توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عالم مضطرب سياسياً يؤجل برامج تحول الطاقة

  مصر اليوم -

عالم مضطرب سياسياً يؤجل برامج تحول الطاقة

بقلم - وليد خدوري

يواجه العالم خلال هذه المرحلة حروباً عسكرية، ونزاعات سياسية، واختلالاً في المفاهيم والمعايير الإنسانية، كما هو الأمر في اعتماد معايير مختلفة لمعركة غزة وحرب أوكرانيا. فمفهوم الإبادة الجماعية للمدنيين هنا يختلف عن هناك، كما هو الفرق في مفهوم تجويع المدنيين ما بين الحربين، وأصبح واضحاً أن «المعايير الإنسانية الحديثة» محصورة لبعض سكان المعمورة عن غيرهم، رغم كل التشدق بمفاهيم حقوق الإنسان الناجمة عن تأسيس الأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية.

ويشير التاريخ إلى دور الحروب في تشجيع وبروز أسلحة حديثة، فنحن نشاهد الآن التجربة تلو الأخرى، وأن تشجيع صناعة الأسلحة هو سبب مباشر في اندلاع بعض الحروب الحديثة. والظاهرة الجديدة التي يعيشها الإنسان في القرن الحادي والعشرين هي التمويه والدجل الإعلامي الواسع النطاق، بحيث يُعلن عن إطلاق مئات الصواريخ والمُسيَّرات دون إلحاق الضرر بالأهداف المنشودة، إنما للتغطية فقط على عملية عسكرية وهمية، لتواجه برد فعل مبهم أيضاً، وكأننا أمام نزال عسكري وهمي، هدفه الأساسي تخويف الجماهير بالقوة العسكرية للأطراف المتخاصمة، لأجل زيادة تحقيق مكاسب توسعية مستمرة.

وبدأت تبرز ظاهرة استعادة نفوذ قوى اليمين المتشدد في كثير من الدول الغربية، هذه المجموعات التي تنشد تعطيل برامج تحول الطاقة، مستغلة سياسات شعبوية، كالدفاع عن المصلحة الاقتصادية للبلاد لمواجهة المكاسب الاقتصادية لدول أجنبية، ومن ثم تشريع قرارات المقاطعة ضد منتجات الطاقة الحديثة، من بطاريات الليثيوم والمعادن النادرة وألواح الطاقة الشمسية، الأمر الذي سيؤدي إلى مزيد من ارتفاع الأسعار، والتضخم في الاقتصاد عموماً، واقتصاديات تحول الطاقة بخاصة. ومن اللافت للنظر أن بعض الدول، رغم أنظمتها الاقتصادية المختلفة، أخذت تتبنى كثيراً من هذه السياسات التضخمية، وكأنها هي السياسات التي يجب أن نعتاد عليها منذ الآن فصاعداً، بالذات في الحرب الباردة للقرن الحادي والعشرين بين الدول الكبرى.

أشار مصرف «جي بي مورغان» في تقرير صدر مؤخراً، إلى أن «تغيير نظام الطاقة العالمي مسيرة يجب حسبانها بالعقود والأجيال من الزمن، وليس بالسنوات». كما يضيف التقرير: «أدى ارتفاع معدلات الفائدة والنزاعات الدولية إلى ضعضعة النظرة لتحول الطاقة».

وصرح كريستيان مالك، رئيس قسم الطاقة في مصرف «مورغان» وكاتب التقرير المشار إليه أعلاه لصحيفة «فايننشيال تايمز»: «لقد ارتفعت أسعار الفوائد كثيراً. كما أن الديون الحكومية مرتفعة جداً. والخلافات الجيوسياسية قد تعددت وازدادت كثيراً». من ثم، يستنتج مالك قائلاً: «إن نفقات تحول الطاقة السنوية لتحقيق تصفير الانبعاثات ستكلف أكثر بكثير من السابق، في ظل الأوضاع الاقتصادية الحالية». وتوقع أن تزداد قيم وتكاليف الاستثمارات لتحول الطاقة على الحكومات، وأن تزداد الضغوط عليها. فعلى سبيل المثال، غضت حكومة أسكوتلندا النظر مؤخراً عن تنفيذ سياستها الطموحة لتخفيض الانبعاثات الكربونية 75 في المائة بحلول عام 2030، معترفة بأن هذا الهدف غير قابل للتنفيذ.

كما أفاد رئيس مصرف «مورغان» جيمي ديمون في عام 2022 أمام لجنة في الكونغرس الأميركي، بأن المصرف «سيستمر في تمويل مشاريع النفط والغاز؛ إذ إن الانسحاب من الإقراض هو طريق أميركا إلى جهنم»، لافتاً إلى أن العالم مخطئ في طريقته لتحول الطاقة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عالم مضطرب سياسياً يؤجل برامج تحول الطاقة عالم مضطرب سياسياً يؤجل برامج تحول الطاقة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon