توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إجراءات «أوبك» وتغريدة ترامب

  مصر اليوم -

إجراءات «أوبك» وتغريدة ترامب

بقلم : عماد الدين حسين

 أرسل الرئيس الأميركي دونالد ترمب التغريدة إلى منظمة «أوبك» في 21 من الشهر الجاري الساعة 3.57 فجراً. وليس من المستغرب هذا التوقيت، فقد اعتادت السياسة الأميركية منذ تولي ترامب كرسي الرئاسة، تغريداته التي فاجأت في الداخل والخارج. وفي هذ التغريدة ينتقد الرئيس الأميركي سياسة «أوبك» المستمرة منذ أوائل عام 2017، والتي تهدف إلى خفض المخزون التجاري النفطي لتحقيق استقرار الأسواق.

وجاء في التغريدة : «يتضح أن أوبك عادت إلى عادتها القديمة. فإمدادات النفط منتشرة في كل مكان، من ضمنها الناقلات المحملة بكامل طاقاتها، وأسعار نفط المرتفعة، خصوصاً، أمر ليس جيداً ولن يتم قبوله». وحاول الرئيس ترمب إلقاء اللوم على «أوبك» بأحداث وضع غير طبيعي في الأسواق لزيادة الأسعار. مع العلم، أن تخزين النفط في الناقلات كان أمراً اضطرارياً لجأت إليه الشركات العالمية لتخزين النفط الفائض أثناء تدهور الأسعار خلال الفترة 2014- 2016.

لكن سياسة منظمة «أوبك» الحالية، ومعها الدول المنتجة غير الأعضاء، خصوصاً روسيا، (مجموعة الـ24) تعمل منذ أوائل عام 2017 لتقليص فائض المخزون النفطي التجاري في الأسواق لمعدله خلال السنوات الخمس الماضية، لأجل تحقيق استقرار الأسعار. إن الحاصل فعلاً هو التزام غير مسبوق من قبل أعضاء «أوبك» وحلفائها بسياسة خفض الإنتاج. يضاف إلى ذلك الوضع الاستثنائي لدول عدة منتجة كبرى تحصل فيها اضطرابات سياسية، نتج عنها خفض إنتاج ضخم قسري، أدى إلى تقليص الإنتاج لمستويات متدنية قياسية.

كانت هناك دولتان معنيتان بهذه الظاهرة عند الاتفاق بين «أوبك» وحلفائها، هما ليبيا ونيجيريا. لكن أضيف إليهما لاحقاً فنزويلا. وقد لعب انخفاض الإنتاج من فنزويلا دوراً مهماً في هذا الخفض. فقد هدف الاتفاق الأصلي بين أقطار المنظمة إلى خفض نحو 530 ألف برميل يومياً منذ مطلع عام 2017، وكان من المفروض أن يشكل انخفاض الإنتاج الفنزويلي 8 في المئة من مجمل انخفاض «أوبك». إلا أن تدهور الوضع السياسي في فنزويلا والإضرابات العمالية في شركة النفط الوطنية الفنزويلية بعد عهد الرئيس هوغو تشافيز، أدى إلى تقلص إنتاج أقطار المنظمة 599 ألف برميل إضافي يومياً، لتصبح نحو 17 في المئة من إنتاج «أوبك». وقد ترك هذا الانخفاض في إنتاج فنزويلا بصماته على مجمل إنتاج «أوبك» خلال الأشهر الستة الماضية. لكن على رغم ذلك تراوح سعر نفط «برنت» ما بين 60 و69 دولاراً للبرميل. وارتفع سعر نفط «برنت» فجأة مع اقتراب موعد تغيير الاتفاق النووي الإيراني، ومن ثم إطلاق الصواريخ على سورية، وأخيراً التغريدة الرئاسية ليتراوح السعر ما بين 70 و74 دولاراً للبرميل. فقد لعبت الاضطرابات الجيواستراتيجية في الشرق الأوسط دوراً مهماً في زيادة الأسعار فوق 70 دولاراً.

ما الذي كان من الممكن أن يزعج ترامب في ذلك الفجر؟

يلعب سعر غالون البنزين دوراً مهماً في الاقتصاد والسياسة الأميركيتين. فالمحافظة على سعر منخفض للبنزين خط أحمر للمستهلك الأميركي. ولقد ارتفع سعر غالون البنزين أخيراً إلى نحو ثلاثة دولارات. وهذا تطور لا يسر الحزب الجمهوري الحاكم قبل الانتخابات المقبلة في أوائل شهر تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.

من الغريب أن يشتكي الرئيس الأميركي في تغريدته من «انتشار النفط في كل مكان». هذا، بينما تلعب الصادرات النفطية الأميركية دوراً مهماً في زيادة الإمدادات العالمية. أما في ما يتعلق بدور «أوبك» وحلفائها من الدول المنتجة غير الأعضاء في المنظمة، فهدف هذه السياسة هو استقرار الأسواق والمحافظة على سعر مقبول للنفط مع الزيادة المستمرة لاستهلاكه، إذ شارف الطلب عليه نحو 100 مليون برميل يومياً تقريباً.

لا يتوقع أن ترد المنظمة على انتقاد ترامب بتغريدة مماثلة. إذ أن التغريدة لم تدخل كوسيلة اتصال للمنظمة حتى الآن. لكن، وكما هو معروف، يراجع الوزراء، كما تدرس لجان فنية منذ مطلع السنة، وسائل عدة لتحقيق استقرار الأسواق، من خلال التوصل إلى معدل جديد للمخزون الذي يشكل مؤشراً لمعدلات الإنتاج.

نقلا عن الحياة اللندنية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إجراءات «أوبك» وتغريدة ترامب إجراءات «أوبك» وتغريدة ترامب



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon