج الأميركي مصدره النفط الصخري. ورغم أن سياسة الإنتاج النفطية الأميركية العالية هذه تتناقض مع سياسة الرئيس جو بايدن لتحسين البيئة، وتغير المناخ، فإنها تتوافق في الوقت نفسه مع سياسته لاستقلالية الطاقة، والحد من التضخم من خلال تخفيض معدلات أسعار المنتجات النفطية الأميركية، وتحديداً البنزين.

وفي هذا الوقت، أعلن «صندوق الطاقة المركزي» في جنوب أفريقيا، عشية الانتخابات العامة للبلاد، موافقته على شراء مصفاة «سابرف» في دربن. تبلغ طاقة المصفاة 180 ألف برميل يومياً، وهي مملوكة من قبل شركتي «بي بي» و«شل» لكنها مغلقة منذ عام 2022، وتحتاج إلى صيانة واسعة.

يعود سبب شراء المصفاة، وفق «الصندوق» المسؤول عن الاستثمارات النفطية الحكومية في جنوب أفريقيا، إلى «تأمين أمن الطاقة» في البلاد بوصف جزءاً من سياسة «الصندوق» للاستثمار في «استراتيجية للنمو وسلسلة إمدادات الطاقة». كما أبدى «الصندوق» قلقه لانخفاض الطاقة التكريرية في البلاد، و«تصدير وظائف محلية محتملة إلى الخارج، في ظل بطالة عمالية عالية تبلغ نحو 33 في المائة من الأيدي العاملة في البلاد، بالإضافة إلى زيادة ملحوظة في استيراد المنتجات النفطية».

ونظراً إلى الاختصاصات والتجارب الواسعة التي اكتسبتها شركات النفط العالمية طوال فترة تزيد على قرن من الزمن، سواء أكان ذلك من خبرة المهندسين أم الإداريين النفطيين، وفرت هذه الخبرة ميزة واسعة لدى شركات النفط على غيرها من الشركات العالمية، وهي الولوج في صناعات الطاقات المستدامة. ولربما المهم أيضاً، الاستفادة من منشآت صناعات النفط والغاز لتحويل ما يمكن منها «الأنابيب والخزانات» للاستعمال في صناعات الطاقات المستدامة، أو الاستفادة من خبرة النفطيين، أكثر من غيرهم، في تطوير الطاقات المستدامة، الأمر الذي يوفر فرصاً جديدة للشركات النفطية في استدامة عمرها، وزيادة مسؤولياتها وأرباحها، ومن ثم استثماراتها الضخمة في قطاعات الطاقات المستدامة، إلى جانب استمرارها في نشاطها النفطي.

وقَّعت شركة «توتال إنرجيز» النفطية الفرنسية، الشهر الماضي، مذكرة تفاهم مع شركة الكهرباء النمساوية «فيربند» وتونس لتشييد مصنع لإنتاج الهيدروجين الأخضر في تونس بعنوان «إتش 2 نوتوس» للتصدير عبر خطوط أنابيب إلى أقطار أوروبا الوسطى (إيطاليا والنمسا وألمانيا) بحلول عام 2030. ويهدف المشروع إلى إنتاج 200 ألف طن من الهيدروجين الأخضر سنوياً بتغذية من الطاقات المستدامة (الشمسية والرياح)، وباستعمال مياه البحر المعالجة التي استمدت وقودها أيضاً من الطاقات المستدامة (الطاقة الشمسية).

من نافل القول، أن التجارب أعلاه، هي أمثلة، ليس على سبيل الحصر، للتطورات الموازية لبعضها في مجال الطاقة في كل من الصناعة الهيدروكربونية والطاقات المستدامة.

والعامل المشترك في هذه اللحظة التاريخية لتحول الطاقة، هو الآتي: هناك عشرات القرارات التي تبنتها الحكومات لتصفير الانبعاثات بحلول عام 2050 من جهة، وفي الوقت نفسه الازدياد السنوي المستمر في الطلب العالمي على النفط.

في هذا الصدد، تشير معلومات منظمة «أوبك»، إلى أنه من المتوقع في ظل النمو الاقتصادي العالمي أن يزداد الطلب على النفط في عام 2024 لنحو 2.2 مليون برميل يومياً، كما يُتوقع استمرار ارتفاع الطلب خلال عام 2025 لنحو 1.8 مليون برميل يومياً، مقارنة بالعام الماضي، ليسجل معدل الاستهلاك النفطي العالمي في عام 2025 نحو 106.3 مليون برميل يومياً. وبالمناسبة، هذا أعلى معدل استهلاك نفطي سنوي عالمي إلى الآن، وهو ما يفسر، أكثر من أي سبب آخر، الاهتمام الذي تبديه صناعة الطاقة بالصناعة الهيدروكربونية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صناعة النفط في نمو مطرد صناعة النفط في نمو مطرد



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon