توقيت القاهرة المحلي 20:40:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الآثار المترتبة على زيادة الانتاج

  مصر اليوم -

الآثار المترتبة على زيادة الانتاج

بقلم - وليد خدوري

 بعد تغريدة الرئيس الأميركي دونالد ترمب في 30 حزيران (يونيو) الماضي، حول اتصاله الهاتفي مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. «ووعده بأن المملكة ستزيد الإنتاج اذا لزم الأمر». وباستطاعة المملكة زيادة الإنتاج مليونين برميل يومياً، وذلك من أجل المحافظة على استقرار الأسواق وأسعار معتدلة»، صدر بيان عن البيت الأبيض، مفاده: أن الملك سلمان «وعد الرئيس ترمب بأن المملكة ستزيد إنتاجها اذا لزم الامر وبأن لديها طاقة إنتاج مليونين برميل يومياً إضافية.»

هذا، وأعرب مجلس الوزراء السعودي في بيان له في 3 تموز (يوليو) «عن استعداد المملكة لاستخدام طاقتها الإنتاجية الاحتياط من النفط للحفاظ على توازن السوق واستقرارها».

وجاء في بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية (واس) «إن المملكة مستعدة لاستخدام طاقتها الإنتاجية الاحتياط عند الحاجة للتعامل مع أي متغيرات مستقبلية في معدلات العرض، والطلب على البترول وبالتنسيق مع الدول المنتجة الأخرى». وأشار البيان، وفق (واس)، إلى أن «أحد أهم أهداف سياسة المملكة النفطية هو السعي دوما لتحقيق التوازن والاستقرار في أسواق النفط بالتنسيق والتشاور مع الدول المنتجة الأخرى وكذلك الدول المستهلكة الكبرى».

وأضاف البيان «أن الملك سلمان بن عبدالعزيز أطلع المجلس على فحوى الاتصال الهاتفي الذي تلقاه من الرئيس الأميركي ترمب، وما جرى خلاله من تأكيد الزعيمين على ضرورة بذل الجهود للمحافظة على استقرار أسواق النفط ونمو الاقتصاد العالمي».

«لكن البيت الأبيض عاد وصحح تصريحاته، وقال إن لدى المملكة القدرة على زيادة الإنتاج بواقع مليوني برميل يومياً، يمكن استخدامها عند الحاجة إذا لزم الأمر بهدف تحقيق الاستقرار في السوق.»

أجرت السعودية وحليفتها النفطية روسيا المحادثات والاتصالات منذ أشهر لزيادة الإنتاج لملافاة زيادة الطلب. ويهدف الطلب الأميركي استقرار الأسواق للجم ارتفاع عال للأسعار مع منع الصادرات الإيرانية لبدء المقاطعة النفطية في 4 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، والمقاطعة الأميركية للصادرات الفنزويلية وتدهور الإنتاج الليبي، مما يتوقع تخفيض الإمدادات 1.5 مليون برميل يومياً، الذي سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار في حال عدم التحوط له مسبقاً.

يأتي الطلب الأميركي جزء من السياسة الأميركية «أميركا أولاً» والمقاطعة الشديدة لإيران لرفضها تعديل الاتفاق النووي وتغيير سياستها التوسعية في الشرق الأوسط. وهي أولويات الأجندة مع الحلفاء الأوروبيين. من الواضح أن أسلوب ترامب على «التوتير» من خلال تغريداته تكون من دون استشارة الخبراء له، وبالتالي له محاذيره في السياسة العامة، ما أدى إلى العديد من سوء الفهم والشكاوى التي اعترض عليها حتى أعضاء الكونغرس الجمهوريين.

وفي ذلك السياق، أوضح مجلس الوزراء السعودي أسس سياسة المملكة النفطية، وأهمية التشاور مع الدول المنتجة والمستهلكة الكبرى ودور الطاقة الإنتاجية الفائضة ومسؤولية توازن الأسواق.

ونود أن نذكر هنا، إلى ارتفاع سعر البنزين في الولايات المتحدة إلى 2.83 دولار للغالون في نهاية 25 حزيران، أي بزيادة 55 سنتاً للغالون عن سعره لنفس الفترة العام الماضي.

ويعتبر سعر البنزين مؤشراً اقتصادياً مهماً للأميركيين ، نظراً إلى ضخامة استعماله والإعتماد الواسع على قيادة السيارات. يبلغ مجمل استهلاك وقود النقل (البنزين والديزل) في الولايات المتحدة نحو 9 ملايين برميل يومياً، أو ما يزيد عن 40 في المئة من مجمل الاستهلاك الأميركي النفطي. لذا أهمية الحصول على سعر معتدل للنفط قبل الانتخابات التشريعية في بداية تشرين الثاني المقبل.

لا تطلب الولايات المتحدة فقط من السعودية زيادة الإنتاج للمحافظة على أسعار معتدلة. فطلبت أخيراً أيضاً الهند والصين من السعودية تحقيق أسعاراً معتدلة للمحافظة على نمو اقتصادهما. لكن السؤال المثير الإهتمام في الطلب الأميركي هو معرفة واشنطن أن الطاقة الإنتاجية الحالية للسعودية نحو 12 مليون برميل يومياً. وأن معدل الإنتاج الفعلي سيرتفع قريباً إلى حوالى 10.8 مليون برميل يومياً. وأن الطلب بزيادة الإنتاج مليونين برميل يومياً، سيعني أن السعودية ستزيد إنتاجها في فترة قصيرة إلى مجمل طاقتها الإنتاجية. وهذا أمر له انعكاساته السلبية على الأسواق.

صحيح أن الإنتاج الإضافي يؤدي إلى زيادة الإمدادات. إلا أن هذا سيتطلب أيضاً من السعودية الإنتاج بطاقة إنتاجية قصوى. والسعودية، هي الملاذ الأساسي للشركات النفطية للحصول على إمدادات إضافية عند زيادة الطلب. وبما أن للسعودية إمكانية إنتاج كلا من النفوط الثقيلة والوسطى والخفيفة في نفس الوقت، وهي ميزة قلما تتوفر لدى دول أخرى، وتحافظ السعودية باستمرار عبر استثمارات ضخمة وطويلة الأمد على طاقة إنتاجية فائضة. ما يشكل صمام الأمان للصناعة النفطية العالمية، ويؤدي إلى استقرار الأسواق عند حدوث انقطاعات مفاجئة. بينما تقليص الطاقة الفائضة إلى حدودها الدنيا، يؤدي عادة إلى ارتفاع الأسعار بدلاً من اعتدالها، لعدم توفر إمدادات إضافية . فيكمن الخوف عند الشركات في صعوبة أو عدم الحصول عن مصدر للتعويض عند أي نقص مفاجئ للإمدادات.

لماذا الطلب الأميركي بعد قرارات فيينا في زيادة الإنتاج، وبالذات من المنتجين الكبار السعودية وروسيا. على الرغم من غموض بيان فيينا تراوحت الأسعار حول 70- 75 دولار، وهو معدلها قبل اجتماع فيينا.

زادت روسيا من إنتاجها مبكراً للتعويض عما فقدته سابقاً. وارتفع الإنتاج الروسي للنفط والمكثفات إلى 11.063 مليون برميل يومياً في شهر حزيران، تحسباً لقرار زيادة الإنتاج المرتقب في فيينا.

من جانبها، لم تذكر واشنطن زيادة صادرات النفط الصخري لتعويض خلل محتمل في الاسواق. على رغم أن إنتاجه ارتفع إلى 7 مليون برميل يومياً في أيار (مايو). إن المشكلة الرئيسة التي تواجه النفط الصخري هي نقص وسائل نقله داخلياً بسبب قلة وفرة الأنابيب، وأيضاً صعوبة زيادة تصديره البالغة في الوقت الراهن نحو 1.2 مليون برميل يومياً لقلة عدد الموانيء المتخصصة لشحنه.

*كاتب عراقي متخصص في شؤون الطاقة.

نقلا عن الحياة اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الآثار المترتبة على زيادة الانتاج الآثار المترتبة على زيادة الانتاج



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 00:02 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

انسجام لافت بين إطلالات الملكة رانيا والأميرة رجوة
  مصر اليوم - انسجام لافت بين إطلالات الملكة رانيا والأميرة رجوة

GMT 11:23 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
  مصر اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 20:30 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

جماعة الحوثي تعلن تنفيذ 3 هجمات على أهداف حيوية في إسرائيل
  مصر اليوم - جماعة الحوثي تعلن تنفيذ 3 هجمات على أهداف حيوية في إسرائيل

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

سوسن بدر تخوض تجربة فنية جديدة
  مصر اليوم - سوسن بدر تخوض تجربة فنية جديدة

GMT 11:08 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
  مصر اليوم - الكشف عن قائمة بي بي سي لأفضل 100 امرأة لعام 2024

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:00 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

العلماء الروس يطورون طائرة مسيّرة لمراقبة حرائق الغابات

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 20:12 2024 الخميس ,15 آب / أغسطس

عمر كمال يوجه رسالة مؤثرة لأحمد رفعت

GMT 10:00 2016 الأربعاء ,09 آذار/ مارس

إصبع ذكي يعيد حاسة اللمس للاصابع المبتورة

GMT 23:53 2016 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

مصمم مغربي يطرح تشكيلة راقية من القفطان الربيعي لموسم 2016

GMT 05:09 2015 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

توثيق ازدهار ونهاية مؤسس "داعش" أبو مصعب الزرقاوي

GMT 21:24 2017 السبت ,09 أيلول / سبتمبر

5 مواقف فتحت النار على سهير رمزي بعد خلع الحجاب

GMT 05:22 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

خبيرة موضة تقدم نصائح لارتداء فساتين الصيف خلال الشتاء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon