«الجميع يفكر فى تغيير العالم ولكن لا أحد يفكر فى تغيير نفسه».. أعتقد أننا بحاجة لأن نسأل أنفسنا هل يفعل كل منا ما عليه؟، حتى يطلب ما له!
مبدأ التغيير فى حد ذاته هو القاسم المشترك فى تحوّل أى أمة من الفشل للنجاح، ومن اليأس للأمل، ومن الكسل للعمل.
هو الصفة المشتركة بين عظماء التاريخ فى السياسة والاقتصاد والعلم، فإذا لاحظت قصة نجاح أىّ من حولك، ستجدها مبنية على قرار رفض فيه الواقع، وتمرد على المنطق، فصنع ما هو عليه الآن.
هكذا أعيش، أو بالتحديد أحاول أن أعيش، فأنا مؤمنة بأن التجديد المستمر هو الطريق الوحيد للوصول للأفضل، وأن الوقت هو القيمة الأغلى لدى البشرية، فاللحظة من الممكن أن تغيّر مسار اليوم، واليوم من الممكن أن يغيّر مسار الحياة، وحياة شخص واحد من الممكن أن تغير مصير العالم.
لا يمكننى الوقوف عن محاولة التجديد المستمر، ولا أرضى أبداً بما أنا عليه الآن، أملاً فى بلوغ الأفضل، فتلك هى ثقافة النجاح التى يتحدث عنها العالم اليوم.
لذا أعاهدكم قرائى الأعزاء، فى بداية رحلتى العملية الجديدة بجريدة «الوطن»، الأوسع انتشاراً فى مصر، أن أقدم لكم كل ما هو جديد، أن ألخّص لكم مشهد الاقتصاد الحالى فى كلمات محدودة سهلة الفهم.
أن أبحث فى كل العالم عن تجارب النجاح، لأساعد هذا الوطن على النمو والتقدم، وكتابة تجربة رائدة فى تاريخ البشرية.
سنقدم مفاهيم حديثة للنجاح، وأفكاراً جديدة للعمل، حتى نصنع جيلاً رائعاً من المبتكرين القادرين على قيادة اقتصاد مصر نحو القمة.
سنشكل الطرف الثالث فى معادلة المواطن والدولة، ونكون حلقة الوصل بين صنّاع القرار والمتأثرين به، أملاً فى القضاء على مشكلة نقص المعلومات التى ما زال الاقتصاد يعانى منها، وتجديد الأفكار التى مللنا من تكرار الحديث عنها.
أتعهد أنا وفريق العمل بأن نلتزم الصراحة والمكاشفة والمصداقية، وفى نفس الوقت نتتبع أى إجراءات يشوبها العوار، ونكشف عن أى مظاهر فساد نتوصل إليها بمنتهى الأمانة والحرفية.
أطلب من جميع القراء والمتابعين التواصل معنا بلا أى تردّد، لطرح الأفكار والإبلاغ عن الفساد، ومناقشة الفرص، وتوجيه المطالب التى تتعلق بالمشاركة فى تنمية هذا الوطن الذى يستحق منا جميعاً أن نتعامل معه بإيجابية وجدية.
فبناء هذا الوطن الكبير لن يتم إلا بتضافر الجميع، وتوحيد الهدف، وسير كل الجموع نحو غاية واحدة، نؤمن بها، ونضحى من أجلها، ونصرّ عليها، وهى تغيير شكل الحياة على أرض مصر.
والتحوّل من مجتمع مستهلك إلى منتج، ومن مستورد إلى مصدّر، ومن مُقلّد إلى مبتكر ومبدع.
قادرون على غزو العالم بالمنتجات كما فعلت الصين، فلدينا العقول الجيدة، والموارد الكافية، والتسهيلات المطلوبة، ولكن ينقصنا فقط الإرادة القوية الصلبة، والإيمان بقدرتنا على تحطيم فكرة «المستحيل».
أثق أننا سنتمكن من القضاء على مقولة «مفيش فايدة»، ونستبدلها بـ«حتماً سننجح». الشباب هم مستقبل هذا الوطن، ولا بد أن يصبحوا قادة التغيير فيه، وإن كانت الظروف صعبة، عليهم صناعة ظروف جديدة.
لا بد أن نزيل جميع القيود، ونمضى نحو منطق جديد يخضع لهدفنا السامى، وهو تحقيق الحلم المصرى فى واقع ملىء بالتحديات.. والفرص أيضاً.
التضحيات التى نقدمها جميعاً فى الوقت الحالى هى «الثمن»، فلا يوجد شىء فى هذا العالم بلا مقابل، وعلينا أن نتشارك فى دفعه، وأن يبادر كل منا بمساعدة غيره، لأن المركب الذى يحملنا واحد، فإما أن نصل جميعاً، أو لا نصل.
نقلا عن الوطن
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع