توقيت القاهرة المحلي 13:28:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صواريخ إيران وإسرائيل... والأسواق النفطية

  مصر اليوم -

صواريخ إيران وإسرائيل والأسواق النفطية

بقلم: وليد خدوري

تثير المنازلات الصاروخية المستمرة بين إيران وإسرائيل كثيراً من التساؤلات... فلماذا دقة هذه الصواريخ في إبادة الفلسطينيين بقطاع غزة من خلال استهدافهم إما شخصياً وإما بدكّ حجارة مساكنهم فوق رؤوسهم، والأمر نفسه في دقة الفتك والتهجير للشعب اللبناني بالجنوب والضاحية والبقاع؟

كما تثير المنازلات الصاروخية هذه تساؤلات من نوع آخر: لماذا «نجاح» السلاح الإسرائيلي في الفتك بالشعبين الفلسطيني واللبناني بدقة في حرب «إبادية» ضحيتها الآلاف من المدنيين الأبرياء القاطنين مع عائلاتهم في البنايات الشاهقة والشقق السكنية؟

تقابل هذه التساؤلات تساؤلات على الجانب الآخر: لماذا تزود إيرانُ إسرائيلَ والولاياتِ المتحدة بتوقيت ضرباتها الصاروخية على إسرائيل، فتتفادى الأخيرة الخسائر الناجمة عن إطلاق مئات الصواريخ في ليلة واحدة؟

لماذا المحادثات الأميركية - الإسرائيلية المكثفة قبل كل جولة إسرائيلية لإطلاق الصواريخ على إيران؟ ولماذا التسريبات الإعلامية الكثيرة من البيت الأبيض لوسائل الإعلام الأميركية عن نصح الرئيس الأميركي جو بايدن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتفادي المنشآت النووية والنفطية، والتركيز على المنشآت العسكرية فقط، كما حدث في المنازلة الأخيرة فجر السبت 26 أكتوبر (تشرين الأول) 2024؟ لماذا هذا الصراع بين إيران وإسرائيل؟

هل أصبح العرب «الحطب» الذي يتوجب حرقه في النزاع للهيمنة على الشرق الأوسط؟

من نافل القول إن إيران مهتمة هي أيضاً بسلامة المنشآت النفطية، وعلى علم وافٍ بما يعنيه تدمير منشآتها البترولية، خصوصاً بعد تجربة حرب الثمانينات مع العراق.

إيران على دراية تامة بالخسائر المادية المترتبة على تعريض منشآتها النفطية للخطر، خصوصاً أن طهران تعاني كثيراً من العقوبات المالية الدولية التي تعرقل إعادة تشييد المصافي والموانئ بسرعة.

ولا توجد فائدة لإيران من التهديد بالاعتداء على المنشآت النفطية لدول الخليج المجاورة، خصوصاً أنها على علم مسبق بالأهداف المنوي قصفها، وفق «قواعد اللعبة» بينها وبين إسرائيل، التي رسمتها الولايات المتحدة، والتي استثنت فيها المنشآت النفطية من القصف، وكذلك المنشآت النووية، خصوصاً لأن كلاً من طهران وواشنطن تنتظران العودة بأسرع وقت ممكن إلى المحادثات حول تطور الطاقة النووية الإيرانية.

من ثم، فإن النتيجة في حال ضرب المنشآت النفطية للدول المجاورة هو ارتفاع أسعار النفط والطاقة العالمية. وهذه الدول لديها إمكانات للإنتاج والتصدير تعوض ما تخسره من التخريب، بينما طاقة إيران التصديرية الحالية محدودة ومن الصعب زيادتها بسرعة وبطاقة قصوى أيضاً بسرعة.

رغم كل الضجيج بين قصف وآخر بين إسرائيل وإيران، فإن هناك ما تسمى «قواعد اللعبة» التي تشمل تصريحات بعد كل ضربة صاروخية. طبعاً تصريحات البلد المتلقي الضربات: «الخسائر محدودة». لكن من غير المعلوم نوعية الخسائر. المؤكد أنها لا تشمل نسف المستشفيات كما في غزة وجنوب لبنان، أو إسقاط بناية سكنية من 10 طوابق مكتظة بسكانها، كما في بيروت. ورغم كل هذا، فإن بياناً يصدر من البلد المتلقي الضربات (تصريح خطي): «هذه العملية قد تغير (قواعد اللعبة)».

ستنتظر الأسواق الآن، كالعادة، لربما لأيام أو أسابيع عدة لتشهد رد الفعل الإيراني على الضربة الإسرائيلية، وما إذا كانت نتائج رد الفعل هذه ستكون كجميع المنازلات الأخرى.

السؤال: ما «قواعد اللعبة» التي رسموها لمعركتهم؟ إباحة سفك دم المواطن والإعلامي والمسعف والطبيب العربي، ناهيك بقصف المستشفيات صاروخياً، وفي المقابل الاكتفاء بقصف الرادارات والمنشآت العسكرية لدى إيران وإسرائيل؟ وما دور الولايات المتحدة في صياغة «قواعد اللعبة» هذه للطرفين؟ هل حاولت واشنطن جدياً منع إبادة وتهجير الشعبين الفلسطيني واللبناني؟ وهل منعت قصف المستشفيات؟ هذه أسئلة يتوجب الحصول على أجوبة صريحة عنها، فهي من صميم القوانين الدولية لحقوق الإنسان، التي تعدّ من ركائز النظام الإنساني الدولي بعد الحرب العالمية الثانية.

هذا؛ ومن الجدير بالذكر أنه رغم الضجيج الذي واكب هذه المنازلات الصاروخية، فإن أسعار النفط استمرت طيلة هذه المدة في نطاق السبعينات من الدولارات للبرميل، الأمر الذي يعني أنه من الممكن الاحتفاظ باستقرار الأسعار وتأمين الإمدادات الوافية للأسواق ما دامت هناك «قواعد للعبة» تخص المنشآت المستهدفة بين الأطراف المعنية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صواريخ إيران وإسرائيل والأسواق النفطية صواريخ إيران وإسرائيل والأسواق النفطية



GMT 09:09 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 09:05 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 09:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 09:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 09:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 09:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 08:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 08:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon