بدأت مصر بناء عاصمة إدارية جديدة، كخطوة على طريق التقدم وتغيير الأنماط الإدارية والذوق العام، لنتحول من التواجد العشوائى للمصالح الحكومية بالقاهرة لتواجد منظم وراقى بعاصمة جديدة تصلح لأن تكون عاصمة المال والأعمال والإدارة لمصر المستقبل.
الدولة قطعت شوطاً كبيراً فى بناء هذه العاصمة اعتمادا على مؤسساتها القوية التى لم تخذلها فى مشوار الألف ميل، سواء الهيئة الهندسية للقوات المسلحة أو هيئة المجتمعات العمرانية أو شركة العاصمة الإدارية الجديدة، فى ظل رؤية ثاقبة للقيادة السياسية بضرورة الاعتماد على قوى وطنية منضبطة وبارعة فى المراحل الأولى للمشروع.
وفى ظل هذا الحراك التنموى الذى تشهده الدولة يجب الإشارة إلى الثروة الضخمة التى تملكها مصر، والتى لا تتمثل فى الأراضى أو الموقع أو الشوطئ وإنما فى العقليات المبدعة فى مختلف المجالات وفى مجال الاستثمار العقارى والتنمية العمرانية والتشييد والبناء على وجه الخصوص. حيث تمتلك مصر مجموعة من أبرز المطورين العقاريين فى العالم، ونُخبة من شركات التشييد القادرة على بناء دول، وليس المدن فقط.
النماذج كثيرة من بينها حسين صبور رئيس شركة الأهلى للتنمية العقارية، وشيخ المستثمرين العقاريين فى مصر، والاستشارى العالمى الذى ساهم بفكرة المزدهر وخبرته الواسعة فى أكبر المشاريع التنموية فى الشرق الأوسط وحمل الراية من بعده أبناءه أحمد صبور وعمر صبور، اللذان استطاعا استكمال مسيرة الوالد ومساندتها.
هشام طلعت مصطفى الرئيس التنفيذى لمجموعة طلعت مصطفى، الذى ساهمت جهوده فى بناء أول مدينة متكاملة فى مصر وهى مدينتي، وكان الشريك المُبدع فى أول نموذج للشراكة بين الدولة والقطاع الخاص فى البناء والتطوير، وأعاد بمشروعاته تسعير الظهير الصحراوى للقاهرة لتصبح موطن رئيسى لسكن الأثرياء، ليواصل الإبداع الذى بدأته عائلته على مدار عشرات السنوات فى البناء والتطوير، والذى كان والده رجل الأعمال الناجح طلعت مصطفى هو النموذج الأبرز فيها.
سميح ساويرس، رئيس شركة أوراسكوم للفنادق والتنمية، يعتبر بمثابة نموذجاً فريداً أيضاً فقد ساهم بفكره وجهوده فى تعمير وتنمية مساحات شاسعة كانت بمثابة حجر الزاوية فى تنمية وتطوير الحياة فى مدن كثيرة على مستوى مصر والمنطقة المحيطة بأثرها، وتعتبر تجربته فى تطوير «الجونة» التى تُعد الركن الهادئ فى السياحة الشاطئية فى مصر أبرز دليل على ذلك.
ياسين منصور رئيس مجلس إدارة شركة بالم هيلز، الذى أعاد صياغة مفهوم «السكن الراقى» فى مصر، وشكل أيقونة التطوير والتنمية العقارية وساهم فى بناء مدن تضاهى مدن أوروبا وأمريكا.
منصور عامر رئيس مجلس إدارة مجموعة عامر جروب، الذى غير مفهوم «السياحة» وبنى مدناً كاملة للسياحة والترفيه وغزت مشروعاته الكثير من الدول فى العديد من القارات ليتيح لملايين الأفراد فى مصر وخارجها وسائل رسم الابتسامة والبهجة.
هذه العلامات البارزة لم نذكرها على سبيل الحصر، وإنما مثال للكثير والكثير من المطورين المبدعين التى تزخر بهم السوق المصرى ومن بينهم أيضاً هشام شكرى رئيس شركة رؤية للتطوير والاستثمار العقارى، وحسن درة رئيس شركة درة للاستثمار العقارى، واحمد شلبى الرئيس التنفيذى لشركة تطوير مصر، وأشرف دويدار، العضو المنتدب لشركة أرضك للتنمية والاستثمار العقاري، وماجد حلمي رئيس شركة وادى دجلة للتنمية العقارية، وماجد شريف الرئيس التنفيذى لشركة السادس من أكتوبر للتنمية والاستثمار»سوديك»، وناصر عبد اللطيف رئيس مجموعة لطيف جروب، وعلى الشربانى رئيس مجلس إدارة مجموعة تبارك للتطوير العقاري، وعصام ناصف رئيس مجلس الإدارة لشركة المستقبل للتنمية العمرانية طارق شكرى، رئيس مجموعة «عربية» للاستثمار العقارى، ودرويش حسنين رئيس الشركة السعودية المصرية للتعمير، وأسامة شلبى رئيس شركة كاتلست للاستثمار العقاري، وهانى العسال رئيس مجلس إدارة مجموعة مصر إيطاليا.
وإلى جانب قادة ورواد التطوير العقارى فى مصر نمتلك مجموعة كبيرة من شركات التشييد والبناء التى كتبت أروع قصص النجاح فى مجال التشييد على مستوى العالم والشرق الأوسط، وليس على مستوى مصر فحسب، وذلك من خلال مجموعة من العباقرة الذين يضمون على سبيل المثال أيضاً وليس الحصر حسن عبد العزيز رئيس مجلس إدارة الاتحاد المصرى لمقاولى التشييد والبناء، ومحسن صلاح رئيس مجلس إدارة شركة المقاولون العرب، وسامح سليمان رئيس شركة سامكريت للمقاولات، ومحمد مدحت علام الرئيس التنفيذى لشركة «حسن علام العقارية»، وصلاح إسماعيل حامد رئيس مجلس إدارة بتروجت، وطارق الجمال رئيس مجلس إدارة ريدكون للتعمير، وغيرهم من بناة مصر الذين لمعت أسمائهم وشركاتهم على مدار السنوات الماضية.
هذه القوة الكبيرة، وتلك الخبرات العظيمة لابد وأن تجتمع فى مكان واحد لتبحث وبكل دقة الشكل العصرى المناسب لـ «مصر الجديدة».
وهنا يمكن طرح تساؤل هام، وهو كيف تكون آلية الاستفادة من هذه الخبرات العظيمة الذى يعتبر كل منهم بمثابة مدرسة مستقلة فى التعمير والتطوير، وصاحب نموذج رائد فى الإسكان بمختلف فئاته سواء الاجتماعى أو المتوسط أو الفاخر أو السياحي، وتلك هى الفئات التى نحتاج إليها فى بناء العاصمة الإدارية الجديدة التى ننتظر أن نراها قطعة من «العالم المتقدم» على أرض مصر الصاعدة.
قد تكون الآلية الأمثل للاستفادة من خبرات هؤلاء العمالقة هى تكوين مجلس استشارى خاص بتطوير العاصمة الإدارية يضم هذه القامات إليه بالإضافة للكثير من أصحاب الخبرات الذين يعملون على أرض مصر، وينتمون إليها، وتصبح مهمة هذا المجلس أن يوجه جهود التنمية وينمى الفكر المطبق، من أجل الوصول لعاصمة جديدة بالمعنى الحقيقي، تقضى على زحام القاهرة، وتشكل عنصر جذب لكل المستثمرين حول العالم الذين يرغبون فى العمل وسط بيئة إدارية عصرية ومتقدمة.
كل من هؤلاء المبدعين وغيرهم ممن يمكن الاستعانة بهم فى هذا المجلس ليس حاضراً بشركته أو بمجموعة شركاته، وإنما هو حاضر بفكره وتجاربة الرائدة، ولابد أن نتعامل معهم بمنطق التعامل مع الاستشارى والعالم والخبير، ليس بمنطق التعامل مع المستثمر بقواعد الربح والمصالح المادية المشتركة، حتى ننجح فى بناء وطن أفضل لنا جميعاً.
نقلا عن المصري اليوم القاهرية