توقيت القاهرة المحلي 18:25:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الخروج من «العالم الثالث»!

  مصر اليوم -

الخروج من «العالم الثالث»

بقلم - دينا عبد الفتاح

«1.2 مليار شخص، أكثر من 40% منهم شباب، يمتلكون ثقافات متعددة، يعيشون على مساحة 30.7 مليون كيلومتر مربع، غنية بالثروات التعدينية والنفط، الموقع فى وسط العالم، يتوسط الممرات المائية الأهم فى مختلف القارات».. هذه العبارة توضح باختصار القوة النسبية التى تمتلكها قارة أفريقيا، بما يؤهلها لقيادة تجربة تنموية جديدة تصنع للعالم «نمور أفارقة» على غرار «النمور الآسيوية» الذين انطلقوا من جنوب شرق آسيا وغزوا العالم بمنتجاتهم وشركاتهم وأموالهم، حتى أصبحوا هم القوة الأكثر تأثيراً فى مجريات الاقتصاد العالمى، وفقاً للإحصائيات الصادرة عن المنظمات الدولية المختلفة، وتخطوا القوى العالمية التقليدية الممثلة فى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى.

«أفريقيا 2018»، هذا المنتدى الذى يمثل فرصة تاريخية لكل شعوب أفريقيا فى توحيد جهودهم، وتحقيق التكامل الاقتصادى بينهم، لا بد أن يخرج بأكبر المكاسب الممكنة، ويجب أن يسهم فى تشكيل استراتيجية عمل جديدة للدول الأفريقية تقودهم لتحقيق قفزات تنموية سريعة فى ضوء الثورة الصناعية الرابعة التى انطلقت حول العالم بمعطيات مختلفة تماماً عن الثورات السابقة، نتيجة لاعتمادها على رأس المال البشرى أكثر من النقدى، واعتمادها على الأفكار أكثر من الآلات والقلاع الصناعية.

لدينا جميعاً فرصة ذهبية كأبناء هذه القارة السمراء الغنية العريقة، فى أن نخرج من عباءة الشعوب النامية والفقيرة، ونتحول إلى مرحلة جديدة من التقدم والازدهار، ونتمرد على وصفنا بـ«العالم الثالث» الذى دأب على استيراد منتجات وثقافات الغرب واستعطافه فى بعض الأحيان للحصول على حفنة من الدولارات تحت مسمى «معونة أو مساعدة».

أتصور أن الحكومات الأفريقية أدركت خلال المرحلة الراهنة ضرورة التكامل فيما بينها، وتعزيز أواصر التعاون المشترك على كافة الأصعدة، وأتصور كذلك أننا كشعوب أفريقية لدينا الجاهزية الكاملة للتعاون فيما بيننا، وتقبل بعضنا البعض، وصهر ثقافاتنا المختلفة فى ثقافة واحدة، تؤمن بالعمل المنتج، وتعزز من الأفكار الإبداعية، وتشجع الشباب والمرأة نحو مزيد من التطور والازدهار.

ومن خلال عملية بحث طويلة فى هذا الملف الذى أهتم به اهتماماً شديداً منذ سنوات طويلة، أستطيع أن أضع أمام الجميع الآن باعتباره «الوقت المناسب» المفاتيح الرئيسية التى يمكن اللجوء إليها لإطلاق ثورة تنموية شاملة فى كل شعوب القارة السمراء.

المحور الأول يكمن فى الإسراع بمعدلات التنفيذ فى المشروعات القارية التى تخدم جهود التكامل بين الدول الأفريقية، وبالتحديد مشروع «فيكتوريا - البحر المتوسط» الذى يستهدف الربط الملاحى بين بحيرة فيكتوريا والبحر الأبيض المتوسط، ويعد أحد أهم مشروعات البنية التحتية فى قارة أفريقيا لما يمثله من شريان نقل مائى حيوى بين منطقتى شمال وجنوب البحر المتوسط محققاً أقصر مسارات الربط بين دول حوض النيل وأوروبا وبما لذلك من تأثير إيجابى فى تحقيق التنمية المستدامة بهذه الدول، و«مشروع أفريقيا العظيم» الذى يستهدف ربط مصر ودول شمال أفريقيا بالقارة الآسيوية لتيسير حركة التبادل والسياحة بين الدول الأفريقية من ناحية، وبينها وبين الدول الآسيوية من ناحية أخرى، ومشروع «المزارع المشتركة» الذى يستهدف إنشاء مزارع مشتركة بين الدول الأفريقية فى سبيل دعم الأمن الغذائى والتكامل بين دول القارة.

أضف إلى ذلك مشروع طريق «القاهرة - كيب تاون» الذى يعد أحد المشروعات التنموية الحديثة الذى تسعى الدول لتنفيذه لتيسير حركة التجارة من خلال الطرق البرية بين دول القارة، ومشروع «الربط الكهربائى بين مصر والسودان» الذى يمثل نقطة انطلاق للربط بين مصر وأفريقيا بما سيعزز من كفاءة إنتاج واستهلاك الكهرباء فى القارة بأكملها.

المحور الثانى يتعلق بضرورة وضع برنامج تنفيذى محكم لتنفيذ استراتيجية أفريقيا 2063، التى تستهدف تعزيز التكامل بين دول القارة، وتحقيق حلم البورصة الأفريقية الموحدة، والعملة الموحدة، والسلطة النقدية المركزية، وأتصور أن الدول الأفريقية لديها الرغبة حالياً فى تحقيق ذلك، بعد أن تأكدوا أن التعاون والتكتلات هى أسرع آليات النمو الاقتصادى حالياً، على غرار ما سلكه الاتحاد الأوروبى سابقاً، وما تسلكه دول تجمع «بريكس» حالياً.

المحور الثالث يتعلق بتنسيق المواقف السياسية بشكل أفضل بين الدول الأفريقية، بحيث تمثل قوة أكبر فى المجتمع الدولى، وتسهم بشكل أفضل فى اقتناص حقوقها التى تكفلها الاتفاقيات الدولية وبالتحديد اتفاقيات تغير المناخ التى تلزم الدول المتقدمة بتقديم دعم بقيمة 100 مليار دولار للدول النامية الأكثر تأثراً بظاهرة تغير المناخ، وطالب الرئيس السيسى فى قمة المناخ الأخيرة بضرورة تفعيل هذه الاتفاقية.

المحور الرابع يتعلق بضرورة صياغة سياسة تكامل تجارى بين الدول الأفريقية، والاستغلال الأمثل للاتفاقيات التجارية الموقعة بالفعل مثل الكوميسا وأغادير والتجمعات الأفريقية الثلاثة، بهدف تعزيز التجارة البينية، وخلق فرص إنتاجية أفضل للمصنعين المحليين، وتقليل نسب الاعتماد على أوروبا وجنوب شرق آسيا الذين يستنفدون جزءاً كبيراً من الموارد الدولارية للقارة السمراء.

نقلا عن الوطن 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخروج من «العالم الثالث» الخروج من «العالم الثالث»



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

GMT 01:42 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن ضم موتينج ودوجلاس كوستا في أقل من نصف ساعة

GMT 22:56 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب جديد للمُقاول الهارب محمد علي "يفضح" قطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon