توقيت القاهرة المحلي 11:19:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

البطاريات المتقدمة: نظرة استشرافية

  مصر اليوم -

البطاريات المتقدمة نظرة استشرافية

بقلم - وليد خدوري

من ضمن الابتكارات التقنية المتعددة في عصرنا هذا، هناك البطارية المتقدمة ذات الطاقة التخزينية العالية للطاقة، التي بدأت تلعب دوراً مهماً في قطاع الطاقة اليوم ومن المتوقع مستقبلاً، أيضاً. وقد صدر مؤخراً، ضمن سلسلة الدراسات البحثية عن «مؤسسة عبد الله بن حمد العطية للطاقة والتنمية المستدامة» في الدوحة، دراسة استشرافية حول البطاريات المتقدمة وآثارها ودورها مستقبلاً. ونستعرض هنا ترجمة موجزة وبتصرف للدراسة المنشورة باللغة الإنجليزية.
من اللافت للنظر، أن السيارة ذات محرك الاحتراق الداخلي التي تحرق البنزين أو الديزل قد طرأ عليها تغيرات مهمة منذ أن تم اكتشافها قبل قرن تقريباً. وقد شملت هذه التغييرات موديلات السيارات ووسائل الترفيه فيها، من مقاعد مريحة وواسعة ومساحة أوسع للحقائب والتخزين والتبريد والتدفئة، ناهيك عن إضافة مختلف وسائل الاتصال من هواتف وراديوات، بل وحتى التلفزيون. ولربما التغيير الأكبر في السيارات هو استبدال الموديلات الأميركية الضخمة خلال النصف الثاني من القرن العشرين بالموديلات الآسيوية والأوروبية الأصغر حجماً الأقل استهلاكاً للوقود. لكن طوال استعمال السيارة على مدى قرن استمر الاعتماد على أنواع البطاريات نفسها عموماً، دون أي تغيير جذري يذكر. والاستثناء هو البطارية المتقدمة في السيارة الكهربائية. وكما هو معروف بالطبع، فإن استعمال البطاريات المتقدمة قد انتشر في قطاعات متعددة لتوليد الكهرباء، بالذات لتحقيق مخزون أكبر وأوسع للطاقة عما كانت توفره سابقاً البطاريات القديمة.
لماذا البطاريات المتقدمة؟ ولماذا غزوها السريع لقطاعات الطاقة المتعددة (البترولية والمستدامة) والأسواق العالمية؟ توفر البطاريات المتقدمة وسيلة أوسع وأطول لتخزين الطاقة، في حال انقطاع الطاقة عن المستهلك. ومن مزاياها، أيضاً، انخفاض كلفة الطاقة الناتجة عنها، وازدياد عوامل السلامة في الوقت نفسه، مقارنة بوسائل توليد الكهرباء الأخرى. وتشير الأبحاث الجارية حالياً إلى إمكانية ازدياد الاستفادة من البطاريات المتقدمة مستقبلاً. وتنصب الأبحاث لتخفيض الانبعاثات ولزيادة سعة الطاقة التخزينية، بالذات لاستعمالها خلال فترات ذروة الاستهلاك. وقد انتشرت بسرعة البطاريات المتقدمة في بعض دول الشرق الأوسط، بالذات تلك التي تعاني من انقطاعات طويلة ومستمرة للكهرباء، حيث تم تركيب البطاريات المتقدمة المستخدمة لليثيوم للاستفادة من الطاقة الواسعة التي تخزنها وللبنى التحتية البسيطة نسبياً التي تحتاجها في البيوت، ولانخفاض تكاليف استعمالها وصيانتها.
وكما هو الحال في الكثير من السلع التقنية، تواجه البطاريات القديمة والمتقدمة التحديات. إذ تواجه البطاريات المتقدمة، مثل تلك المستعملة لليثيوم، من محدودية توفر المعدن عالمياً. وهناك مشكلة انبعاثات سمية تفرز منها نظراً لأنواع المعادن المستعملة.
وتواجه البطارية التقليدية من عدم المعرفة بالضبط من انتهاء مدتها ومدى فترة عملها، بالإضافة إلى انخفاض سعة تخزينها للطاقة بالنسبة للبطارية المتقدمة.
تلعب البطارية المتقدمة دوراً مهماً عند التحليل الكهربائي في السوائل، عند فصل الهيدروجين عن الماء أو النفط. كما توفر البطارية المتقدمة إمكانية لدعم الطرق التقليدية لمكافحة التغير المناخي.
عموماً، شكل عام 2021 سنة مهمة لتطور الطاقات المستدامة، رغم الجائحة والانكماش الاقتصادي وارتفاع أسعار المواد الأولية. والسبب الرئيس لذلك، هو زيادة استهلاك الطاقات المستدامة من رياح وشمسية في توليد الكهرباء، مما أدى إلى زيادة استعمال الطاقات المستدامة في توليد الكهرباء، ومن ثم الاعتماد على البطاريات المتقدمة للاستفادة من التخزين الواسع للطاقة للناتجة عنها.
إن التوسع المتوقع لاستعمال الطاقات المستدامة، سيشمل قطاع المواصلات وتوليد الكهرباء، الذي بدوره سيؤدي إلى زيادة في الاعتماد على البطاريات المتقدمة لتخزين الطاقات الناتجة عن طاقات الرياح والشمسية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البطاريات المتقدمة نظرة استشرافية البطاريات المتقدمة نظرة استشرافية



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:11 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
  مصر اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 11:23 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
  مصر اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 04:54 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

الجيش السوري يعلن وصول تعزيزات كبيرة لمدينة حماة
  مصر اليوم - الجيش السوري يعلن وصول تعزيزات كبيرة لمدينة حماة

GMT 10:32 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

ياسمين رئيس في لفتة إنسانية تجاه طفلة من معجباتها
  مصر اليوم - ياسمين رئيس في لفتة إنسانية تجاه طفلة من معجباتها

GMT 11:08 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
  مصر اليوم - الكشف عن قائمة بي بي سي لأفضل 100 امرأة لعام 2024

GMT 23:04 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

رونالدو يحرز الهدف الأول لليوفي في الدقيقة 13 ضد برشلونة

GMT 06:59 2020 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تونس تتأهل إلى نهائيات "أمم أفريقيا" رغم التعادل مع تنزانيا

GMT 05:53 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

موضة ألوان ديكورات المنازل لخريف وشتاء 2021

GMT 09:41 2020 الخميس ,29 تشرين الأول / أكتوبر

حسام حسن يعلن قائمة الاتحاد السكندري لمواجهة أسوان

GMT 03:51 2020 الأحد ,18 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الدفاع يشهد المرحلة الرئيسية للمناورة ”ردع - 2020”

GMT 04:56 2020 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

فنادق تعكس جمال سيدني الأسترالية اكتشفها بنفسك

GMT 23:44 2020 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على تباين

GMT 11:46 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

جوارديولا يهنئ ليفربول بـ كأس الدوري الإنجليزي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon