توقيت القاهرة المحلي 10:31:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السعودية الحديثة في مذكرات بومبيو

  مصر اليوم -

السعودية الحديثة في مذكرات بومبيو

بقلم - سلمان الدوسري

قرأتُ معظم ما نشره وزير الخارجية الأميركي السابق، مايك بومبيو، في كتاب مذكراته، الذي عنونه بـ«لا تعطِ أي بوصة... القتال من أجل أميركا»، وهي مُذكّرات مكتنزة بالحقائق توثق حقبة زمنية حساسة، انحازت فيها الصحافة - مع كل أسف - للأجندات اليسارية، ولعبت أدواراً في التزييف والتضليل والتجييش. ولعل أهم ما لفت انتباهي هذه العبارة «إن إدارة ترمب تعاملت مع العالم كما كان، وليس كما كُنا نتمنى أن يكون».
أكثر شيء تميزت به إدارة ترمب، وتحديداً الملفات السياسية والدبلوماسية بقيادة بومبيو، أنها حاولت أن تستوعب الفرق والتكامل بين الدول والشعوب، واحترمت طريقة كل دولة في إدارة شؤونها، بما يحفظ سيادتها، دون إملاءات أو تدخل. وهو الأمر الذي أصفه بأنه استيعاب واضح لفلسفة العلاقات الدولية الحديثة، التي تستند إلى استراتيجية المصالح أولاً.
طرق مايك كثيراً من الملفات، سياسية وأمنية وعسكرية واستخباراتية وإعلامية وقانونية وغيرها الكثير. الملف الأهم، من وجهة نظري، هو الحديث عن العلاقة السعودية - الأميركية، تلك العلاقة التاريخية المتجذرة، التي لا يستوعبها ولا يعي أهميتها ودورها الوازن لقضايا المنطقة واقتصاد العالم إلا الضالعون في السياسة، ولذلك ليس مستغرباً توضيحه لكثير من الحقائق والمعلومات المغيبة، دون الانحياز أو الاصطفاف.
لم يُخفِ بومبيو انبهاره بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وطريقة إدارته وتعامله مع الملفات الحالية والتحديات المستقبلية، حيث وصفه بأنه رجل إصلاحي «سيثبت أنه أحد أهم قادة عصره، وشخصية تاريخية بحق على المسرح العالمي»، كما قال عنه إنه «يقود أكبر إصلاح ثقافي في تاريخ المملكة». ومما ذكره مايك بومبيو عن الأمير محمد بن سلمان قوله: «ورغم صغر سنه - كان يبلغ من العمر واحداً وثلاثين عاماً عندما أصبح ولياً للعهد - إلا أن محمد بن سلمان أثبت بالفعل أنه لاعب ذكي، في بيئة سياسية معقدة قاسية».
حديث بومبيو ليس منطلقاً من كونه معجباً يتابع كالآخرين، أو كمواطن يلمس التغيرات في حياته المباشرة، وإنما كمسؤول أجنبي من دولة عظمى تعامل مع الأمير مباشرة في ملفات وأزمات مختلفة، وبظروف متباينة، وشاهد ووثّق طريقة التعامل العصرية والسباقة، والحاسمة في الوقت نفسه.
أصعب ما يواجهه المشروع السعودي الحديث هو عدم استيعاب تسارعه وأفكاره مِن قِبل السياسيين التقليديين أو محدودي الخيال. ما حدث أن بومبيو كان مستوعباً سريعاً لما يحدث، ورأى في الأمير محمد بن سلمان قائداً لثورة اجتماعية ونهضة اقتصادية ووثبة سياسية وقفزة ثقافية، تخلدها الأجيال المقبلة. ومن حديث مايك أقتبسُ: «محمد بن سلمان يعد القوة المحركة التي تقف وراء (رؤية السعودية 2030)، وهي خطة وضعت إصلاحات اقتصادية واجتماعية رئيسية لبلد يهيمن عليه إنتاج النفط والقيم الإسلامية المتشددة. وقد قال البعض إن وتيرة تحرك محمد بن سلمان في إصلاحاته بطيئة جداً. ولكن لم يسبق وأن تحرك أي زعيم سعودي بهذه الوتيرة على الإطلاق، بل أنا متأكد أنه لا يستطيع أي زعيم آخر فعل ذلك».
وعلى الرغم من أهمية كل الأشياء التي ذكرها مايك بومبيو، والحقائق التي وثّقها في مذكراته، فإنها ليست جديدة بالنسبة لنا. نحن الذين نعرف جيداً ما نفعل، ولكن تزداد أهمية ذلك لكونها ستتحول مع مرور الزمن مرجعاً للصحف الموضوعية، والباحثين الجادين الذين سيكتبون عن المملكة مُستقبلاً، ويسبرون أغوار نجاحها على الرغم من كل ما تعرضت له من محاولات بائسة لإفشالها.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السعودية الحديثة في مذكرات بومبيو السعودية الحديثة في مذكرات بومبيو



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يفتح آفاقا جديدة في علاج سرطان البنكرياس
  مصر اليوم - فيتامين سي يفتح آفاقا جديدة في علاج سرطان البنكرياس

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon