توقيت القاهرة المحلي 14:27:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الاستثمار فى الاستقرار

  مصر اليوم -

الاستثمار فى الاستقرار

بقلم - دينا عبد الفتاح

فى واقعة جديدة تثبت عودة الدولة المصرية لريادتها الإقليمية، ودورها العالمى المؤثر، تستقبل مدينة السلام - شرم الشيخ - اليوم القمة العربية الأوروبية التى تعقد لأول مرة بهدف تعزيز التعاون الإقليمى بين الاتحاد الأوروبى والدول العربية، وصياغة رؤية مشتركة للتعامل مع العديد من القضايا التى تظهر على المستويين الإقليمى والدولى.

اختيار مصر لانعقاد هذه القمة يعود لعدد من العوامل؛ الأول: ريادة مصر العربية واحتضانها للجامعة العربية والمؤتمرات المشتركة على مستوى المنطقة.

الثانى: تألق مصر على خريطة المعارض الدولية خلال الفترة الماضية وظهورها بشكل مشرّف للغاية، لا يقل بأى حال من الأحوال عن المؤتمرات التى تستقبلها واشنطن وبروكسل وباريس وميونيخ، وخاصة النجاح المبهر الذى لاقاه منتدى شباب العالم، ومؤتمر أفريقيا 2018، نتيجة لنجاح مؤسسات الدولة.

الثالث: العلاقات الاستراتيجية المتميزة التى تجمع مصر بالدول الأوروبية والتى تمثل حافزاً كبيراً لحضور هذه الدول إلى مصر، وعقدها مباحثات ثنائية مع القيادة السياسية والمسئولين المصريين.

الرابع: تمتع مصر بالأمن والاستقرار مقارنة بالعديد من دول المنطقة، وموقعها الاستراتيجى الذى يتوسط قارات أفريقيا وأوروبا وآسيا، وبالتالى تصبح نقطة التقاء مناسبة لكل هذه الدول.

وأتوقع - وأنا أكتب مقالى من هنا من شرم الشيخ - أن تؤدى هذه القمة لتحديث وتطوير أطر التعاون العربى الأوروبى، وأن تصل لنتائج متميزة بشأن الموضوعات المطروحة للنقاش، وأن تنجح فى صياغة رؤية استراتيجية لمواجهة العديد من القضايا، وبالتحديد قضية المهاجرين غير الشرعيين التى تتصدر اهتمامات القمة.

فالعدد الكبير من المهاجرين غير الشرعيين الذى يتدفق من الدول العربية إلى أوروبا، يجب استيعابه فى مشروعات وطنية وفرص تشغيل مناسبة، بحيث يفضل البقاء فى بلاده، أو يتخذ وسيلة شرعية ومناسبة للهجرة والعمل بالخارج.

حيث نجحت الدول الأوروبية فى تخفيض عدد المهاجرين غير الشرعيين الوافدين إليها من 390 ألف مهاجر فى 2016 إلى 186 ألفاً فى 2017 ثم إلى 144 ألفاً فى 2018، وتعمل على ضغط هذا العدد خلال العام الحالى أيضاً. وفى تقديرى أن هذا حق أصيل لها، ولكن فى المقابل فهذه الدول مطالَبة بتعزيز مساعداتها للدول التى تصدّر إليها المهاجرين، حتى تستطيع تحسين أوضاعها الاقتصادية.

ويمكن تمويل هذه المساعدات من خلال الوفورات التى تحققها الدول الأوروبية نتيجة تحجيم الوافدين إليها، حيث تشير إحصائيات منظمة الهجرة الدولية إلى أن كل وافد غير شرعى للدول الأوروبية يكلف الدولة 12 ألف يورو فى العام الأول من إقامته فقط!

ومن المتوقع أن تتوصل الدول العربية والأوروبية لاستراتيجية تعاون اقتصادى متطورة، تقوم على التنسيق الإقليمى، فى وقت أصبحت فيه التكتلات هى المحرك الرئيسى للاقتصاد العالمى، والمؤثر الأول فى حركة التجارة والاستثمار والعمالة.

وسيدعم التوصل لهذا الاتفاق الحضور رفيع المستوى فى القمة، حيث من المتوقع مشاركة 50 دولة، من بينها 22 دولة عربية، و28 دولة أوروبية، بالإضافة لعدد كبير من الزعماء العرب والأوروبيين، يتصدرهم الملك سلمان بن عبدالعزيز، العاهل السعودى على رأس وفد يضم عدداً من الأمراء، وميشيل عون الرئيس اللبنانى، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وتيريزا ماى رئيسة الوزراء البريطانية، والرئيس الرومانى كلاوس يوهانيس، والمستشار النمساوى سيبستيان كورتس، ودونالد توسك رئيس المجلس الأوروبى.

فتجمّع كل هذه القيادات كفيلٌ بتحقيق نقلة نوعية فى العلاقات الاقتصادية بين الجانبين تحت غطاء سياسى قوى، يدعمه تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى لرئاسة الاتحاد الأفريقى لعام 2019، وقدرته على توسيع نطاق التنسيق والتعاون الإقليمى ليشمل الدول العربية والأوروبية، ودول أفريقيا جنوب الصحراء.

خاصة فى ظل الاستراتيجية التى ينتهجها الرئيس السيسى فى زعامته للاتحاد الأفريقى، وتركيزه الشديد على فتح قنوات تعاون جديدة للقارة السمراء، وتعزيز انفتاحها على العالم، بالإضافة للاستراتيجية المحكمة التى تستهدف دعم العلاقات البينية الأفريقية، واتخاذ خطوات فعلية نحو تنفيذ أجندة أفريقيا 2063.

وأعتقد أن الاستفادة من هذه القمة ستكون مشتركة بين الجانبين العربى والأوروبى، وليس استفادة من جانب واحد، تقوم على المساعدات والمنح من الدول الغنية للدول الفقيرة، خاصة فى ظل احتياج قادة الاتحاد الأوروبى لدعم إقليمى للاتحاد فى مواجهة تطور نفوذ تجمع بيركس الذى يضم الصين والهند والبرازيل وروسيا وجنوب أفريقيا من ناحية، ومواجهة المشاكل الداخلية التى تهدد بتفككه من ناحية أخرى، ولعل ذلك هو أحد أهم الأسباب التى دعمت موافقة الاتحاد الأوروبى على انعقاد القمة فى هذا التوقيت والاهتمام رفيع المستوى بالمشاركة فيها، على الرغم من بدء المباحثات المشتركة عام 2012.

نقلا عن الوطن

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاستثمار فى الاستقرار الاستثمار فى الاستقرار



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon