توقيت القاهرة المحلي 22:56:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شركات النفط ومواقفها من تحول الطاقة

  مصر اليوم -

شركات النفط ومواقفها من تحول الطاقة

بقلم :وليد خدوري

أتاح «كونغرس البترول العالمي» الذي عُقد في هيوستن، بولاية تكساس الأميركية خلال الأسبوع الأول من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي، فرصة لاجتماع أكبر وأهم اجتماع سنوي لشركات النفط العالمية، حيث أُتيحت الفرصة لرؤساء الشركات للإجابة عن سياسات تحول الطاقة التي طُرحت خلال مؤتمر «كوب26» في غلاسكو، باسكوتلندا.
تتلخص مواقف الشركات البترولية في ضرورة تبني سياسات مبنية على تحول متوازن للطاقة، تأخذ بنظر الاعتبار الطلب المتصاعد للوقود الأحفوري. الأمر الذي يعني أن النفط والغاز سيشكلان عنصراً مهماً في تحول الطاقة. وبما أن عملية تحول الطاقة ستأخذ عقوداً عدة لتحقيقها، من ثم، فإنها تستوجب وضع حد للتقليص السريع للاستثمارات البترولية. فالنتائج المترتبة على التخفيض الاستثماري ستؤدي إلى شح الإمدادات البترولية وارتفاع الأسعار والتضخم في المديين القصير والمتوسط، كما هو حاصل خلال هذه الفترة... هذا، ويتوجب في الوقت نفسه على شركات النفط المضي قدماً بالاستثمار لتصفير الانبعاثات لتحافظ على موقعها في تحول الطاقة الطويل الأمد.
توجّه أمين الناصر، الرئيس وكبير الإداريين التنفيذيين لشركة «أرامكو السعودية»، في كلمته لمؤتمر هيوستن، إلى رؤساء وقادة العالم، بالاستمرار في الاستثمار في الوقود الأحفوري (الفحم والنفط والغاز) خلال الأعوام المقبلة، وإلا فإن العالم سيواجه تضخماً اقتصادياً متصاعداً واضطرابات اجتماعية قد تضطرهم إلى التخلي عن بعض أهدافهم لتقليص الانبعاثات. وحذر الناصر أن هناك افتراضاً خاطئاً بأن العالم سيتحول «بين ليلة وضحاها» إلى الطاقات المستدامة. وأن هذا «خطأ كبير».
وأكد الناصر «أنا أفهم لماذا من الصعب على البعض القبول بمقولة أن النفط والغاز سيلعبان دوراً أساسياً في تحول الطاقة في المستقبل المنظور وفي الفترة التي تليها»، ولكنه أضاف، أن «الاعتراف بهذه الحقيقة هو أسهل بكثير من التعامل مع فقدان أمن الطاقة والاضطرابات الاجتماعية اللذين سيؤديان إلى تأخير أو إيقاف برامج تصفير الانبعاثات الباهظة الكلفة».
كما حذر الناصر من بعض السيناريوهات التي صدرت خلال الأشهر الماضية، قائلاً «يواجه العالم تحولاً طاقوياً مشوشاً نتيجة سيناريوهات وافتراضيات غير واقعية بالنسبة للمستقبل».
هذا، وكانت قد نشرت وكالة الطاقة الدولية سيناريو خلال الصيف الماضي انتقده بشدة في حينه وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان.
من ناحيته، قال جيف ميللر، رئيس مجموعة شركة «هاليبورتون»، لمؤتمر هيوستن، إنه كانت هناك «انخفاضات ضخمة في الاستثمارات النفطية خلال السنوات السبع الماضية». وعزا السبب في ذلك إلى حملة تغيير المناخ وشح الأموال اللازمة للاستثمار؛ نظراً إلى انخفاض أرباح شركات النفط. وأضاف ميللر، أن الاستثمار في قطاع الإنتاج النفطي قد انخفض 50 في المائة عن معدلاته التاريخية، بينما سجل الانخفاض نحو 75 في المائة في منطقة غرب أفريقيا.
وبحسب دراسة نشرتها دورية «آرغس» النفطية، فقد انخفضت الاستثمارات في قطاع الإنتاج النفطي خلال العام الماضي نحو الربع لتسجل 300 مليار دولار، التي هي أقل بكثير من معدل الاستثمارات للسنوات الخمس الماضية البالغ نحو 500 مليار دولار سنوياً. وبحسب «آرغس»، فإن السبب وراء هذه الانخفاضات هو الشكوك حول معدلات الطلب على النفط والغاز المستقبلية وجائحة كورونا.
يكمن الخلاف الأساسي في الهوة الكبيرة ما بين مطالب حركات التغيير المناخي والطلب الفعلي على النفط والغاز في الأسواق العالمية. لقد أدت هذه الهوة إلى تقلص الاستثمارات من تلك الطويلة المدى إلى القصيرة؛ الأمر الذي أثار المخاوف من عدم كفاية الإمدادات النفطية والغازية على المديين القصير والمتوسط.
هذا، وتواجه الصناعة البترولية مشاكل جمّة في التفاوض مع الرؤساء والحكومات. ومحور الخلاف الآن هو حول الانخفاض المستمر في الاستثمارات البترولية وآثارها السلبية على أسواق الطاقة في المستقبل القريب والاضطرابات الاجتماعية والاقتصادية المتوقعة نتيجة لانخفاض الاستثمارات.
وبحسب الكلمات التي ألقيت في هيوستن، فإن زيادة الاستثمار في الإنتاج النفطي ضرورية ليس فقط لملافاة الطلب العالمي المتزايد على البترول، بل أيضا لتعويض الاستنزاف الحاصل للاحتياطات. فبحسب جوزيف مكمونغيل، الأمين العام لمنتدى الطاقة العالمي «انخفضت الاستثمارات في قطاع الإنتاج البترولي من قِبل شركات النفط العالمية والوطنية 35 في المائة في عام 2020. ونحن الآن نواجه انخفاضاً استثمارياً في القطاع بنحو 25 في المائة عن المعدلات ما قبل الجائحة». تابع في كلمته في هيوستن «أنفقت الشركات 525 مليار دولار في عام 2019، ولكن انخفض هذا المبلغ إلى 341 مليار دولار في عام 2021. يتوجب علينا أن نعود إلى معدل استثماري سنوي بنحو 525 مليار دولار لسنوات عدة حتى عام 2030 لأجل إعادة التوازن إلى الأسواق»، وأضاف «أنا خائف من أن أزمة الطاقة تدق على الباب».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شركات النفط ومواقفها من تحول الطاقة شركات النفط ومواقفها من تحول الطاقة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon