توقيت القاهرة المحلي 22:37:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هندسة الاستثمار!

  مصر اليوم -

هندسة الاستثمار

بقلم :دينا عبدالفتاح

أعلن الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، والدكتور محمد معيط وزير المالية، الأربعاء الماضى، عن تحقيق معدل نمو 5.6% خلال العام المالى الماضى، ليصنف كأعلى معدل نمو حققته مصر منذ سنوات، وتوضح المؤشرات أن القطاع الخاص لم يشارك سوى بـ1.3% فى نمو الناتج المحلى الإجمالى.

وعلى الرغم من هذا الرقم الكبير الذى نجحت الدولة فى تحقيقه، فإن الشكل الراهن لهيكل المشاركة فى معدلات النمو يحتاج لتعديلات كبيرة، وذلك من خلال عمل توليفة متجانسة من المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر ومشروعات القطاع الخاص؛ للمساهمة بشكل متكافئ فى معدلات النمو الذى اعتمد اعتماداً رئيسياً على مشروعات الدولة القومية والاستراتيجية.

فعند الحديث عند اقتصاد مفتوح قائم على تحرير الأسعار وتحرير الدعم، وتحقيق مستهدفات طموحة لمعدل النمو والوصول به إلى 6% خلال العام المالى الحالى، فإنى أرى أن إعادة هندسة الاستثمار هو الحل الأمثل لتحقيق هذه الخطط، خاصة مع السياسات الاقتصادية المهمة التى نفذتها الدولة، والاستفادة من الإنجاز الذى تحقق على مستوى البنية التحتية، والبنية التشريعة والإدارية والهيكلية التى نفذتها الدولة.

ويمكن تحقيق ذلك من خلال الوقوف ملياً على الأوضاع الحالية، وتحديد متطلبات المرحلة المقبلة، مع إقحام القطاع الخاص الذى من شأنه أن يحرك هيكل الأجور ليتناسب مع طبيعة الأسعار فى الاقتصاد المفتوح، وذلك من خلال إدخال صناعات ومنتجات جديدة تحفز على النمو الاقتصادى وتعطى دفعة لمستويات الإنتاجية والإيرادات والأرباح.

فلابد من الاطلاع على جميع النظريات الاقتصادية قبل تحديد الآلية التى ينبغى أن تتعامل بها الدولة مع القطاع الخاص، على اعتبار أن هذه النظريات تتبع مدارس اقتصادية مختلفة، ولكل مدرسة منهجية خاصة بها، وأسلوب لا بد أن يتم دراسة مزاياه وعيوبه بشكل جيد.

على سبيل المثال، نجد أن المدرسة الكنزية التى تُعد الأقرب للاقتصاد المصرى، تدعم الاقتصاد المختلط الذى يتمثل بقيادة القطاع الخاص للاقتصاد لكن بتحكم جزئى من قبل الحكومة، فى حين نجد أن المدرسة الماركسية تعتمد على مشروعات الدولة فى معدلات النمو وتشغيل الدولة لأكبر عدد ممكن من الأفراد، بهدف تقليل انتهازية القطاع الخاص، كما تتضمن نظرية القيمة، وأن قيمة العمل تتحدد بما يضيفه من إضافات وليس ما يستهلكه من زمن، وتراكم رؤوس الأموال وتحويلها لآلات ومواد أولية.

بينما المدرسة الاقتصادية الأقدم، التى أسست لعلم الاقتصاد، كانت تقوم على مبدأ اليد الخفية، أى حدوث التوازن فى سوق السلع والخدمات والنقود بشكل تلقائى، ودون أى تدخل من الدولة، وهو ما يعنى الاعتماد بشكل كامل على القطاع الخاص فى عملية التنمية، وتتبع تلك المدرسة أبو الاقتصاد آدم سميث.

أتصور أنه يجب على الاقتصاد المصرى التنويع بين هذه المدارس فى أسلوب التعامل مع متغير التنمية، والمتغيرات المستقلة التى تؤثر فيه، والتى يتمثل أهمها فى مشروعات القطاع الخاص.

فلابد أن نأخذ من المدرسة الكلاسيكية التى أسسها آدم سميث فكرة إطلاق العنان للقطاع الخاص، والثقة فى قدرة السوق على تحقيق التوازن من خلال التقاء الطلب والعرض عند مستوى سعرى معين، فيما نأخذ من المدرسة الماركسية دور مشروعات الدولة فى تعزيز التنمية، وقدرتها على توفير السلع الاستراتيجية والسلع العامة التى لا يحبذ القطاع الخاص الدخول فيها أو إنتاجها.

كما ينبغى أن نحصل من المدرسة الكنزية على فكرة أوقات التدخل المناسب من الدولة فى النشاط الاقتصادى، وقراءة الأزمات بشكل استباقى والمبادرة لحلها قبل ظهورها.

هذا من الناحية النظرية، التى لابد أن تبقى المرشد الرئيسى فى كيفية تحرك الدولة لإدارة الاقتصاد، أما من الناحية العملية أتصور أن الدولة عليها أن تبنى ثقافة استثمار جديدة تقوم على التوسع الأفقى فى جميع المحافظات، والتوسع الرأسى فى الصناعات المختلفة من خلال التعميق الصناعى وزيادة نسب المكون المحلى.

كما ينبغى أن نؤهل لظهور جيل جديد من المستثمرين غير التقليديين الذين يجيدون التعامل مع تكنولوجيا العصر الحالى ومفاهيم الذكاء الاصطناعى والأتمتة والبرمجة والواقع الافتراضى وغيرها من المفاهيم التى باتت تحكم الاقتصاد العالمى فى العصر الحالى، وأصبحت تمثل المكون الرئيسى الذى سيتحدد بناء عليه موقع كل دولة على خريطة الاقتصاد العالمى فى ظل الثورة الصناعية الرابعة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هندسة الاستثمار هندسة الاستثمار



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:23 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أزياء ومجوهرات توت عنخ آمون الأيقونية تلهم صناع الموضة
  مصر اليوم - أزياء ومجوهرات توت عنخ آمون الأيقونية تلهم صناع الموضة

GMT 13:51 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ولي العهد السعودي يُدين الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في غزة
  مصر اليوم - ولي العهد السعودي يُدين الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في غزة

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الهلال⁩ السعودي يتجاوز مانشستر يونايتد في تصنيف أندية العالم
  مصر اليوم - الهلال⁩ السعودي يتجاوز مانشستر يونايتد في تصنيف أندية العالم

GMT 17:01 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس
  مصر اليوم - أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

GMT 22:37 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إسعاد يونس تتمنى أن يجمعها عمل مسرحي بشريهان
  مصر اليوم - إسعاد يونس تتمنى أن يجمعها عمل مسرحي بشريهان

GMT 13:37 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

مكون غذائي يساعد في تسريع تعافي العضلات بعد التمرين

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 06:54 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب

GMT 05:30 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ميسي يثير الغموض حول مشاركته في كأس العالم 2026

GMT 09:59 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

GMT 09:00 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

جرح فلسطين المفتوح
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon