توقيت القاهرة المحلي 06:20:14 آخر تحديث
الاثنين 3 شباط / فبراير 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

النفط في الربع الأول من القرن الحادي والعشرين

  مصر اليوم -

النفط في الربع الأول من القرن الحادي والعشرين

بقلم: وليد خدوري

تمر صناعة النفط العالمية خلال نهاية الربع الأول من القرن الحادي والعشرين بمرحلة متعددة الاتجاهات؛ إذ إنّ الطلب العالمي على النفط في ارتفاع مستمر، حيث ازداد من نحو 100 مليون برميل يومياً، ليصل بعد ربع قرن تقريباً إلى نحو 105 ملايين برميل يومياً، حيث إن مستوى الاستهلاك العالي خلال السنوات الخمس الأخيرة، وتحديداً بعد «كوفيد - 19»، سجل منذئذ زيادة سنوية بنحو مليون برميل يومياً.

يأتي هذا الارتفاع في الزيادة الاستهلاكية السنوية للنفط، وكذلك زيادة استهلاك الغاز، في فترة مرور صناعة الطاقة العالمية، بعصر «تحول الطاقة»، حيث الارتفاع النسبي التدريجي لها في سلة الطاقة العالمية.

كما يأتي هذا التغيير في مصادر الطاقة في الفترة نفسها التي تزداد وتتنوع فيها مناطق استكشافات النفط والغاز. وهذا هو الوضع بالذات في دول الخليج والعراق، حيث على سبيل المثال، الإعلان عن الاكتشافات النفطية المهمة خلال الأشهر الأخيرة، والنجاح الاقتصادي في استثمار النفط الصخري في الولايات المتحدة وكندا والأرجنتين. والأمر نفسه في مجال الاكتشافات الغازية، وبالذات الروسية منها في القطب الشمالي، وفي كل من شرق وغرب أفريقيا، وفي البحر الكاريبي وأقطار شرق المتوسط. ناهيك عن تطوير صناعة الغاز المسال في قطر وأستراليا والولايات المتحدة التي تتيح تصدير الغاز عبر المحيطات إلى قارات العالم المختلفة.

ويأتي التغيير في ربع القرن مع تولي دونالد ترمب الرئاسة الأميركية، ومسلسل المطالب تحت شعار «أميركا أولاً»، وهذا ما استفزّ الرأي العام؛ نظراً للمخاطر النابعة عن ذلك: احتلال دول كبرى ومناطق اقتصادية تابعة لدول أخرى، ناهيك عن عدم احترام حقوق الإنسان، مثل الدعوة السافرة لتهجير أهل غزة، أو طريقة التعامل مع المهاجرين إلى أميركا.

يكمن التناقض الواضح لمطالب ترمب في توقيتها. فمن ناحية، يزداد الطلب العالمي السنوي للطاقة، وفي الوقت نفسه ترتفع التحديات الجيوسياسية جراء النزاعات الاقتصادية ما بين واشنطن وبكين، والضغط الزائد على أقطار السوق الأوروبية المشتركة، واستمرار الحروب الإسرائيلية لتهجير الفلسطينيين، مع العلم أن جميع هذه العوامل تترك بصماتها على صناعات الطاقة.

كما يكمن التناقض في وعود ترمب الطاقوية لخفض الأسعار، مع حملته لدعم صناعة النفط الصخري، التي تتميز بها الولايات المتحدة حالياً. فإنتاج النفط الصخري أكثر تكلفة من إنتاج النفط التقليدي، والدعوة لخفض أسعار النفط ستقلص من هامش الربح للشركات المنتجة للنفط الصخري، بحيث يصبح غير رابح اقتصادياً الاستمرار في زيادة إنتاجه.

إنّ الاستنتاج الواضح لهذه الظواهر، هو أنه رغم الاهتمام العالمي بظاهرة «تحول الطاقة» الهادفة إلى تقليص «الانبعاثات الكربونية» الناتجة عن حرق الهيدروكربون الذي يضر بالبيئة، فإننا نلاحظ في الوقت نفسه، توسعات مستمرة لاكتشاف حقول نفطية جديدة، بمعنى أنها تتوقع الاستغلال الاقتصادي للحقول المكتشفة حديثاً، لفترة أبعد بكثير من عام 2050 الذي حدده «مؤتمر باريس 2015» لتصفير الانبعاثات.

تشارك بعض الدول الصناعية الشركات النفطية في توقع استمرار استهلاك النفط والغاز للعقود القريبة المقبلة على الأقل، ومنها الولايات المتحدة، وبريطانيا، والنرويج، وكندا.

لقد بادرت وقادت الدول أعلاه الحملات العالمية لتقليص إنتاج النفط، في الوقت الذي عملت فيه على زيادة احتياطياتها النفطية. ومما دعم من السياسات النفطية هذه هو العشرات بل المئات من البلوكات الجديدة التي عرضتها بريطانيا للاستثمار في بحر الشمال، والضغوط الأوروبية الزائدة على النرويج لزيادة صادراتها النفطية إلى أقطار السوق الأوروبية المشتركة إثر حظر النفط الروسي، وسياسة الرئيس دونالد ترمب في عهده الأول، وما يدعو إليه الآن لحث الشركات على زيادة الحفر والإنتاج الأميركي، ناهيك عن تشجيع الشركات بإتاحة فرص جديدة لها للعمل في الولايات الأميركية، في محميات المناطق الفيدرالية وبعض المناطق البحرية التي كانت مقفلة على الشركات حتى الآن، وتشجيع صناعة النفط الصخري.

وفي هذا الوقت، نجد بعض الدول الشرق الأوسطية: السعودية، والعراق، والإمارات، وقطر والكويت، بالإضافة إلى مصر والمغرب والأردن والجزائر، تولي اهتماماً ببدائل الطاقة المستدامة.

ونجد أيضاً أن الأقطار الأوروبية التي استثمرت مليارات الدولارات في الطاقات المستدامة، تعاني من عدم توازن ميزان العرض والطلب على الطاقة، نظراً للتقلبات في إمدادات الغاز لأسباب جيوسياسية، وعدم إمكانية الطاقات المستدامة في العمل بالطاقات الكامنة المتوفرة لها.

هذه الظواهر تبيّن لنا الأهمية البعيدة المدى للنفط، ومدى استمرار اعتماد العالم عليه، رغم كل الضجيج الذي يثار حول ذلك.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النفط في الربع الأول من القرن الحادي والعشرين النفط في الربع الأول من القرن الحادي والعشرين



GMT 04:43 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

4 ساعات مللاً

GMT 04:37 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

ترامب والأردن... واللاءات المفيدة!

GMT 04:31 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

رسائل محمد الطويّان المفتوحة والمغلقة

GMT 04:28 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

الشرق الأوسط... تشكلٌ جديدٌ

GMT 04:25 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

سنتان أميركيتان مفصليتان في تاريخ العالم

GMT 04:20 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

متى يراجع الفلسطينيون ما حدث؟

GMT 13:07 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

أفضل خامات الستائر وتنسيقها مع ديكور المنزل
  مصر اليوم - أفضل خامات الستائر وتنسيقها مع ديكور المنزل

GMT 12:07 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

البطولات النسائية تسيطر على دراما رمضان 2025
  مصر اليوم - البطولات النسائية تسيطر على دراما رمضان 2025

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 12:07 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

الجبلاية تستقر على خصم 6 نقاط من الزمالك

GMT 23:47 2021 الأربعاء ,18 آب / أغسطس

"Dior Baby" تكشف عن مجموعتها لموسم خريف شتاء 2021-2022

GMT 09:40 2018 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

عطور مثيرة وجديدة للفتيات في سنّ المراهقة

GMT 06:39 2018 الخميس ,08 شباط / فبراير

محمود رفعت يعلن عن القبض على سمير سامي عنان

GMT 19:51 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

الأرجنتيني بوكيتينو يشجع على خداع الحكام

GMT 07:25 2018 الخميس ,01 شباط / فبراير

على أجدد تشكيلة خواتم الخطبة من" Tacori

GMT 01:37 2018 الجمعة ,23 شباط / فبراير

تعاني من تداعيات كسوف الشمس الجزئي

GMT 01:10 2018 الأربعاء ,31 كانون الثاني / يناير

النادي الإنجليزي واتفورد يضم دودي لوكاباكيو لمدة 4 سنوات

GMT 17:27 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

عمرو أديب يطالب المصريين بدفع 800 دولار لتسديد ديون الجمهورية

GMT 18:50 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يطعن على قرار المحكمة الرياضية في قضية أجوجو

GMT 04:13 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على سعر العملات الأجنبية مقابل الجنيه المصري الأربعاء

GMT 08:09 2014 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أميرة هاني تبدأ تصوير دورها في "سلسال الدم 2"

GMT 08:06 2016 الخميس ,10 آذار/ مارس

الهدية المثالية لعيد الأم من "داماس"

GMT 02:02 2015 الثلاثاء ,03 آذار/ مارس

الفنانة أحلام تؤدي مناسك العمرة في السعودية

GMT 03:25 2015 الخميس ,31 كانون الأول / ديسمبر

أبناء الفن تنظم حفل تكريم لفناني الزمن الجميل

GMT 04:24 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

مجموعة Black Carpet من "بول كا" مثالية للحفلات بألوان جريئة

GMT 01:04 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أمانة عمان تواصل حملات يومية لتقليم الأشجار والشجيرات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon