توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هيمنة إيران والصين على صناعة النفط العراقية

  مصر اليوم -

هيمنة إيران والصين على صناعة النفط العراقية

بقلم - وليد خدوري

وافقت هيئة الاستثمار الوطني العراقية على منح امتياز لشركة «حلفايا للغاز» (شركة متفرعة عن شركة بتروتشاينا الصينية) لمشروع معالجة الغاز المصاحب من حقل «نهر عمر» (محافظة البصرة)، بحسب الدورية الأسبوعية الباريسية النفطية «بتروستراتيجيز».

ويبلغ إنتاج الغاز المصاحب لحقل نهر عمر 300 مليون قدم مكعب يومياً من الغاز، أو نحو 3.1 مليار متر مكعب سنوياً. ومن المقرر إكمال تنفيذ المشروع بحلول ربيع عام 2027.

وبحسب «بتروستراتيجيز»، يبلغ الاحتياطي الغازي العراقي نحو 3.715 مليار متر مكعب، يشكل نحو 70 في المائة منها «الغاز المصاحب» (الغاز المصاحب لإنتاج النفط الخام الذي يتم حرقه حالياً). ويشكل الغاز المصاحب نحو 70 في المائة من مجمل احتياطات الغاز العراقي.

ومن المعروف أن الطيران الأميركي نسف خلال الحروب السابقة شبكة تجميع الغاز المصاحب التي كانت قد شيّدتها الشركات الروسية خلال العهد السابق، ما نتج عنه تلوث واسع، حيث يعدّ العراق اليوم واحداً من أربع دول هي الأكثر تلوثاً في العالم. كما أن خسارة الغاز المصاحب تكبد العراق خسائر مالية جسيمة، حيث إنه يضطر إلى استيراد الغاز والكهرباء من إيران لقاء مليارات الدولارات سنوياً.

احتجت الدول الغربية، بالذات الولايات المتحدة، على دفع العراق المبالغ الضخمة لإيران سنوياً، بالذات لمحاولاتها فرض الحصار الاقتصادي على إيران، وتقليص العلاقات الاقتصادية بين بغداد وطهران، والحد من النفوذ الإيراني في العراق، المدعوم من قبل مجموعات سياسية عراقية نافذة.

علماً بأن العراق جدّد قبل أشهر، اتفاقية استيراد الغاز والكهرباء من إيران.

كما تحاول بغداد تنويع مصادر استيراد الغاز. وبحسب «بتروستراتيجيز»، تم توقيع اتفاق لاستيراد الغاز من تركمانستان بنحو 9 مليارات متر مكعب على مدى خمس سنوات، لكن ستمتد الأنابيب لنقل الغاز التركمانستاني عبر إيران، مما يعني أنه ستستمر إيران في هيمنتها على الإمدادات الغازية.

وتضيف «بتروستراتيجيز» من ناحية أخرى، أن النفوذ على صناعة النفط العراقية، على المدى الطويل، سيكون ليس فقط من قبل إيران، بل أيضاً من الصين. إذ إن «نفوذ الشركات الصينية يزداد في مجال تطوير العراق لحقوله الغازية»، كما يدل على ذلك الاتفاق الأخير مع الشركة الفرعية لشركة «بتروتشاينا».

والحقيقة أن الشركات الصينية تعمل الآن في عدد كبير من مشروعات العراق النفطية والغازية الاستراتيجية، وفي جميع القطاعات الإنتاجية والصناعية (الإنتاجية والمعالجة). وبحسب «بتروستراتيجيز»، فإن للصين الآن «دوراً مهماً مباشراً وغير مباشر في قطاعات بترولية عراقية واسعة حالياً ومستقبلياً».

ومن المعروف أن ازدياد النفوذ الاقتصادي الصيني المباشر وغير المباشر الحالي والمستقبلي أخذ يقلق الحكومات الغربية منذ فترة. فالنفوذ الصيني الواسع يحد من إمكانية التنافس للشركات الغربية في كثير من الأحيان، مثل «إرساء تطوير حقل غرب القرنة العملاق على شركة (بتروتشاينا) بعد انسحاب شركة (إكسون موبيل) من المشروع». ويشير المسؤولون عن الصناعة النفطية العراقية، إلى أن «بتروتشاينا»، «كانت شريكة لشركة (إكسون موبيل) قبل انسحاب الأخيرة من المشروع وعدم انسجام علاقاتها مع السلطات العراقية، كما أن الشركة الصينية كانت تقوم بالفعل في معظم أعمال المشروع منذ بدايته».

وينوه المسؤولون النفطيين العراقيين أيضاً بالاتفاقية في يوليو (تموز) الماضي، مع الشركة الفرنسية «توتال إنرجيز» لتقليص حرق الغاز المصاحب من النفط الخام، كمثال على تعدد وتنويع الشركات العالمية، تحديداً في مجال معالجة الغاز المصاحب.

وتقدر الصادرات النفطية العراقية بنحو 99 في المائة من قيمة مجمل الصادرات العراقية، ونحو 85 في المائة من الموازنة السنوية العامة للبلاد.

يطرح هذا المقال أسئلة عدة: لماذا تنافست شركات النفط الغربية بحدة، من خلال نفوذ حكوماتها في التحالف الدولي الذي غزا العراق في عام 2003 من أجل الحصول على العقود والامتيازات النفطية في الدولة ذات ثاني أكبر احتياطي نفطي في «أوبك»؟ وأين هي هذه الشركات من العراق الآن؟ ولماذا لم تشارك الشركات الغربية بشكل واسع في المناقصات؟ ولماذا انسحب عدد لا يستهان به من هذه الشركات بعد فوزها في المناقصات؟

هل يجب التخوف من الاستثمارات النفطية الصينية؟ السؤال هو ليس التخوف من الاستثمارات الصينية، بل من هيمنة شركات بلد واحد على معظم الاستثمارات البترولية في بلد منتج، تغيب عنه المراقبة والشفافيات اللازمة. أخيراً، ما مسؤولية البلد المنتج في عدم التوازن الاستثماري هذا؟ وتحديداً، في ظل استشراء الفساد، والعراقيل البيروقراطية في تهيئة الجو المناسب للعمل في مناخ استثماري منافس للدول المجاورة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هيمنة إيران والصين على صناعة النفط العراقية هيمنة إيران والصين على صناعة النفط العراقية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon