بقلم : وليد خدوري
تعهدت 24 دولة إضافية، في الأسبوع الماضي، بمبادرة أميركية - أوروبية مشتركة لتخفيض انبعاثات الميثان للمساعدة في الحفاظ على ازدياد درجة الحرارة بنحو 1.50 درجة مئوية بما يتماشى مع اتفاق باريس للمناخ. ويعتبر الميثان من الغازات الدفيئة القوية للغاية، وهو مسؤول عن نحو 30 في المائة من الاحترار منذ حقبة ما قبل العصر الصناعي. وتأتي معظم انبعاثات الميثان التي يتسبب فيها الإنسان من ثلاثة قطاعات: الوقود الأحفوري، والمكبات والنفايات، والزراعة - بشكل رئيسي الثروة الحيوانية.
وعقدت مجموعتا التحالف المناخي الأميركي – الأوروبي برئاسة المبعوث الخاص للرئيس الأميركي لشؤون المناخ والبيئة جون كيري وفرانس تميرمان، نائب الرئيس التنفيذي المسؤول عن العلاقات الدولية للمناخ للاتحاد الأوروبي، اجتماعاً عبر وسائل الاتصال الإلكترونية، أعلن بعده تميرمان أن 24 دولة إضافية قد انضمت للمبادرة الأميركية - الأوروبية من أجل التعهد العالمي لتخفيض انبعاثات الميثان، وأوضح أن من ضمنها كندا، وفرنسا، وألمانيا، والسويد، واليابان، ونيجيريا، وباكستان. وأضاف تميرمان، في بيان، أن أهمية الاتفاق تكمن في الإسراع بالقضاء على انبعاثات غاز الميثان، كأهم استراتيجية «لتقليص الانحباس الحراري على المدى القصير والتوصل إلى هدف الحد من ارتفاع درجة الحرارة 1.50 درجة مئوية».
ومن الجدير بالذكر، أن دولاً أخرى مثل الأرجنتين، وغانا، وإندونيسيا، والعراق، وإيطاليا، والمكسيك والمملكة المتحدة، كانت قد تعهدت في 17 سبتمبر (أيلول) الماضي بتخفيض انبعاثات الميثان. ومع انضمام هاتين المجموعتين من الدول، بالإضافة إلى المجموعة الأولى التي انضمت مبكراً، فهذا يعني أن 30 في المائة من الدول ذات انبعاثات الميثان تكون قد تعهدت بالتخفيض. وبالإضافة إلى ذلك، تعهدت 20 مؤسسة معنية بالتبرع بأكثر من 200 مليون دولار لدعم برنامج «التعهد العالمي لتخفيض انبعاثات الميثان».
من جانبه، صرّح جون كيري بأن «التعهد العالمي لتخفيض انبعاثات الميثان هو أهم استراتيجية لتقليص الاحتباس الحراري وتحقيق هدف الحد من ارتفاع درجة الحرارة فوق 1.50 درجة مئوية».
وبحسب أنغر أندرسون، المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، فإن «خفض الميثان هو أقوى وسيلة لإبطاء تغير المناخ على مدى السنوات الخمس والعشرين المقبلة، ويكمل الجهود اللازمة لتقليل ثاني أوكسيد الكربون».
هذا، وكان قد أجرى «تحالف المناخ والهواء النظيف»، وهو شراكة عالمية تتألف من الحكومات والشركاء غير الحكوميين وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، دراسة دعمتها الأمم المتحدة، نشرت في شهر مايو (أيار) 2021، تبين فيها أنه يمكن تقليل انبعاثات الميثان الناتجة عن الأنشطة البشرية بنسبة تصل إلى 45 في المائة خلال هذا العقد، وبالتالي المساعدة في الحفاظ على هدف 1.50 درجة مئوية المنصوص عليه في اتفاق باريس للمناخ لعام 2015.
كما تحرى «تحالف المناخ والهواء النظيف» في دراسته «التقييم العالمي للميثان» فوائد تخفيض انبعاثات غاز الميثان، الذي وصفه بأنه مكون رئيسي في الضباب، إذ تشمل الفوائد الحيلولة دون حدوث نحو 260 ألف حالة وفاة مبكرة و775 ألف زيارة للمستشفيات مرتبطة بالربو سنوياً، بالإضافة إلى 25 مليون طن من خسائر المحاصيل.
وتتعدد الطرق لتقليص انبعاثات الميثان، إذ تشير الدراسات إلى أن أكبر الإمكانات في أوروبا والهند هي في قطاع النفايات، وفي الصين تأتي من إنتاج الفحم والثروة الحيوانية، بينما في أفريقيا تأتي من الثروة الحيوانية يليها النفط والغاز.