توقيت القاهرة المحلي 16:08:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هيمنة الصين وروسيا على التجارة النووية العالمية

  مصر اليوم -

هيمنة الصين وروسيا على التجارة النووية العالمية

بقلم - وليد خدوري

من المعروف أن الصين تفوقت على بقية أقطار العالم في تصنيع أدوات الطاقة الشمسية والسيارات الكهربائية، في حين أن روسيا تحتوي على احتياطات ضخمة من المعادن الحرجة. لكن يتضح الآن، أن الصين وروسيا تهيمنان أيضاً على التجارة النووية العالمية، من خلال العقود التي فازتا بها في الدول النامية، بحسب دورية «فوربس» الأميركية، في مقال لها في أول شهر يونيو (حزيران) الحالي. ومن الجدير بالذكر، أن الطاقة النووية تشكل جزءاً من سلة الطاقات المسموح بها في عصر تصفير الانبعاثات، نظراً لانخفاض انبعاثاتها.

فعلى سبيل المثال، وقعت أوزبكستان في مايو (أيار) 2024 اتفاقاً مع روسيا، وبالذات مع الشركة المقاطعة غربياً، «الشركة العامة الروسية للطاقة النووية» (روستوم) لتشييد أول مفاعل نووي في آسيا الوسطى، لتزويد الطاقة الكهربائية بانبعاثات منخفضة لأوزبكستان.

وفي الوقت نفسه، تتنافس «روستوم» مع الصين وكوريا الجنوبية وفرنسا في مناقصة لتشييد مفاعل نووي في كازاخستان لتوليد الطاقة الكهربائية يتوقع أن تعلن نتائجها خلال فصل الخريف المقبل.

تشير دورية «فوربس» إلى أن «التفوق الروسي على الغرب في مجال التنافس الطاقوي هو أمر متوقع، نظراً للمحاولات الأميركية الفاشلة في مجال الطاقة النووية. إذ إنه من المعروف أن الولايات المتحدة غضت النظر عن استعمال الطاقة النووية وسيلةً لمكافحة التغير المناخي رغم أنها تحتوي على انبعاثات ضئيلة. ورغم أيضاً أنها أكثر أماناً، من بقية الطاقات، رغم سوء الفهم الشائع حول الطاقة النووية. من ثم، فإن هذا الإهمال قد وفّر الآن فرصة جيواستراتيجية للدول المنافسة للولايات المتحدة» في لعب دور مهيمن في مجال تجارة الطاقة النووية.

وبالإضافة إلى التجارة النووية، فإن روسيا، من خلال شركة «روستوم»، هي الدولة الأولى عالمياً في تشييد المفاعلات النووية. فبحسب «التقرير العالمي الاستراتيجي للطاقة النووية» الصادر في يوليو (تموز) 2023، لدى روسيا عقود لتشييد مفاعلات نووية لإنتاج الطاقة الكهربائية في 7 دول هي: الصين، والهند، وتركيا، ومصر، وبنغلاديش، وإيران وسلوفاكيا (اثنتان من هذه الدول - تركيا وسلوفاكيا - عضوان في حلف الناتو، رغم أن واشنطن تحاول أن تقاطع موسكو اقتصادياً في مجالات حيوية كهذه). في الوقت نفسه، نجد أن الولايات المتحدة لا عقود لها لتشييد مفاعلات نووية لتوليد الكهرباء في دول أخرى.

كما تمتد هيمنة روسيا النووية إلى أوسع من تشييد المفاعلات، إذ تشمل هيمنتها أكبر صناعات التحويل والتخصيب العالمية لليورانيوم، حيث لديها 38 و40 في المائة بالتراتب للسعات العالمية لهاتين الصناعتين. ففي عام 2020. جعلت هذه الطاقات الصناعية الروسية الأعلى عالمياً أيضاً في هذين الاختصاصين. وقد صدرت روسيا بالفعل، ما قيمته نحو 3 مليارات دولار من منتجات الطاقة النووية خلال الفترة 2022 - 2024.

وقد صاعدت روسيا مؤخراً نشاطها في غرب أفريقيا، ووضعت يدها على مصادر اقتصادية مهمة، مثلاً، احتياطات اليورانيوم الفرنسية السابقة هناك. وأدى هذا الأمر إلى مضاعفة فرنسا استيرادها من اليورانيوم الروسي في عام 2023. بالذات لتلبية حاجات فرنسا في توسيع برنامجها النووي الضخم.

واستوردت الولايات المتحدة أيضاً اليورانيوم من روسيا، حتى بعد نشوب حرب أوكرانيا في عام 2022. واستوردت الولايات المتحدة الوقود النووي من روسيا حتى شهر مايو 2024. أي بعد سنتين من نشوب الحرب الأوكرانية، واستوردت واشنطن هذا الوقود من نفس الشركات التي أعلنت مقاطعتها، بحسب دورية «فوربس».

وروسيا ليست الدولة الوحيدة التي سبقت الولايات المتحدة في مجال صناعة الطاقة النووية، فالصين هي أيضاً فاقت الولايات المتحدة، حيث كانت الصين تشيد 23 مفاعلاً نووياً في يوليو 2023. يعود السبب وراء هذا التشييد الكبير للمفاعلات النووية في الصين، إلى حاجتها الماسة لتوليد طاقة كهربائية واسعة، اعتماداً على وقود منخفض الانبعاثات، وذلك للنمو العالي والسريع للاقتصاد الصيني.

في هذه الفترة الزمنية نفسها، تشيد الولايات المتحدة مفاعلاً نووياً واحداً فقط. وقد تم تأخير تشييد آخر مفاعل نووي في الولايات المتحدة نحو 7 سنوات عن الموعد المحدد له، وبتكلفة 17 مليار دولار عن الموازنة المعتمدة له، نظراً للتعقيدات المطلوبة في الحصول على الرخص اللازمة والأنظمة البيئية الواجب اتباعها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هيمنة الصين وروسيا على التجارة النووية العالمية هيمنة الصين وروسيا على التجارة النووية العالمية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon