توقيت القاهرة المحلي 18:22:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الغاز الروسي لأوروبا: البدائل والتحديات

  مصر اليوم -

الغاز الروسي لأوروبا البدائل والتحديات

بقلم - وليد خدوري

إمدادات الغاز المسال الأميركية. ثالثا المدى البعيد: تعمل الولايات المتحدة على مساعدة أوروبا «بالإسراع في التحول نحو الطاقات النظيفة» لكي «تقلص اعتمادها على الغاز في المدى البعيد».
ما التحديات التي تواجه أوروبا؟ أولا كيف سيتم تعويض الفرق ما بين الإمدادات الروسية الحالية واستبدالها بواسطة الأميركية خلال المرحلة القصيرة المدى؟ إذ تستورد أوروبا من روسيا سنويا نحو 155 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي معظمها بواسطة شبكات الأنابيب. هذا، بينما تعرض الولايات المتحدة تزويد أوروبا 15 مليار متر مكعب سنويا فقط على المدى القصير. فكيف سيتم تعويض نقص حوالي 140 مليار متر مكعب من الإمدادات سنويا خلال الفترة القصيرة المدى؟ هذا حتى لو افترضنا أنه من الممكن استيراد الغاز من كل من قطر، والجزائر، والنرويج، ونيجيريا، وأستراليا ومصر وغيرها من الدول، فالفارق في الإمدادات ضخم جدا لا يمكن لهذه الدول المصدرة تغطيته بسهولة ولا لأوروبا التعايش مع النقص.
بعيدا عن الأرقام، هناك صعوبات لوجيستية تواجه خطة بايدن. فموانئ استيراد الغاز المسال هي في الأقطار الأوروبية الجنوبية، في حين أن إمدادات الغاز الطبيعي الروسية تمتد عبر شبكات الأنابيب إلى دول أوروبا الشمالية والشرقية والوسطى، بالذات ألمانيا. أما في المدى المتوسط، فمن غير الواضح بالضبط ما هي حصة السوق التي تطالب بها الولايات المتحدة؟ وهل بإمكان الولايات المتحدة زيادة صادراتها للغاز المسال بشكل ضخم جدا؟ فهل لديها البنى التحتية اللازمة من موانئ التصدير المتخصصة؟ وهل لدى الشركات الناقلات المتخصصة؟ وحتى لو افترضنا إمكانية تشييد الموانئ والناقلات في الوقت المناسب لسد النقص اللازم لتصدير الكميات الضخمة الإضافية، فماذا عن التزامات الشركات الأميركية لعقودها مع الدول المستوردة الحالية؟
ستواجه إدارة الرئيس بايدن صعوبة في الموافقة على زيادة ضخمة من إنتاج الغاز (ومعظم الإنتاج الإضافي سيكون من الغاز الصخري)، من ثم: ماذا عن الالتزام بتقليص الانبعاثات الكربونية الناتجة عن زيادة الإنتاج البترولي والتزامات الولايات المتحدة باتفاقية باريس للمناخ؟
تناقش السلطات الأوروبية هذه الأسئلة وغيرها قبل الموافقة على المقاطعة. وبالفعل لم يبت في الموضوع بعد شهر من الحرب. فمن الصعب جدا على دول صناعية كبرى مثل ألمانيا تعتمد على حوالي 55 في المائة من طاقتها على الغاز الولوج بسرعة في عالم دون أجوبة واضحة ودقيقة حول إمداداتها الطاقوية المستقبلية.
إن الوسيلة الأكبر حظا لتأمين الإمدادات الإضافية، هي تأمين الحوافز المالية لمصدري الغاز الجاهزين لتزويد أوروبا. هذا يعني القبول بمعادلات سعرية أعلى ومنافسة لأسعار الغاز الحالية. لكن هذا سيعني منافسة أسعار الغاز في الأسواق الآسيوية. لكن ستشكل المنافسة السعرية على الغاز مشكلة كبيرة لأوروبا: رفع فاتورة الكهرباء والتدفئة للمواطن الأوروبي خلال السنوات المقبلة. زيادة تكلفة الإنتاج الصناعية والزراعية الأوروبية مما سيثقل كاهل المستهلك الأوروبي ويزيد من سعر الصادرات ويقلل من إمكاناتها التنافسية.
عنونت صحيفة «وول ستريت جورنال» النيويوركية مقالها الرئيسي: «حرب أوكرانيا رفعت من كلف الطاقة الشمسية والرياح». وذكرت الصحيفة، أن كلف تشييد الطاقتين الشمسية والرياح بدأت ترتفع قبل حرب أوكرانيا، ولكن الحرب أضافت على التكاليف. يأتي الارتفاع في أسعار كلف الطاقتين في نفس الوقت الذي تدعو فيه إدارة بايدن للإسراع في التحول للطاقات المستدامة لكي يتوقف الاعتماد على الإمدادات البترولية الروسية. لكن تفيد «وول ستريت جورنال» بحسب مسؤولي شركات لتشييد الطاقتين «بأنه من شبه المستحيل الإسراع أكثر مما هو جار حاليا على المدى القصير».
وتضيف الصحيفة أن سبب الانتشار السريع خلال العقدين الماضيين للطاقتين المستدامتين يعود إلى الانخفاض المستمر لتكاليف الطاقتين عندئذ، مما جعلهما منافسين للطاقات التقليدية مثل الغاز والطاقة النووية، هذا بالإضافة إلى الاهتمام المتزايد للحكومات لتقليص الانبعاثات الكربونية لمكافحة التغير المناخي.
شكلت طاقة الرياح والطاقة الشمسية في 2021 بالترتيب 6.4 و4 في المائة من الطاقة التي تم تزويدها عالميا لتوليد الكهرباء، مقارنة بنحو 8.3 و1.4 في المائة من الطاقة لتزويد الكهرباء عالميا خلال السنوات الخمس الماضية. وتضيف التوقعات أن تكلفة الطاقة الشمسية انخفضت إلى 45 دولارا لكل ميغاواط/ساعة، مقارنة بنحو 381 دولارا في عام 2010 وانخفضت تكلفة توليد الطاقة من منشآت الرياح الأرضية إلى 48 دولارا لكل ميغاواط/ساعة، مقارنة بحوالي 89 دولارا في 2010. تثير الزيادات في كلف وإمكانية الإسراع في تشييد الطاقات المستدامة السؤال حول الجانب الثالث في «مبادرة بايدن».

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الغاز الروسي لأوروبا البدائل والتحديات الغاز الروسي لأوروبا البدائل والتحديات



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon