توقيت القاهرة المحلي 21:31:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما علاقة اليمين المتطرف باحتجاجات مزارعي أوروبا؟

  مصر اليوم -

ما علاقة اليمين المتطرف باحتجاجات مزارعي أوروبا

بقلم - وليد خدوري

في الوقت الذي يكتسح فيه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، المدعوم من اليمين المتطرف، انتخابات الولايات لمرشح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية المقبلة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2004، تزداد وتتوسع كذلك مظاهرات واحتجاجات المزارعين الأوروبيين المدعومة أيضاً من قِبل اليمين المتطرف، وذلك قُبيل الانتخابات الأوروبية في شهر يونيو (حزيران) المقبل.

أدت احتجاجات اتحادات المزارعين الأوروبية إلى حصار البرلمان الأوروبي في بروكسل، والطرق السريعة الأوروبية بجراراتهم، مطالبين بتقليص «دور التكنوقراط في مؤسسات الاتحاد الأوروبي»، وحاملين شعارات «اتركونا لحالنا... اتركونا نعيش بحرية».

وفق دورية «بوليتيكو» الأوروبية، تركزت مطالب المزارعين، الذين يدير معظمهم مع عائلاتهم مزارع صغيرة الحجم، على «تقليص الأعباء الإدارية المفروضة عليهم من قبل بيروقراطية الاتحاد الأوروبي وبرلمانه»، حيث إن هذه الأوامر تشكل «عبئاً إضافياً عليهم وعلى عائلاتهم الصغيرة التي تدير مزارعهم المحدودة الحجم نسبياً». كما اشتكى كثير منهم من «المنافسة القوية التي يواجهونها من الصادرات الزراعية من الدول الأجنبية التي لا تفرض ضرائب عالية على منتجاتها الزراعية». هذا بالإضافة إلى شكاوى المزارعين في ألمانيا، مثلاً، من «رفع الدعم عن الوقود للجرارات»، وأيضاً «الضغوط والأعباء التي فرضت على المزارعين بسبب قرارات مكافحة الاحتباس الحراري وتقليص الانبعاثات»، مطالبين في الوقت نفسه بـ«دعم مالي أكبر للتأقلم مع القوانين البيئية الجديدة، وتلك لمكافحة تغير المناخ».

لقد قطع المزارعون بجراراتهم الطرق في بولندا ورومانيا؛ احتجاجاً على قرار البرلمان الأوروبي خفض الضرائب على الصادرات الزراعية من أوكرانيا، معلنين ذلك بأنها «منافسة غير شرعية».

كما احتج المزارعون في ألمانيا على إلغاء الحكومة «الضرائب التفضيلية» للمزارعين. وعارض المحتجون الفرنسيون «الضرائب التي سنتها حكومتهم على الوقود لجراراتهم»، وكذلك على الأنظمة الأوروبية التي «ترهق المزارعين الصغار».

من الملاحظ، أنه في كل من ألمانيا وفرنسا، كبرى الدول الأوروبية، تلعب الأحزاب اليمينية وقوى اليمين المتطرف دوراً كبيراً في مظاهرات واحتجاجات المزارعين، وتعمل أيضاً بدعم القوانين ضد الهجرة.

هذا، وينفي زعماء الحركات اليمينية المتطرفة، أنهم يؤججون احتجاجات المزارعين، ويدعون أن هدفهم هو «التعبير عن اهتمامهم بسيادة بلادهم من خلال تغيير سياسات البرلمان الأوروبي في مجال السياسة الخارجية والأعباء المالية التي يفرضها لتمويل السياسة البيئية الجديدة ومكافحة تغير المناخ».

من الجدير بالذكر، أن أقوى أحزاب اليمين المتطرف الأوروبي هو حزب «البديل لألمانيا»، الذي سانده نحو مليون متظاهر في برلين في 21 يناير (كانون الثاني) الحالي، حيث يُعد هذا الحزب الأكثر شعبية في الوقت الراهن، والأكثر خطورة.

من جانبها، تنفي الاتحادات الزراعية أن هناك «أحزاباً سياسية تدعمها»، بل إنها تتظاهر عبر أوروبا «لنيل حقوقها».

وذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز» أن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ستعقد محادثات لـ«إنهاء المظاهرات المتزايدة ضد سياسات السوق الأوروبية المشتركة». وأضافت الصحيفة «أن المتظاهرين صعدوا احتجاجاتهم بإلقاء الأسمدة وروث البقر أمام مقرات الاتحاد الأوروبي في بعض الدول، بالإضافة إلى إغلاق الطرق».

وستفتح أورسولا فون دير لاين «محادثات استراتيجية» قبل انتهاء الدورة الحالية للبرلمان الأوروبي «مع 27 مجموعة من الاتحادات الزراعية، ومنظمات المجتمع المدني، ومؤسسات مالية للتوصل إلى سياسات مشتركة وطويلة الأمد».

وأضافت «فاينانشيال تايمز» أن السبب للمظاهرات هو «عدم الرضا بالمسؤولين الأوروبيين في إعطائهم الأولوية لقرارات تقليص الانبعاثات الكربونية على حساب تزويد المستهلكين بالمنتجات الزراعية، إذ لا تتوفر المنافسة الوافية لها مع المنتجات الزراعية الأجنبية المصدرة إلى أقطار السوق، التي لا تفرض عليها ضرائب مماثلة».

لقد شكّل القطاع الزراعي نحو 1.4 في المائة من ناتج الدخل القومي الأوروبي في عام 2022. ويعمل في القطاع الزراعي الأوروبي نحو 8.7 مليون نسمة، معظمهم في أوروبا الوسطى والشرقية. وبلغت موازنة السوق الأوروبية للسياسة الزراعية المشتركة نحو 387 مليار يورو سنوياً، حيث تشكل حوالي ثلث الموازنة للسوق الأوروبية لعامي 2021 - 2022.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما علاقة اليمين المتطرف باحتجاجات مزارعي أوروبا ما علاقة اليمين المتطرف باحتجاجات مزارعي أوروبا



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon