توقيت القاهرة المحلي 21:31:16 آخر تحديث
  مصر اليوم -

البطاريات المتقدمة: نظرة استشرافية

  مصر اليوم -

البطاريات المتقدمة نظرة استشرافية

بقلم - وليد خدوري

من ضمن الابتكارات التقنية المتعددة في عصرنا هذا، هناك البطارية المتقدمة ذات الطاقة التخزينية العالية للطاقة، التي بدأت تلعب دوراً مهماً في قطاع الطاقة اليوم ومن المتوقع مستقبلاً، أيضاً. وقد صدر مؤخراً، ضمن سلسلة الدراسات البحثية عن «مؤسسة عبد الله بن حمد العطية للطاقة والتنمية المستدامة» في الدوحة، دراسة استشرافية حول البطاريات المتقدمة وآثارها ودورها مستقبلاً. ونستعرض هنا ترجمة موجزة وبتصرف للدراسة المنشورة باللغة الإنجليزية.
من اللافت للنظر، أن السيارة ذات محرك الاحتراق الداخلي التي تحرق البنزين أو الديزل قد طرأ عليها تغيرات مهمة منذ أن تم اكتشافها قبل قرن تقريباً. وقد شملت هذه التغييرات موديلات السيارات ووسائل الترفيه فيها، من مقاعد مريحة وواسعة ومساحة أوسع للحقائب والتخزين والتبريد والتدفئة، ناهيك عن إضافة مختلف وسائل الاتصال من هواتف وراديوات، بل وحتى التلفزيون. ولربما التغيير الأكبر في السيارات هو استبدال الموديلات الأميركية الضخمة خلال النصف الثاني من القرن العشرين بالموديلات الآسيوية والأوروبية الأصغر حجماً الأقل استهلاكاً للوقود. لكن طوال استعمال السيارة على مدى قرن استمر الاعتماد على أنواع البطاريات نفسها عموماً، دون أي تغيير جذري يذكر. والاستثناء هو البطارية المتقدمة في السيارة الكهربائية. وكما هو معروف بالطبع، فإن استعمال البطاريات المتقدمة قد انتشر في قطاعات متعددة لتوليد الكهرباء، بالذات لتحقيق مخزون أكبر وأوسع للطاقة عما كانت توفره سابقاً البطاريات القديمة.
لماذا البطاريات المتقدمة؟ ولماذا غزوها السريع لقطاعات الطاقة المتعددة (البترولية والمستدامة) والأسواق العالمية؟ توفر البطاريات المتقدمة وسيلة أوسع وأطول لتخزين الطاقة، في حال انقطاع الطاقة عن المستهلك. ومن مزاياها، أيضاً، انخفاض كلفة الطاقة الناتجة عنها، وازدياد عوامل السلامة في الوقت نفسه، مقارنة بوسائل توليد الكهرباء الأخرى. وتشير الأبحاث الجارية حالياً إلى إمكانية ازدياد الاستفادة من البطاريات المتقدمة مستقبلاً. وتنصب الأبحاث لتخفيض الانبعاثات ولزيادة سعة الطاقة التخزينية، بالذات لاستعمالها خلال فترات ذروة الاستهلاك. وقد انتشرت بسرعة البطاريات المتقدمة في بعض دول الشرق الأوسط، بالذات تلك التي تعاني من انقطاعات طويلة ومستمرة للكهرباء، حيث تم تركيب البطاريات المتقدمة المستخدمة لليثيوم للاستفادة من الطاقة الواسعة التي تخزنها وللبنى التحتية البسيطة نسبياً التي تحتاجها في البيوت، ولانخفاض تكاليف استعمالها وصيانتها.
وكما هو الحال في الكثير من السلع التقنية، تواجه البطاريات القديمة والمتقدمة التحديات. إذ تواجه البطاريات المتقدمة، مثل تلك المستعملة لليثيوم، من محدودية توفر المعدن عالمياً. وهناك مشكلة انبعاثات سمية تفرز منها نظراً لأنواع المعادن المستعملة.
وتواجه البطارية التقليدية من عدم المعرفة بالضبط من انتهاء مدتها ومدى فترة عملها، بالإضافة إلى انخفاض سعة تخزينها للطاقة بالنسبة للبطارية المتقدمة.
تلعب البطارية المتقدمة دوراً مهماً عند التحليل الكهربائي في السوائل، عند فصل الهيدروجين عن الماء أو النفط. كما توفر البطارية المتقدمة إمكانية لدعم الطرق التقليدية لمكافحة التغير المناخي.
عموماً، شكل عام 2021 سنة مهمة لتطور الطاقات المستدامة، رغم الجائحة والانكماش الاقتصادي وارتفاع أسعار المواد الأولية. والسبب الرئيس لذلك، هو زيادة استهلاك الطاقات المستدامة من رياح وشمسية في توليد الكهرباء، مما أدى إلى زيادة استعمال الطاقات المستدامة في توليد الكهرباء، ومن ثم الاعتماد على البطاريات المتقدمة للاستفادة من التخزين الواسع للطاقة للناتجة عنها.
إن التوسع المتوقع لاستعمال الطاقات المستدامة، سيشمل قطاع المواصلات وتوليد الكهرباء، الذي بدوره سيؤدي إلى زيادة في الاعتماد على البطاريات المتقدمة لتخزين الطاقات الناتجة عن طاقات الرياح والشمسية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البطاريات المتقدمة نظرة استشرافية البطاريات المتقدمة نظرة استشرافية



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:11 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
  مصر اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 11:23 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
  مصر اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 20:23 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

مصر تؤكد على دعم سوريا وأهمية حماية المدنيين
  مصر اليوم - مصر تؤكد على دعم سوريا وأهمية حماية المدنيين

GMT 16:48 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إياد نصار يُشوق متابعيه لفيلمه الجديد ويُعلِّق
  مصر اليوم - إياد نصار يُشوق متابعيه لفيلمه الجديد ويُعلِّق

GMT 11:08 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
  مصر اليوم - الكشف عن قائمة بي بي سي لأفضل 100 امرأة لعام 2024

GMT 18:47 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيفا" يكشف أسباب ترشيح ميسي لجائزة "الأفضل"

GMT 11:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تتفاوض مع شركات أجنبية بشأن صفقة غاز مسال طويلة الأجل

GMT 13:21 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الأهلي يتعاقد مع "فلافيو" كوم حمادة 5 سنوات

GMT 15:07 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 07:34 2018 الأربعاء ,18 تموز / يوليو

شيخ الأزهر يستقبل توني بلير ويعرب عن دعمه لمصر

GMT 06:35 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خروج فتحي وسامي عن قائمة بيراميدز أمام سموحة

GMT 00:26 2021 الأحد ,23 أيار / مايو

عمرو جمال يقترب من الانضمام لـ«بيراميدز»

GMT 11:47 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

شوبير يهاجم الكاف بسبب ملعب مباراة الأهلي وسونيديب

GMT 10:53 2020 الأحد ,13 كانون الأول / ديسمبر

الكاف يبحث مقترحا جديدا بشأن مباراتي الزمالك وبطل تشاد

GMT 04:30 2020 الإثنين ,02 آذار/ مارس

الزمالك يدرس بيع فرجاني ساسي ومحمود علاء

GMT 18:16 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

رينيه فايلر يرفض إراحة لاعبي الأهلي عقب لقاء المقاصة

GMT 04:01 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

Brabus تستعرض أسرع سيارات مرسيدس من الفئة "G"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon