توقيت القاهرة المحلي 20:30:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خفض إنتاج النفط... بين العقلانية والانتهازية الانتخابية

  مصر اليوم -

خفض إنتاج النفط بين العقلانية والانتهازية الانتخابية

سلمان الدوسري
بقلم - سلمان الدوسري

يُخطئ من يعتقد أن ما يحدث في أسعار النفط مواجهة سعودية - أميركية مدفوعة بحسابات سياسية، فآخر ما تُفكر فيه الرياض استخدام النفط كسلاح لموازنة المشهد أو لإيلام طرف من الأطراف. وكما قال وزير الدولة للشؤون الخارجية عادل الجبير، في قناة FOX NEWS، «النفط ليس سلاحاً ولا طائرة مقاتلة ولا دبابة يمكن أن تطلق النار منها».
استقرار الأسعار هو جل ما تعمل عليه «أوبك بلس»، والتخفيض الأخير تم بإجماع الأعضاء، والسعودية - مع قيادتها لهذا التحالف - إلا أنها مجرد عضو في المجموعة.
وهنا، يجب ألا ننسى أن الولايات المتحدة هي أكبر منتج للنفط في العالم! وأن كثيراً مما يحدث في السوق البترولية اليوم ليس بالأمر الجديد؛ بل سيناريوهات متكررة منذ سنوات طويلة، تخضع - كأسواق حرة - لمعادلة العرض والطلب، التي بالضرورة تتأثر بالمعطيات المحيطة، والظروف الجيوسياسية. الجديد هذه المرة أن الأميركيين قرروا أن يفهموا تلك السياقات كأحزاب متنافسة، وليس كإدارة وقيادة سياسية عاصرت مثل هذه الأحداث كثيراً.
وما لا ينتبه إليه كثيرون أو قد يكونون يتغافلون عنه عمداً، هو تأثيرات الأزمة الروسية - الأوكرانية على الأسعار، بالإضافة إلى اضطرابات أسواق الغاز والفحم، وارتفاع أسعارهما مما انعكس على أسعار الكهرباء في أوروبا واليابان ودول أخرى. إضافة إلى كل ذلك - وهذا أمر في غاية الأولوية - أثر التباطؤ في الاقتصاد على الأسعار، كما أثر عليها توجه أميركا وأوروبا لفرض عقوبات على روسيا كفرض حظر وسقف أعلى للصادرات، وغير ذلك من العوامل الأخرى التي لا تحضر في أذهان أصحاب التصريحات السطحية والاستقطابات الانتخابية... الكل يختار مهاجمة السعودية، لثقلها ولأهميتها في القرار العالمي والإقليمي.
كمراقب، يلفت انتباهي دائماً قدرة «أوبك بلس» على العمل الاستباقي. فلدى المجموعة رشاقة وسرعة واستجابة للمتغيرات، والاستعداد المبكر لمواجهة أي تقلبات في الأسواق. فما تشهده السوق هذه الأيام، من وجهة نظري، دفع بالأعضاء لاختيار التخفيض، بما يحقق توازن السوق وتوجهاتها المستقبلية.
المهتمون، والعاملون في الصناعة النفطية، وكذلك الاقتصاديون والقانونيون؛ يعرفون جيداً أن صياغة اتفاق «أوبك بلس» بُني على المتابعة الدقيقة والمستمرة للطلب والعرض في السوق، والعمل الجماعي لتحقيق التوازن، ما يعني أن قرارات الأعضاء تغلب عليها الاستجابة للظروف المرحلية، وليست أجندة سياسية أو اقتصادية كما يزعم البعض.
ولذلك وغيره، لا يمكن لأي دولة عضو في المجموعة أن تتصرف خارج الاتفاق، لا السعودية ولا روسيا ولا الإمارات ولا غيرها، مهما كانت الرغبة أو الثقل السياسي... كل شيء يجب أن يمر عبر المنظومة، ويحقق مصالح الأعضاء، وينعكس إيجاباً على الاقتصاد العالمي.
السياسيون في الغرب يحدثونك دائماً عن أسعار النفط، ورغبتهم في تخفيضها، والعزف على شعارات شعبوية لمصالح انتخابية وغيرها... لكنهم، بالتأكيد، لا يخبرونك عن الأشياء الأخرى الضرورية لاستقرار الأسعار، سواء فيما يتعلق برحلة التسعير كاملة، وقد تحدثت عنها في مقال سابق هنا بعنوان «لماذا النفط دائماً في واجهة المواجهة؟»، أو عن أهمية الاستثمارات في الصناعة التي تعمل أميركا وغيرها على تعطيلها. وقد سبق أن حذرت «أوبك بلس» من الأثر الخطير لتقليص الاستثمارات، في قدرة العرض على مواجهة الطلب المتنامي في السوق.
أميركا، على سبيل المثال، لديها نقص في التكرير منذ 20 عاماً، كما أنها لم تقم ببناء مصافي تكرير منذ عقود!
والأهم بكثير من كل ما سبق، هو أن المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة تتمتعان بعلاقات ثنائية تاريخية عميقة، ممتدة منذ عقود طويلة، في مجالات السياسة والدفاع والاقتصاد والاستثمار والطاقة، وأشياء أخرى أكثر... لا يمكن اختصار علاقة الرياض بواشنطن بأسعار النفط، تتحكم فيه مجموعة من المصدرين، فالعلاقة أبعد من مصالح حزبية وأبواق انتخابية مؤقتة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خفض إنتاج النفط بين العقلانية والانتهازية الانتخابية خفض إنتاج النفط بين العقلانية والانتهازية الانتخابية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 00:02 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

انسجام لافت بين إطلالات الملكة رانيا والأميرة رجوة
  مصر اليوم - انسجام لافت بين إطلالات الملكة رانيا والأميرة رجوة

GMT 11:23 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
  مصر اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:00 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

العلماء الروس يطورون طائرة مسيّرة لمراقبة حرائق الغابات

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 20:12 2024 الخميس ,15 آب / أغسطس

عمر كمال يوجه رسالة مؤثرة لأحمد رفعت
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon