توقيت القاهرة المحلي 21:14:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

توقعات بعدم تشييد المصافي الجديدة

  مصر اليوم -

توقعات بعدم تشييد المصافي الجديدة

بقلم: وليد خدوري

صرّح رئيس شركة شيفرون مايك ويرث، في مقابلة مع «تلفزيون بلومبرغ» في 3 يونيو (حزيران) الجاري، بأنه «لم يتم تشييد مصفاة جديدة في الولايات المتحدة منذ عقد السبعينات... ورأيي أنه لن يتم بناء مصفاة جديدة أخرى في الولايات المتحدة». وذكرت نشرة «بلاتس أويل غرام نيوز» في 7 يونيو الجاري: «تحاول بعض المصافي الأوروبية جهدها للعمل بكامل طاقتها. لكن تواجه صعوبات لعدم توفر الاستثمارات لتشييد مصافٍ جديدة، رغم الأرباح التي تحققها».
وكان قد حذر وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، في مقابلة مع صحيفة «فايننشال تايمز» في 22 مايو (أيار) الماضي، من تقلص الاستثمارات في مصافي التكرير، ما يؤدي إلى ارتفاع أسعار الوقود، نظراً لنقص الطاقة التكريرية المتاحة. واقترح الأمير عبد العزيز بن سلمان أنه من أجل تخفيف الاختناقات في الإنتاج النفطي والطاقة التكريرية «يتعين على الحكومات تشجيع الاستثمار في الصناعات الهيدروكربونية، رغم التحول الجاري إلى مصادر مستدامة».
بلغت سعة الطاقة التكريرية الأميركية في عام 2015 نحو 18.315 مليون برميل يومياً، وفي عام 2019 كانت السعة 18.707 مليون برميل يومياً. هذا في الوقت نفسه الذي تم فيه في 2015 تكرير 16.427 مليون برميل يومياً، وفي 2019 نحو 16.976 مليون برميل يومياً. ما يعني أن حجم السعة التي كانت متوفرة لأميركا لتكرير أكثر كان محدوداً جداً، ما يثير عادة القلق في الأسواق ويؤدي إلى زيادة الأسعار. صاحب هذا العجز الأميركي ارتفاع الطلب في 2015 إلى 19.529 مليون برميل يومياً، ليزداد في عام 2019 إلى 20.849 مليون برميل يومياً، بحسب «التقرير الإحصائي السنوي لمنظمة أوبك 2020».
لجأت الشركات الأميركية لاستيراد منتجات أكثر من الأسواق العالمية. وتصدير فائض النفط الخام المتوفر محلياً. ومن ثم بدأ الازدياد التدريجي لأسعار الوقود في السوق الأميركية.
تفاقمت الأمور بعد نشوب الحرب الأوكرانية، حيث بدأ تقليص أو منع الشركات الغربية من شراء المنتجات البترولية الروسية. وبما أن أوروبا كانت تعتمد اعتماداً كبيراً على وقود المصافي الروسية، بدأ ازدياد أسعار الوقود يرتفع سريعاً عالمياً وأوروبياً خلال الأشهر الأخيرة.
تشكل ظاهرة شح الاستثمارات في قطاع التكرير ظاهرة عالمية لتقلص الاستثمارات في الصناعة البترولية. والسبب هو الاندفاع الذي طرأ بعد اتفاق باريس 2015 لمكافحة تغير المناخ بحلول 2050، إذ بادرت أوروبا لرسم الأجندة وتحديد الخط الزمني لتنفيذها. فمحور الأجندة هو التحول إلى استعمال الكهرباء بأوسع نطاق ممكن، اعتماداً على توليده من الطاقات المستدامة. صاحبت هذه الأجندة حملة شعواء ضد الصناعة الهيدروكربونية لكثرة الانبعاثات الكربونية منها. ويتم حتى الآن غض النظر عن الإنجازات العلمية لصناعة تدوير الكربون، حيث يتم التقاط ثاني أكسيد الكربون بإنتاج النفط الخالي من الانبعاثات، رغم انتشار هذه الصناعة في الدول الكبرى (الصين والولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا)، والدول النفطية (السعودية والإمارات).
وتزامن مع مسيرة تصفير الانبعاثات وأجندتها تهميش إمكانات دور العالم الثالث في تصفير الانبعاثات. فالتغير المناخي الضروري أمر يعني مشاركة أقطار العالم بأجمعه ليشمل التصفير الكرة الأرضية بأكملها. لكن المشكلة أمام الأجندة هي تهميش دور العالم الثالث في رسم الأجندة وغض النظر عن إمكاناته المادية واللوجستية لتحقيق تحول الطاقة التاريخي هذا بالسرعة المطلوبة، بالذات بعد سنتين من الجائحة والملايين التي أنفقت لمكافحتها، ثم نشوب حرب أوكرانيا حتى قبل الانتهاء الكامل من الجائحة، وما لحق هذه الحرب الأوروبية من تدمير دولة صناعية مهمة وقتل وتهجير السكان المدنيين، بالإضافة إلى تحديات متمثلة بالأمن الغذائي، ومخاطر المجاعة، ونزاع الدول الكبرى، ونشوب العراقيل لشحن السلع التجارية في أوقاتها المحددة، والحظر على دولة كبرى وما يشكله هذا من إرباك في التجارة العالمية، وعودة الحرب الباردة وإنهاء دور العولمة.
فبالإضافة لجميع هذه التحديات الكونية، تطالب حركات مكافحة التغير المناخي بالإسراع في تحول الطاقة، دون الأخذ بنظر الاعتبار النفقات المليارية المتطلبة للتحول، أو أهمية توازن العرض والطلب لميزان الطاقة خلال مرحلة التحول، بالذات كيفية الاستغناء عن بعض مصادر الطاقة دون الإخلال بأزمات اقتصادية خطرة، وضرورة تبني سلة طاقة مستقبلية تحتوي على مصادر عدة خالية من الانبعاثات، منها مثلاً المفاعلات النووية صغيرة الحجم لتوليد الكهرباء، أو النفط الخالي من الانبعاثات الذي بدأ إنتاجه مؤخراً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

توقعات بعدم تشييد المصافي الجديدة توقعات بعدم تشييد المصافي الجديدة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:11 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
  مصر اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 11:23 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
  مصر اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 20:23 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

مصر تؤكد على دعم سوريا وأهمية حماية المدنيين
  مصر اليوم - مصر تؤكد على دعم سوريا وأهمية حماية المدنيين

GMT 16:48 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إياد نصار يُشوق متابعيه لفيلمه الجديد ويُعلِّق
  مصر اليوم - إياد نصار يُشوق متابعيه لفيلمه الجديد ويُعلِّق

GMT 11:08 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
  مصر اليوم - الكشف عن قائمة بي بي سي لأفضل 100 امرأة لعام 2024

GMT 18:47 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيفا" يكشف أسباب ترشيح ميسي لجائزة "الأفضل"

GMT 11:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تتفاوض مع شركات أجنبية بشأن صفقة غاز مسال طويلة الأجل

GMT 13:21 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الأهلي يتعاقد مع "فلافيو" كوم حمادة 5 سنوات

GMT 15:07 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 07:34 2018 الأربعاء ,18 تموز / يوليو

شيخ الأزهر يستقبل توني بلير ويعرب عن دعمه لمصر

GMT 06:35 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خروج فتحي وسامي عن قائمة بيراميدز أمام سموحة

GMT 00:26 2021 الأحد ,23 أيار / مايو

عمرو جمال يقترب من الانضمام لـ«بيراميدز»

GMT 11:47 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

شوبير يهاجم الكاف بسبب ملعب مباراة الأهلي وسونيديب

GMT 10:53 2020 الأحد ,13 كانون الأول / ديسمبر

الكاف يبحث مقترحا جديدا بشأن مباراتي الزمالك وبطل تشاد

GMT 04:30 2020 الإثنين ,02 آذار/ مارس

الزمالك يدرس بيع فرجاني ساسي ومحمود علاء

GMT 18:16 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

رينيه فايلر يرفض إراحة لاعبي الأهلي عقب لقاء المقاصة

GMT 04:01 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

Brabus تستعرض أسرع سيارات مرسيدس من الفئة "G"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon