توقيت القاهرة المحلي 18:25:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لماذا قتلت!

  مصر اليوم -

لماذا قتلت

بقلم - دينا عبد الفتاح

إذا قمت بزيارة بريطانيا ولو مرة واحدة فى حياتك ستتعجب كثيرًا من تفاصيل أحداث الجريمة البشعة التى ارتكبها 10 بريطانيات متعصبات تجاه الطالبة المصرية مريم مصطفى، فكل ما فى بريطانيا مصوّر ومرصود بالصوت والصورة، حتى تظن أنك بداخل استديو ستحصل على «السى دى» الخاص بجميع تحركاتك عندما تخرج منه.

كما أنها دولة القانون التى تحترم حقوق الجميع كما تدعى، وكما كنت أظن، فكيف لتلك الجريمة التى وقعت على مسمع ومرأى عشرات البشر أن يغيب الجناة الحقيقيون فيها حتى الآن، ويتعلق الأمر بمنشادات «غريبة» من الشرطة البريطانية بضرورة مساعدتها فى ضبط الفتيات المعتديات على مريم مصطفى؟

مريم التى خرجت؛ لتتعلم وتُنمى من مهاراتها أملًا فى المساهمة بدور أكبر فى تنمية الحياة على أرض هذا الكوكب، دون أن تمارس أيًا من ممارسات العنف ضد أحد، ودون أن تُلحق الأذى بأى طرف.

أهذا ذنبها لتموت نتيجة ضربات همجية من فتيات متعصبات، مارسن أسوأ ما فى الغاب من ممارسات، وأقذر ما فى هذا العالم من سلوك؟!

حق مريم أصبح اليوم ديْنًا فى رقبة كل مصرى، لا ينبغى أن نفرط فيه، وعلينا أن ندافع عن الدماء البريئة التى سالت من تلك الفتاة لتُلطخ أرض بريطانيا العظمى التى قالت عن نفسها أنها أرض الحريات والمساواة والعدالة.

بريطانيا التى تدافع عن كل قطرة دم تسيل من أى مواطن بها، وقد تدخل فى تحقيقات دولية لحماية الحيوانات، أصبحت اليوم مطالبة أمام العالم أجمع بكشف ملابسات مقتل «روح طاهرة» على أراضيها، فى ممارسة جديدة قد يطلق عليها مصطلح «القتل من أجل التسلية». فمريم لم تفعل شيئًا لأحد حتى يتم طرحها أرضًا، وتعذيبها حتى الموت من عناصر بشرية افتقدت لكل معانى الإنسانية، وأساليب التحضر والتعايش السلمى، ومارسن أبشع ما يمكن أن يمارسه بشر على وجه الأرض.

الدبلوماسية المصرية اليوم أصبحت فى اختبار حقيقى للحصول على حق إحدى رعاياها فى الخارج، وباتت مطالبة بمتابعة مكثفة للموقف، وعدم التنازل بأى شكل من الأشكال عن حق هذه الضحية التى عاشت فى سلام، وماتت بسبب تمييز عنصرى أعمى.

تلك القضية من الممكن أن تفجر قضية عالمية تُعيد للأذهان الصراعات الطائفية والعنصرية فى الكثير من دول العالم خلال النصف الأول من القرن العشرين، حيث يبدو أننا عُدنا للمربع صفر، عندما يُمارس التهديد والقتل والاعتداء بحق الأبرياء بداعى اختلاف الدين أو اللون أو الانتماء!

ولم تكن بريطانيا هى الدولة الوحيدة التى شاهدت تلك الاعتداءات فتُشير، الإحصاءات الرسمية أن دول أوروبا شهدت أكثر من ألف حالة اعتداء عنصرى على مدار عام 2017، كما شهدت الولايات المتحدة الأمريكية تصاعدًا حادًا فى رفض البعض للبعض الآخر نتيجة الانتماءات والمعتقدات الدينية، وذلك على النقيض تمامًا مع ما تنشره الإدارة الأمريكية حول العالم بأنها راعى الحريات، والديمقراطية، والمُدافع الأول عن حقوق الأقليات.

القضية اليوم أصبحت صراعًا من أجل الإنسانية، إما أن ينتصر فيها العدل، ونُعيد لهذا العالم روح المساواة التى كانت تسوده، أو أن ينتصر الظلم، ويبدأ الأفراد من الأقليات فى تكوين جماعات تتحدث باسهم وتدافع عن انتماءاتهم.

جميع الدول اليوم مطالبة بحمل شعار عالمى لنبذ العنف والتطرف والعنصرية، تجنبًا لاستمرار تصاعد الممارسات العنيفة، وفقدان البعض للثقة فى القانون والعدالة واتجاههم لرد العنف بالعنف، بما يهدد وجودنا جميعاً.

على أى حال نحن ننتظر ما ستسفر عنه الأيام القادمة، والنتائج المُرتقبة للتحقيقات البريطانية التى أعلنت لندن إجرائها بشأن تلك القضية، وندعو سفيرنا فى لندن لإطلاع الرأى العام المصرى على كافة تطورات وملابسات تلك القضية، فاليوم الحق أصبح حق شعب يرغب فى الحفاظ على أبنائه فى كل شبر من من هذا الكون.

مصر اليوم باتت أقوى، بشعبها، وبرئيسها، وبإصلاحاتها، وبفرصها، ولا ينقصها شيء حتى تتهاون مع أى دولة، أو جماعة، أو قوة فى حق من حقوق أبنائها.

أثق بأن رئيس الجمهورية يتابع بنفسه تطورات هذا الحادث، وأثق كذلك بأنه سيتدخل فى الوقت المناسب لضمان استرداد الحق المسلوب من مريم مصطفى، بل منا جميعًا. فرئيسنا وبدون مبالغة هو أب لكل مصرى، ورجل صادق كما عاهدناه، لا يعرف الخوف، ولا يساوم على حقوق أبنائه ومؤكَدٌ أنه سيتخذ الإجراء المناسب لحفظ حق هذه الفتاة البريئة، التى قتلتها يد التعصب والتطرف فى بلد الحريات!

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا قتلت لماذا قتلت



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

GMT 01:42 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن ضم موتينج ودوجلاس كوستا في أقل من نصف ساعة

GMT 22:56 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب جديد للمُقاول الهارب محمد علي "يفضح" قطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon