توقيت القاهرة المحلي 16:01:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دور الدولة ودور القطاع الخاص

  مصر اليوم -

دور الدولة ودور القطاع الخاص

بقلم :دينا عبدالفتاح

أنجزت الدولة المصرية، على مدار السنوات الخمس الماضية، كل ما يحتاج إليه الاستثمار، سواء كان محلياً أو أجنبياً، صغيراً أو ضخماً، صناعياً أو خدمياً أو مالياً.

ويبقى الآن تحصيل عوائد هذه الإنجازات معبراً عن ذلك بنمو مطرد فى حركة الاستثمارات المنفذة فى السوق المصرى، سواء كانت استثمارات محلية أو وافدة من الخارج.

فى تقديرى أن السنوات الخمس الماضية كانت مرحلة بحد ذاتها تعبر عن تجهيز الاقتصاد لاستقبال الاستثمار، من خلال ضخ استثمارات ضخمة بمليارات الدولارات فى البنية التحتية من طرق ومرافق وطاقة وغيرها، وتشييد مدن جديدة لتتوافق مع الانطلاقة التنموية للدولة على غرار العاصمة الإدارية الجديدة ومدينة العلمين الجديدة وغيرهما.

أما السنوات المقبلة، وبالتحديد حتى 2021، فتمثل مرحلة جديدة يمكن أن نطلق عليها مرحلة الاستثمار الكثيف، والإنتاج الضخم، وبالتالى فكل أجهزة الدولة مطالبة بالتخطيط لهذا الاستثمار بشكل متناغم ومتكامل، بمعنى تحقيق التكامل فى كافة السياسات الاقتصادية المطبقة فى الدولة من سياسات استثمار وسياسات مالية ونقدية وسياسات تجارية، نحو تحقيق هدف واحد فقط هو «الاستثمار الكثيف».

والمنطق فى ذلك، هو منطق اقتصادى بسيط للغاية، يُشير إلى أن القفزات التنموية التى حققتها الدولة على مدار السنوات الماضية والوصول بمعدل النمو الاقتصادى إلى 5.6% فى العام المالى الماضى لنصبح واحدة من أسرع الدول نمواً فى الشرق الأوسط، تحققت بدافع من الإنفاق الاستثمارى الضخم فى معادلة الناتج القومى، وكانت الدولة مصدر جزء كبير من هذا الإنفاق، وكانت مشروعات البنية التحتية هى المحرك الرئيسى، وباقى المشروعات القومية التى أطلقتها الدولة.

مساهمة الإنتاج الصناعى والإنتاج الخدمى فى الاقتصاد وفى النمو بالتحديد، كانت محدودة بعض الشىء، وبما أن الدولة مقبلة حالياً على خطة تنموية شاملة تستهدف رفع هذا النمو إلى 6% خلال عامين وإلى 7% فى متوسط سنوات رؤية 2030، فنحن مطالبون بزيادة كبيرة للغاية فى الإنتاج الصناعى والخدمى، حتى يتم دفع النمو الاقتصادى، مع التأكيد على عدم قدرة الدولة وحدها على دفع النمو من خلال إنفاق المليارات على مشروعات البنية التحتية وغيرها.

وهنا يأتى دور مشترك بين الدولة والقطاع الخاص، لا بد أن تهيئ الدولة بكامل أجهزتها الاقتصاد لاستقبال الاستثمارات الخاصة، ولا بد أن تقوم الأجهزة التخطيطية فيها بتوجيه هذا الاستثمار إلى القطاعات الإنتاجية التى نتمتع فيها بميزة تنافسية عالية، حتى نستطيع الخروج فيها من السوق المحلى الضيق إلى السوق العالمى الواسع.

يأتى بعد ذلك دور القطاع الخاص نفسه، ممثلاً فى فئتين؛ الفئة الأولى هى فئة المستثمرين الحاليين، خاصة المستثمرين الكبار فى السوق أصحاب المليارات، فهم مطالبون الآن بتعظيم استثماراتهم ومساندة خطط الدولة، واستغلال الفرص الاستثمارية المتاحة أمامهم، فضلاً عن استغلال التراجع الحالى والمتوقع فى المستقبل لأسعار الفائدة فى تنفيذ توسعاتهم الاستثمارية المخططة سابقاً أو مشروعاتهم الجديدة.

الفئة الثانية مرتبطة بفئة الشباب، أو من يطلق عليهم «المستثمرون الجدد»، نرى جميعاً أن الدولة هيأت مناخ الاستثمار وريادة الأعمال بشكل جيد، ويبقى عنصران مهمان؛ الأول المبادرة من قبَل الشباب أنفسهم، والثانى مزيد من التسهيلات من قبَل الدولة لاستيعاب مبادرات هؤلاء الشباب، وذلك حتى نتمكن من تكوين شركات ناشئة كثيرة تمتلك فرصاً كبيرة للنمو، ويمكن تكوينها وإطلاقها فى السوق باستثمارات وإنفاق محدود نسبياً.

ووفق هذا السياق، فإن الدولة مطالبة بالانسحاب التدريجى من مزاحمة القطاع الخاص فى أى مجال من المجالات التى لا تتعلق بالأمن القومى، وإفساح الطريق للشركات الخاصة حتى تنجز وتتطور وتنمو.

فمسألة تدخل الدولة فى الاستثمار وبناء المشروعات بنفسها وبأجهزة تابعة لها، كانت حتمية خلال الفترة الماضية لتهيئة مناخ جاذب للاستثمار، ولمساندة الإنفاق الاستثمارى الخاص الضعيف، ولتلبية الاحتياجات العاجلة للفئات محدودة الدخل من السكان من خلال بعض المشروعات مثل مشروعات الإسكان الاجتماعى.

أما فى المستقبل فلا صوت يعلو فوق صوت القطاع الخاص، لأن الدولة المصرية، أو أى دولة فى العالم وفق نظام اقتصاد السوق المعمول به حول العالم، غير قادرة على تنفيذ استراتيجية الاستثمار الكثيف، ومسألة بنائها المشروعات الإنتاجية عفى عليها الزمن وأثبتت فشلها، وبالتالى فالدور الرقابى والإشرافى على السوق بعد تهيئته هو المطلوب خلال الفترة الحالية، وسيكون حاسماً للغاية فى خطة التنمية.. فهيا نعمل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دور الدولة ودور القطاع الخاص دور الدولة ودور القطاع الخاص



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon