توقيت القاهرة المحلي 15:27:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التأسيس... السعوديون يروون تاريخهم العريق للعالم

  مصر اليوم -

التأسيس السعوديون يروون تاريخهم العريق للعالم

سلمان الدوسري
بقلم - سلمان الدوسري

اليوم هو الاحتفال الأول للمملكة العربية السعودية بـ«يوم التأسيس»، الذي جاء ذكرى وطنية لهذه الدولة التاريخية، بأمر ملكي من خادم الحرمين الشريفين، الذي عُرف عنه منذ كان أميراً للرياض اهتمامه الكبير بالتاريخ ودعمه لمشروعات الحفاظ على التراث الوطني، مؤكداً ذلك مواصلة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان هذا النهج الراسخ بتأصيل العراقة التاريخية لوطننا، ونقله من جيل إلى جيل، كإحدى أهم ركائز «رؤية المملكة 2030»، التي تمثل هويتنا الكبرى.
من الواجب التشديد على أن الإعلان عن يوم التأسيس يعني بالضرورة وضع تاريخ سياسي دقيق لتأسيس الدولة، وهو تولي الإمام محمد بن سعود الحكم في الدرعية، بعيداً عن الاجتهاد أو المزايدة أو العبث بالتاريخ، وتأكيداً لحقيقة لم توضع في سياقها الصحيح، للأسف، وهي أن هذه الدولة عمرها 300 عام، وأنها من أقدم الدول في العالم في التاريخ الحديث، انهارت حولها دول ومماليك، لتبقى الدولة السعودية صامدة بقوة نظامها السياسي وصمود شعبها.
ما يجب البدء به، وما نفاخر به على الدوام أيضاً، هو كون الدولة السعودية شامخة وعزيزة، بجذورها الضاربة في عمق التاريخ منذ 3 قرون، منذ أن أعلن الإمام محمد بن سعود تأسيس الدولة بتوليه مقاليد الحكم في «الدرعية» في فبراير (شباط) 1727م، التي تعد رمزاً للدولة، وبداية لقوتها الحقيقية، ومكانها المكين. ليجددها في الدولة السعودية الثانية الإمام تركي بن عبد الله عام 1824م، ثم الدولة السعودية الثالثة على يد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن عام 1902م. إن هذا التعاقب في تكوين هذا الكيان السياسي والإرث التاريخي يثبت أن السعودية دولة ذات إنجاز فريد، وبأس استثنائي؛ حيث أقام أئمتها وملوكها دولة لم تقم مثلها، وبامتدادها في تاريخ الجزيرة، منذ صدر الإسلام، ملتزمة شريعةَ الله، مطبقة للعدالة والمساواة، ما جعل من شعبها على استعداد متوثب للوقوف مع قادة الدولة، في مختلف الظروف والتحديات والمنعطفات.
تاريخياً، سجّلت الوثائق معنى الطبيعة المتفردة للمملكة، والعنيدة والممانعة لأي شكل من أشكال الهيمنة الأجنبية، وراحت محلقة كأنموذج مختلف في وسط الجغرافيا الصعبة والتاريخ الطويل، إذ لم يُرفع مع علمها علم محتل، رغم موقعها الجغرافي الاستراتيجي، ولم تطالب الدول يوماً بالتحرر، ولم ينقسم الشعب أو يعش يوماً تحت وطأة الاستعمار كحال مُعظم دول المنطقة، ولم تتأثر الدولة بازدواجية الهوية التي تخلّفها عادة السياسة الاستعمارية، ذلك لأنها لم تستعمر مُطلقاً، وواجه قادتها وشعبها أطماع الاحتلال بعزيمة صلبة وحزم لا يلين.
فعلى الرغم من مطامع القوى الأوروبية في الأرض آنذاك، ومحاولات النفوذ العثماني، والملاحم والحروب، فإنها كانت عصية على الاحتلال والاستعمار، فقد حظيت بقادة، همّهم الأوحد قيام الدولة السعودية واستمرارها، بعدما منعوا أي تمدد للنفوذ الاستعماري إلى داخل الجزيرة العربية، ولم يسمحوا بدخلاء للحكم عليها، محافظين على سيادتها واستقلاليتها، وتلك هي الدلائل الأهم على قوة الارتباط بالأرض والشعب، الرافضة لأي سيطرة خارجية أو إملاءات أجنبية.
تتجلى من ذكرى يوم التأسيس النظرة الثاقبة للقيادة الحكيمة في رؤيتها الاستشرافية للمستقبل، على المستويين المحلي والدولي، بتعزيزها إرثنا الحضاري، كمفتاح لإثبات حقّنا التاريخي في أي إنجاز أقيم على هذه الأرض، باعتباره عامل قوة يحمي الشعب السعودي، ويحفزهم لصناعة حاضر متوازن، ويساعد الأجيال القادمة في استدامة حاضرتهم، وتحديد اتجاه المستقبل وملامح هويته. السعودية الجديدة، وإن كانت تبهر العالم بتطورها وانطلاقها الصاروخي نحو المستقبل، فإنها في الوقت ذاته، تستند إلى تاريخ عريق، وهوية ثابتة، وعمق سياسي وثقافي وحضاري عميق.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التأسيس السعوديون يروون تاريخهم العريق للعالم التأسيس السعوديون يروون تاريخهم العريق للعالم



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 13:18 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

تامر حسني يكشف حقيقة عودته لبسمة بوسيل ويصدم الجمهور
  مصر اليوم - تامر حسني يكشف حقيقة عودته لبسمة بوسيل ويصدم الجمهور

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»

GMT 20:44 2021 الأربعاء ,15 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تتعرض للخيانة الزوجية من صديقتها المقربة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon