بقلم - د. على بن أحمد العيسائى
اليوم يبدأ فخامة الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى زيارة رسمية لسلطنة عمان، وهى الزيارة التى معها تستقبله السلطنة بشكل يترجم حجم المعانى التى تكنها له بلادى قيادة وحكومة وشعبا، بترحيب يعكس تقدير الجميع فى السلطنة لحكمة الرئيس السيسى الذى استطاع بحنكته أن يعيد مصر إلى عهدها الريادي، ويتفادى الكثير من الأزمات، وان يجنبها الكثير من المشكلات، وينجو بها من عواصف عديدة طالت الكثيرين، بل وأسهم فى تفكيك الكثير من المشكلات والعداءات، واستطاع ان يحولها إلى شيء قابل للتفاوض، ومن ثم التفاهم والوصول بها إلى نقطة لقاء.
حكمة سياسية تقدرها عمان التى دائما ما تنتهج سياسة الأبواب المفتوحة، ونسج خيوط الحوار بدلا من الصراع، رسالة سلام تعكس المكانة التى تتمتع بها مصر قيادة وشعبا فى قلوب الشعب العُماني، وفى المنطقة العربية، ودورها المتميز فى الدفاع عن القضايا العربية، وإرساء دعائم الأمن والاستقرار فى المنطقة العربية.
ثوابت فى العلاقات العُمانية ـ المصرية، لم تتأثر بأى من المتغيرات العابرة، وفسرت معطياتها فى مواقف عديدة مع مصر الشقيقة، بالتأكيد دوما على مواقف عُمان الثابتة، فى علاقاتها مع الأشقاء والأصدقاء، وعلى رأسها مصر العروبة مصر الريادة.
قناعات فى السياسة الخارجية العُمانية، تسعى من خلالها عُمان لبناء جسور الصداقة والتعاون مع جميع شعوب العالم، ودوما ما تم ترجمتها فى الرؤية العُمانية إزاء الكثير من التطورات التى شهدتها المنطقة، وهى تطورات ربما يقف الماضى بل والحاضر شاهدا عليها، فى الدور العمانى فى علاج تسمم العلاقات العربية، فى الكثير من الأزمات والمستجدات، وتفادى اندلاع الحروب فى المنطقة التى تعج بالأطماع والنوايا المتعارضة.
ثوابت فى سياسات عمان الخارجية، تعكس مدى المحبة التى تجمع الشعبين العمانى والمصري، تنبع من سند شعبي، وتنطلق منه منذ أقدم العصور فى العلاقة الممتدة بين مصر وعمان، عبر مختلف الحقب التاريخية والتى تضرب بجذورها فى أعماق التاريخ، «علاقات وثيقة ومتميزة فى كل الأوقات، ومهما اختلفت الظروف والتوجهات والتطورات»،
ولاشك ان الزيارة التى يقوم بها فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى عمان، هى زيارة تاريخية، فهى أول زيارة دولة لزعيم عربى وأجنبى للسلطنة منذ 2014، و تأتى فى شهر احتفالات السلطنة بعيدها الوطنى الـ 47، وفى توقيت تتزين فيه جميع أنحاء السلطنة احتفالا بهذه المناسبة الغالية على الشعب العماني.
كما أنها تأتى وسط تطورات عديدة على صعيد الأوضاع الاقليمية والعالمية، وهى تطورات لاشك ستكون محل مباحثات عميقة فى لقاء حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ وأخيه فخامة الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسي، تبادل للآراء ستفتح آفاقا واسعة لتنسيق مشترك ليس فقط لخدمة قضايا امتنا العربية ،والاسلامية، وإنما أيضا للعلاقات بين البلدين التى يتطلع الجميع إلى أن ترقى إلى مستوى طموحات الشعبين الشقيقين فى السلطنة ومصر.
فخامة الرئيس «إن عمان قيادة وحكومة وشعبا ترحب بكم فخامة الرئيس، فى وطنكم الثاني، فأهلا بكم بين أهلك، الذين يستقبلونك اليوم بآمال كبيرة وطموحات عريضة، فى أن يوفق الله عز وجل صاحب الجلالة وفخامتكم فى تحقيق تطلعات الشعبين الشقيقين العمانى والمصرى وطموحات الأمة وآمالها.
نقلا عن الأهرام القاهرية