«لكى تستطيع صناعة التغيير على المستوى القومى، لا بد أن تصنع أولاً رواداً قادرين على إحداثه، والتأثير فى الآخرين».. تلك هى القاعدة التى مثلت جوهر فكرنا أثناء تشكيل منتدى الخمسين الذى ضم السيدات الأكثر تأثيراً فى اقتصاد مصر لعام 2015.
فقبل أن نضع خطوات فعلية يمكن تطبيقها على أرض الواقع، بهدف تغيير واقع المرأة فى مصر، بدأنا فى حشد القوة اللازمة للتحرّك، والوصول إلى كل السيدات الملهمات، اللاتى صنعن تجارب نجاح فى مختلف المجالات، لكى يشكلن القوة الدافعة لحركة التغيير المنشودة.
وبالفعل، ضمّت قائمة المنتدى التى تم الكشف عنها فى مطلع 2016، مجموعة من السيدات البارزات فى المجتمع، من بينهن وزيرات فى الحكومة، ورؤساء مؤسسات مالية عملاقة، ومسئولات تنفيذيات رفيعات المستوى فى أجهزة الدولة، وسيدات أعمال يُدِرْن استثمارات بمئات الملايين.
وأصبحت سيدات المنتدى مسئولات عن ترشيح أفضل 50 سيدة تأثيراً فى الاقتصاد لكل عام، وتم تكريم هذا العدد فى عام 2017، ومثلهن فى مطلع 2018، ومن المقرر أن يتم تكريم 50 سيدة أخرى فى احتفالية ضخمة غداً، تُعقد برعاية رئيس مجلس الوزراء وبحضور لفيف من الوزراء وكبار المسئولين، ليرتفع بذلك عدد عضوات المنتدى إلى 200 سيدة لكل منهن تجربتها الملهمة، التى تستحق الدراسة والتقدير.
ومع تعاظم قوة المنتدى، وتأثيره الواضح كممثل غير رسمى للمرأة فى مصر، بدأ فى تكوين خطته للانطلاق نحو تغيير واقع «التاء المربوطة» فى مصر.
وكانت اللبنة الأولى فى هذه الخطة إطلاق برنامج «سيدات يقدن المستقبل»، الذى يعد أول تجربة فى الشرق الأوسط تنطلق من جهة غير رسمية «منتدى الخمسين»، وتتعاون فيها مع عدد من الجهات الرسمية «البنك المركزى المصرى - المعهد المصرفى المصرى» بهدف صناعة قيادات مستقبلية واعدة من النساء، يستطعن بلوغ أفضل المناصب الحكومية والخاصة، ويكن أكثر قدرة على مواجهة الضغوط والتحديات، ويشكلن فريق عمل يجتهد على مدار الساعة، بهدف تعزيز المشاركة السياسية والاقتصادية والاجتماعية للمرأة، فى ضوء خطة تنموية تنفذها الدولة، يحتاج إنجازها إلى كل أبناء مصر، بغض النظر عن الدين، النوع، أو اللون.
هذا البرنامج نجح فى تأهيل الدفعة الأولى بواقع 35 سيدة، ممن يشغلن الطبقات الوظيفية المتوسطة، ليصبحن فى المستقبل أكثر قدرة على بلوغ الإدارة العليا، وتطوير نظرتهن إلى الحاضر، والمستقبل، ودورهن فى تشجيع زميلاتهن على تحقيق الأحلام والأهداف.
وسيتم تكريم خريجات هذه الدفعة فى الاحتفالية المقررة غداً، التى حرص على رعايتها رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى، فى انعكاس مباشر لاهتمامه بملف تمكين المرأة، الذى سبق الجميع فيه الرئيس عبدالفتاح السيسى، عندما أطلق عام 2017 عاماً للمرأة، ولم يتأخر لحظة فى توجيه الحكومة ومختلف الأجهزة، لتعزيز مشاركتها السياسية والاقتصادية.
هؤلاء الخريجات سيمررن بظروف أفضل من التى مررنا نحن بها، وسيتحمّلن ضغوطاً أقل من التى تحملناها، وسيصبح طريقهن للقمة، أفضل من الطريق الصعب الذى سلكته جميع عضوات منتدى الخمسين، فى تجاربهن العملية.
سنستمر فى دورنا، لبناء تجربة مصرية رائدة فى «تمكين المرأة» على مستوى أفريقيا والشرق الأوسط، ومُصرّات على تحسين ظروف الحياة والعمل، للمرأة فى مصر، وسنبذل كل الجهد، مهما كانت التكلفة، حتى تقف المرأة إلى جوار الرجل، على نسق المساواة فى بناء الحلم المصرى لدعم التقدم والازدهار.
نتائج أعمال المنتدى نلمسها كل لحظة، فى عيون المتدربات اللاتى تخرجن فى برنامج «سيدات يقدن المستقبل»، وكشفن عن دور هذا البرنامج الذى امتد لعام كامل فى تغيير نظرتهن للمستقبل، وتحفيزهن على مواصلة الدور الداعم لقضية المرأة فى مصر.
ونلمسها كذلك فى اهتمام التصنيفات الدولية المختلفة، التى تصدر بخصوص السيدات الأكثر تأثيراً إقليمياً وعالمياً، بالمرأة فى مصر، حيث تطورت مشاركة المرأة المصرية فى هذه التصنيفات بشكل كبير، بعد أن صدر أول تصنيف محلى للمرأة المصرية، من خلال منتدى الخمسين الذى شرفت بتأسيسه ورئاسته.
نقلا عن الوطن
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع