توقيت القاهرة المحلي 13:28:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«السم» القطري يصل أستراليا

  مصر اليوم -

«السم» القطري يصل أستراليا

بقلم : سلمان الدوسري

فضيحة قطرية جديدة وافتنا بها الصحيفة اللندنية «صنداي تايمز» أمس، حيث كشفت عن وثائق سرية تشير إلى أن الدوحة دفعت الملايين من الدولارات للتخريب على منافسيها في سعيها لاستضافة كأس العالم 2022، من خلال ما أطلقت عليه الصحيفة «العمليات السوداء»، مضيفة أن وثائقها تشير إلى أن عملاء سابقين لوكالة المخابرات المركزية وشركة علاقات عامة وُظفوا في حملة «ألاعيب قذرة» ضد الولايات المتحدة وأستراليا كسرت قواعد «الفيفا». بالطبع، ما فعلته قطر من فساد غير مسبوق في المنافسة على استضافة كأس العالم يُمثل انتهاكاً صارخاً للقواعد الموضوعة من قبل «الفيفا» للدول المُتنافسة. وبعيداً عن ما إذا كانت هذه التسريبات ستزيد الدعوات إلى سحب أحقية قطر في استضافة كأس العالم، فإن ما قامت به الدوحة ليس سوى إحدى أدواتها التي لا تستغني عنها لتنفيذ سياساتها، عبر استخدام المال القذر لتحقيق أهدافها؛ لا يهم إن كانت تطرق البيوت من أبوابها أم لا، المهم أنها ترى المال وحده كافياً لتحقيق مبتغاها، سواء بطريقة شرعية أو غير شرعية.

لا أعتقد أن أحداً متفاجئ من الفضيحة القطرية، فما هي إلا حلقة من مسلسل فساد استضافة البطولة الأشهر عالمياً، بل لا أظنها أكبر وأعظم من الفضيحة التي أعلنت عنها شبكة «بي بي سي» قبل أسبوعين، بأن قطر دفعت أكبر فدية في التاريخ لجماعات إرهابية؛ المبدأ واحد والتفاصيل متغيرة، والوسيلة في نهاية الأمر هي المال، الذي دائماً تظن قطر أنها قادرة على فعل كل ما تريد ما دامت تملكه، في سبيل إشاعة الفوضى وتحقيق مآربها.

يقول تقرير «صنداي تايمز» المشار إليه إنه استناداً إلى رسائل البريد الإلكتروني، قامت قطر «بتوظيف صحافيين ومدونين وشخصيات أخرى لإثارة الروايات السلبية، والتجسس على المنافسين، ونشر تقارير استخباراتية حول شخصيات مهمة، وإشعال فتيل احتجاجات شعبية»، وهذه بالضبط اللعبة التي تبرع فيها الدوحة، بتوظيف الإعلام المتواطئ لضرب خصومها بتقارير مختلقة وكاذبة ومزورة. وإذا كانت الصحيفة اللندنية قد كشفت عن الوسائل القطرية السوداء في ضرب خصومها لاستضافة كأس العالم، فإن هذه المنطقة تحديداً عانت أشد المعاناة من السياسة القطرية التخريبية المعتمدة على ثنائية المال القذر والإعلام المتواطئ طوال أكثر من عقدين من الزمن.

في تقديري، فإن قضية الفساد في استضافة بطولة كأس العالم على خطورتها، وانعكاسها على اللعبة الشعبية الأولى، أهون بكثير من الكارثة القطرية الكبرى المتمثلة في تمويل الجماعات الإرهابية تحت عباءة الدولة، من بوابة «الإخوان المسلمين» تارة، وإطلاق سراح صيادين تارة ثانية، والصفقات السياسية تارة ثالثة، وتفريغ المدن من سكانها الأصليين تارة رابعة. وهكذا، فإن المال القطري الوفير لم يفسد الرياضة فحسب، وإنما تسبب بقتل الملايين وتشريدهم تحت مرأى العالم ومسمعه.

يبقى أخطر ما أشار له تقرير الصحيفة البريطانية ما أظهرته الرسائل الإلكترونية التي تم تسريبها، والتي أرسلت إلى نائب رئيس اللجنة القطرية المنظمة، بأن قطر كانت على علم بمؤامرةٍ لنشر «السم» ضد خصومها الرئيسيين، حتى إنهم جهزوا قراراً للكونغرس الأميركي حول الآثار «الضارة» لكأس العالم في أميركا في أسبوع التصويت؛ وهنا مربط الفرس: السم القطري، الذي نشره النظام في الدوحة ضد أصدقائه كما خصومه، حلفائه كما أعدائه، لا أحد من الحلفاء أو الأصدقاء يدري متى ستأتيه لسعة السم تلك، فإذا كان النظام يغدر بأقوى دولة في العالم، لها قاعدة عسكرية كبرى في بلاده، أفلا يفعلها بجيرانه؟!

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«السم» القطري يصل أستراليا «السم» القطري يصل أستراليا



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon